هكذا يحشد «الدب الروسي» أعداء أمريكا للرد على عقوباتها

السبت، 05 أغسطس 2017 06:17 م
هكذا يحشد «الدب الروسي» أعداء أمريكا للرد على عقوباتها
الدب الروسى
مايكل فارس

وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فى 29 يوليو الماضى، على مشروع قانون يقضي بفرض عقوبات جديدة على روسيا، بحسب بيان للبيت الأبيض، وقد صوتت أغلبية ساحقة بمجلس الشيوخ لصالح تمرير مشروع القانون، الذي يتضمن مادة تمنع الرئيس من إلغاء العقوبات دون موافقة الكونجرس، وتهدف العقوبات إلى معاقبة الممارسات الروسية في أوكرانيا وسوريا، فضلاً عن زعمها التدخل في الانتخابات الأمريكية.

الدب الرررررررررروسى

لن ترى روسيا العقوبات وتستمر مكتوفة الأيدى، فرد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير فاسيلي نيبنزيا، عقب العقوبات مباشرة قائلا فى تصريحات بمقر المنظمة الدولية بنيويورك:" يتعين على أعضاء الكونجرس الأمريكي، الذين يعتقدون أن العقوبات قد تغير السياسة الروسية، أن يتعلموا من التاريخ، مضيفا، أن بلاده «لا تنحني ولا تنكسر».

طالما اتخذت أمريكا«تصعيدا» تجاه إيران، وما يدعم هذا الخط البيانى، بياناتها وتصريحات مسئوليها المعادية لإيران منذ عقود طويلة، حتى عقب الاتفاق النووى الذى وقعته الإدارة الأمريكية فى عهد أوباما عن مضض مع إيران.

وذكرت وسائل الإعلام الروسية الرسمية، أن روسيا وإيران اتفقتا على تعزيز التعاون العسكري والتقني والتكنولوجي في أعقاب العقوبات الأمريكية الجديدة المفروضة على الدولتين، ومن المقرر أن يجتمع نائب رئيس الوزراء الروسي، ديمتري روغوزين، في طهران، السبت، مع وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان، وسيبحثان إمدادات جديدة من الأسلحة الروسية إلى إيران.

 ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن مصدر في مكتب روغوزين قوله، إن الطرفين توصلا إلى اتفاق مبدئي لزيادة التعاون العسكري والتقني والتكنولوجي بعد إدراج الدولتين في قائمة العقوبات الأمريكية، كما يتوجه نائب رئيس الوزراء الروسي إلى لإيران ليقود وفداً روسياً لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ومن المتوقع أن يجتمع «روغوزين» مع نائب روحاني للشؤون العلمية والتقنية، سورينا ساتاري، بحسب وسائل إعلام رسمية روسية، لمناقشة نقل التكنولوجيا المتقدمة وتدريب الأخصائيين الإيرانيين في روسيا، مع إمكانية توقيع صفقات جديدة مع إيران.

الصين ترحب

سعت روسيا دوما أن تكون الصين - صاحبة ثان أكبر جيش بالعالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية،-أن تكون حليفا استراتيجيا عسكريا واقتصاديا، والاثنين يعتقدون أن مصالحهم العالمية متوافقة ومشتركة، وبالضرورة لن تتوافق مع الإدارة الأمريكية، التى تسعى جاهدة للتدخل  فى مناطق نفوذيهما.

وعقب العقوبات الأمريكية تجاه روسيا فى 29 يوليو، ردت روسيا برسالة قوية ثان يوم من العقوبات 30 يوليو، يوم احتفالات القوات البحرية الروسية، فقدمت استعراضا عسكريا مهيبا في مدينة سان بطرسبورغ في يوم القوات البحرية، وقد لفت محللون عسكريون إلى أن روسيا عرضت للعالم أسطولاً تدل قوته على "اشتداد المنافسة العسكرية في العالم".

ووفق تحليل قدمه «سبوتنيك»،  استرعت احتفالات يوم القوات البحرية الروسية انتباه المحللين العسكريين لمشاركة سفينتين حربيتين صينيتين فيها،  ورأى الخبير الأمريكي ديفيد أندلمان، أن المشاركة الصينية في احتفالات يوم القوات البحرية الروسية تشكل كابوسا يؤرق الحكومة الأمريكية، مشيرا إلى أن الصداقة الروسية الصينية المتعاظمة تهدد بتجريد واشنطن من أدوات الضغط في بلدان العالم مثل سوريا وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية.

ويشير الخبراء الأمريكيون، إلى ازدياد المناورات العسكرية المشتركة بين روسيا والصين خاصة بعد عام 2014، وهذا اتجاه مهم بالنسبة إلى الصين في مجال التعاون العسكري، لأنها لا تشترك في أي مناورات عسكرية مع دولة كبرى،  لذلك لم تكن لدى الجيش الصيني الخبرة العسكرية اللازمة للعمل خارج حدود البلاد. وكذلك خبرة التعاون مع الجيوش الأخرى. وقد أقلقت واشنطن بصورة خاصة المناورات الحربية البحرية المشتركة بين البلدين عام 2016، التي تدربت قوات البلدين خلالها على عمليات "الاستيلاء" على جزر بحر الصين الجنوبي. كما تثير لقاءات القيادات العسكرية في البلدين انتباه واشنطن ايضا، حيث بلغت في عام 2016 فقط سبعة لقاءات.

ويتابع الخبراء، يبقى التعاون العسكري–التقني إحدى الركائز الأساسية في علاقات روسيا والصين، حيث استوردت الصين بين عامي 1992 - 2006 أسلحة ومعدات عسكرية روسية مختلفة بلغت قيمتها 26 مليار دولار. وقد سمح هذا التطور في التعاون العسكري–التقني للصين بتعزيز قدراتها البحرية والجوية.

روسيا امدت الصين

شددت صحيفة «إيزفيستيا»، على تعاون موسكو وبكين في المجال العسكري قائلة:«يتوسع التعاون الروسي– الصيني وينشط في المجالات العسكرية والدفاعية، وهذا ما يهدد مصالح واشنطن. بيد أن الحديث عن إنشاء حلف رسمي بين البلدين ما زال سابقا لأوانه. هذا ما تضمنه تقرير رسمي أعدته مجموعة باحثين خصيصا للكونجرس، عن وضع العلاقات الروسية-الصينية في المجال العسكري.

ونشرت الصحيفة تقريرا بعنوان«العلاقات العسكرية الروسية – الصينية» أعدته لجنة خاصة في الكونجرس تراقب العلاقات الأمريكية–الصينية في مجالي الأمن والاقتصاد، وقد شُكلت عام 2000، وتضم الخبراء الرواد بالشؤون الصينية بمن فيهم من الاستخبارات، وتتمثل مهمتها في متابعة مجالات العلاقات مع الصين كافة، وجاء فيه:«الارتقاء إلى مستوى أعلى في التعاون" أن التعاون في مجال الدفاع أصبح المحرك الرئيس لتطور العلاقات الروسية–الصينية خلال السنوات الأخيرة، وأن الدافع الأساس للتقارب بين روسيا والصين هو سياسة الولايات المتحدة، وأن موسكو وبكين تنطلقان من أن واشنطن تنتهج استراتيجية ردع الدول الكبرى والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وإن العقوبات الأمريكية أثرت في مزاج قيادتي البلدين، بعد انضمام القرم إلى روسيا، ما نجم عنها خطوات محددة لتقاربهما.

ترامب يعترف

اعترف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بخطورة توقيع العقوبات على روسيا، معلنا بعدها بعدة أيام عدم رضاه عن الخطوة، قائلا: "القانون معيب على نحو خطير"، وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، فأن الرئيس ترامب قال، إن القانون الذى يقوض سلطاته فى رفع العقوبات كان غير دستورى، وأنه وقع عليه من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير نشرته الخميس، إلى أن العقوبات الأخيرة تمثل بعضا من أشد التحركات التى اتخذها الكونجرس ضد روسيا منذ الحرب الباردة، وقال ترامب فى تصريحات بعد توقيع العقوبات، إن القانون الذى يتطلب من الرئيس إخطار الكونجرس إذا كان يريد رفع العقوبات عن موسكو قانون "معيب على نحو جاد". 

وأضاف الرئيس الأمريكى فى تصريحاته: "الحد من مرونة السلطة التنفيذية يجعل من الصعب على الولايات المتحدة إبرام صفقات جيدة للشعب الأمريكى، وسيقود الصين وروسيا وكوريا الشمالية للتقارب معا بشكل أكبر، بنيت شركة كبيرة حقا تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، وبصفتى رئيسا يمكننى أن أعقد صفقات أفضل بكثير مع الدول الأجنبية من الكونجرس".

الدب الروسى
 
الدب الروسى

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق