«صفقة نيمار» تكشف دور إسرائيل المشبوه في انتقال «الغدار» (تقرير)

الجمعة، 04 أغسطس 2017 09:21 م
«صفقة نيمار» تكشف دور إسرائيل المشبوه في انتقال «الغدار» (تقرير)
نيمار دا سيلفا
سمير بدر

تجمد حالياً الميركاتو الصيفي الحالي لكرة القدم، بعد قنبلة انتقال البرازيلي نيمار دا سيلفا لاعب برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان، في الصفقة التي أطلق عليها «صفقة القرن»، فالصفقة المجنونة تخطت حدود «الساحرة المستديرة»، وامتزجت بلعبة السياسة بشكل واضح، بعدما قرر ناصر الخليفي المالك للفريق الفرنسي، التخلي عن كل الأعراف والقواعد الأخلاقية التي تحكم انتقالات اللاعبين في العالم، بالتعاقد مع نجم السيليساو، عن طريق دفع الشرط الجزائي الضخم في عقده مع البارسا الذي يبلغ 222 مليون يورو.

 

 وإذا كانت رغبة اللاعب كما يروج البعض هي ما تدفع الكيان القطري المستتر خلف الواجهة الباريسية، لتنفيذ تلك الصفقة، فلماذا لم تتعامل الإدارة القطرية للنادي الفرنسي بهذا التعاطف نفسه؟ مع رغبة الإيطالي ماركو فيراتي في الرحيل إلى برشلونة في صفقة قانونية نظيفة.

 

وأوضح أمام الجميع، أن هذه الصفقة، تخالف كل قواعد اللعب النظيف، فهذه الصفقة بمثابة كارثة كروية، عندما يفعل نادي كبير، كباريس هذه الفعلة، ومع نادي أيضاً من أكبر أندية العالم، حقاً إنها الكارثة، لأن بعد هذه الصفقة، من الممكن أن يفعل الكثير من الأندية هذه الفعلة، وبالتالي ستفسد متعة اللعبة الأكثر شعبية في العالم وهي كرة القدم.

 

نيمار
نيمار

ووسط حالة من الغضب والاستنكار في الحقل الكروي العالمي، جراء محاولة إتمام تلك الصفقة، تبحث قطر ممثلة في باريس سان جيرمان عن تجميل وجهها السياسي القبيح، واستخدام هذا المال الملعون في استقطاب نجم كروي بارز، واللعب على مشاعر عشاق أكثر الألعاب شعبية في العالم، وكأن الفساد السياسي ودعم الإرهاب لا يكفيان الكيان القطري، فقرر أن يمد أذرع هذا الفساد إلى اللعبة التي تمتع الملايين في العالم، وهذا لا يحدث للمرة الأولى، ففي كواليس حصولها على تنظيم مونديال 2022 الكثير من الشوائب والرشاوى والفساد الهائل.

 

قطر
قطر

تلك الصفقة ربما تجاوزت المليار يورو في الإجمالي غير المعلن، حيث ستبلغ قيمة الصفقة ما يقرب من 500 إلى 800 مليون يورو، خلال مدة التعاقد مع نيمار التي تبلغ، كما أشارت التقارير العالمية خمس سنوات، ما بين 222 مليون يورو قيمة الشرط الجزائي، في عقد البرازيلي مع برشلونة، وإجمالي ما سيتقاضاه اللاعب طيلة خمس سنوات، وهو المقدر بحوالي 255 مليون يورو.

 

بالإضافة إلى إعلان صحيفة «لو فيجارو» عن دراسة تشير إلى حصول الخزانة العامة الفرنسية على ما يقرب من 300 مليون يورو، جراء هذه الصفقة، ولا يمكن تجاهل التقارير المهمة الصادرة عن مؤسسات اقتصادية ألمانية التي أشارت إلى رغبة قطر في أن يكون نيمار سفيرا فوق العادة لـ مونديال 2022، في مقابل 300 مليون يورو خارج الصورة الرسمية لصفقة انتقاله للنادي الباريسي.

 

نيمار فلوس
نيمار فلوس

هذا بالإضافة إلى تقارير برازيلية محلية فجرت مفاجأة مخجلة أيضاً وهي حصول وكيل اللاعبين الإسرائيلي، بيني زاهافي، على 18 مليون يورو من الجانب القطري، لتسهيل إتمام الصفقة، ليصل الإجمالي إلى مليار يورو، تحمل رائحة فساد وتلاعب تزكم الأنوف، خاصة مع لجوء الجانب القطري للزج باسم إحدى شركات الاستثمار الرياضي، للهروب من أي عقوبة من جانب الاتحاد الأوروبي للعبة، وهو ما جعل رابطة «الليجا» ترفض قبول قيمة الشرط الجزائي لنيمار.

وأعلن رئيس الاتحاد الإسباني التحدي مهددا بعدم الصمت على هذا الفساد لقواعد اللعب المالي النظيف في الوقت الذي أكدت في إدارة برشلونة أنها ستتقدم بشكوى إزاء هذا التصرف من جانب باريس سان جيرمان، في حين أن الإتحاد الأوروبي لكرة القدم «الويفا»، أصدر بياناً أوضح فيه أنه سيقوم في إطار عملية المراقبة المستمرة للأندية بمراجعة كل تفاصيل الصفقة، وبحث كل ما يتعلق بها قبل الحديث عن مخالفتها للقواعد، قبل أن يوجه إنذارا للنادي الباريسي، مطالباً إدارته القطرية بالكشف عن كيفية سداد قيمة صفقة نيمار.

 

 

إسرائيل
إسرائيل

وفي تأكيد لتسييس تلك الصفقة حسب الأهواء القطرية، كشف تقرير بول هاوارد الصحفي اللامع بجريدة تيلجراف البريطانية عن أن صفقة نيمار هي سياسية في المقام الأول، خاصة أن الكيان القطري يحتاج لتجميل صورته بأي ثمن في الفترة الحرجة الحالية، ففي الوقت الذي يتحرك فيه جهاز قطر للاستثمار المالك للنادي الفرنسي، من أجل الحصول على خدمات اللاعب البرازيلي كانت قطر تشكو لمنظمة التجارة العالمية بشأن المقاطعة التجارية التي أدمت الاقتصاد القطري بشدة.

وقال هاوارد: في الوقت الذي تقلصت فيه الواردات القطرية بنسبة 40%، بسبب مقاطعة جيرانها العرب لها، فإن تلك الدولة تسعى لإتمام صفقة رياضية توازي 222 مليون يورو في أولى خطواتها، وحتى لو بقى نيمار في باريس، فإن هذا الانتقال قد يسعف الواردات القطرية الغارقة حالياً، والأهم أنه سيكون الانتقال السياسي الأول في تاريخ انتقالات اللاعبين في العالم.

وأضاف هاوارد: لا يمكن وصف تلك الصفقة بأنها «رياضية»، لأن المنطق يشير إلى بحث النجم البرازيلي الشاب عن مزيد من التحدي في عالم كرة القدم، من أجل استمرار صعوده وتحقيق المجد الكروي الذي يبحث عنه أغلب اللاعبين، وهو ما لا يحدث الآن حيث سينتقل صاحب الـ 25 عاماً في صفقة تحمل الصبغة الصينية، لكنها داخل أوروبا، وهو ما يؤكد أن الصفقة سياسية، أو حتى مالية وإن لا يوجد اختلاف بينهما حالياً، حيث يلعب المال دوراً كبيراً في عالم السياسة، ويجمعهما الكثير من الفساد، والمعنى الذي قصده الصحفي الانجليزي واضح، وهو أن نيمار سيتراجع إلى الخلف باللعب في الدوري الفرنسي الأقل في المستوى من كبرى بطولات الدوري الأوروبية، وهو ما ينفي صفة التنافس الرياضي عن هذا الانتقال، وما حاول البعض إلصاقه بنيمار من رغبة في الخروج من ظل ميسي في البارسا، خاصة بعد رسائل الوداع الراقية بين النجمين على مواقع التواصل الاجتماعي.

نيمار و ناصر الخليفي
نيمار و ناصر الخليفي

 

وواصل صحفي التليجراف تحليله الرائع، قائلاً بأن حلم النادي الباريسي في الفوز بدوري الأبطال ورفع قيمة علامته التجارية، هو أمر مشروع، لكن إذا صدقت تلك النية فإن الحلم يحتاج إلى من هو أكبر من نيمار، بل كان أولى بالإدارة القطرية أن تستثمر هذه الأموال الطائلة في أندية أخرى داخل نطاق البطولات الكبرى في إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا، ولهذا فإن السؤال لماذا فرنسا؟، والإجابة لا تحتاج إلى بذل الكثير من الجهد، لأن التحول هنا كان في عملية حصول الكيان القطري على تنظيم «مونديال 2022»، وما دار في الكواليس مع ميشيل بلاتيني ونيكولا ساركوزي.

 

بلاتينيد
بلاتيني

 

كما خاض هاوارد أكثر في الشأن السياسي المتعلق بتلك الصفقة، عندما أشار إلى أن قطر المنبوذة حالياً من قبل جيرانها تسعى لتحسين صورتها، لكن يبدو أن قرارها بشأن نيمار خاطئ للغاية، فإصرارها على إتمام تلك الصفقة غير النظيفة، أكد على صحة موقف السعودية والإمارات والبحرين فيما أعلنوه حول أن الثروة السيادية القطرية عدوانية جداً، وهو ما سيكشف الأمور تماماً أمام باقي دول الخليج العربي، ويبرهن على الخلفية الجيوسياسية التي تسعي قطر الصغيرة اليائسة من خلالها لتحقيق أهمية لها على المدى الطويل.

فالطبع هي صفقة غير رياضية، لأن ذلك لايشكل أي صورة، من صور اللعب النظيف، وذلك بمحاولة الدولة المنبوذة من قبل الدول العربية، وهي قطر الداعمة للإهارب الأسود، وللكيان الصهيوني.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق