جابر نصار.. تجربة قابلة للاستنساخ فى مؤسسات الدولة

السبت، 05 أغسطس 2017 06:56 م
جابر نصار.. تجربة قابلة للاستنساخ فى مؤسسات الدولة
عادل السنهوري يكتب:

يوم الثلاثاء الماضى، انتهت رئاسة الدكتور جابر نصار لجامعة القاهرة، اختار الرجل أن يتم تجربته الناجحة بامتياز لمدة أربع سنوات بقراره الاختيارى، رغم ضغوط من حوله بالاستمرار لاستكمال مسيرة النجاح فى الجامعة.
 
أنهى جابر نصار مشواره، وترجل مثل فارس منتصر فى معركة ليهدى سيفه وشعلته لمن بعده، لتبقى جامعة القاهرة، منارة للعلم، وفنارة للثقافة والفن والتنوير، وتاريخا من النضال الوطنى المتوهج.
 
لم يتمسك الدكتور جابر بكرسى الرئاسة، رغم اغراءاته وبريقه، فقد حقق فى مؤسسة الجامعة ما نريده فى باقى مؤسسات الدولة، ومع قناعته بما أنجزه قرر اعتزال المنصب بعد تجربة «جابرية»، تستحق أن تدرس وتستنسخ فى العديد من المؤسسات والهيئات الحكومية الأخرى. وسوف يسجل التاريخ أن جابر نصار، سطر اسمه كواحد من أشهر رؤساء جامعة القاهرة منذ بدايتها عام 1925، وتولى أحمد لطفى السيد، أول رئيس لها، وإلى جانب عمالقة مثل الدكتور على إبراهيم ومحمد عبدالوهاب مورو، ومفيد شهاب. 
 
تجربة الرئيس رقم 24 فى تاريخ جامعة القاهرة، واستعادة الجامعة لمكانتها ودورها وبريقها وتوهجها مرة أخرى بعد أن كادت تضيع تحت سنابك تتار العصر وطيور الظلام ودعاة الإرهاب والعنف، هى تجربة قامت على الإبداع والتفكير خارج الصندوق والالتزام الصارم بالقانون من الجهاز الإدارى، والتعامل بروح القانون مع المجتمع الطلابى، تجربة مسئول حقيقى له كاريزما شخصية لم يسكن الخوف قلبه أو وجدانه، ولم تكبل الرعشة يديه فى اتخاذ القرارات الحاسمة للصالح العام بحسم رجل القانون، وبحزم وعزم المسئول، ولم يخشَ نصائح وتحذيرات مسئولين كبار من دخوله «عش الدبابير» حتى لا تكون نهايته السجن. 
 
كل ما فعله الدكتور نصار، هو أن اتخذ العلم وفن الإدارة سبيلًا وطريقًا للنجاح، وانتشال هذه القلعة العلمية العريقة من الغرق والتيه فى كهوف الفساد، فلم يخشَ التحذيرات من أصدقائه الوزراء، وبدأ فى الحرب على الفساد وشلة المستشارين، ونجح فى إعادة ملايين الجنيهات المهدرة والضائعة على الجامعة، التى كانت تعانى من ديون واجبة السداد بحوالى 150 مليون جنيه، ونجح فى استعادة أملاك وأصول وأوقاف للجامعة بمليارات الجنيهات فى محافظات مصر، فى القاهرة والجيزة والأقصر والمنوفية، لم يكن أحد يعلم عنها شيئًا.
 
ليست الإدارة فقط والحفاظ على الأصول والأموال، وإنما فى إعادة البريق العلمى والثقافى والفنى للجامعة، لتستعيد بريقها وبهاءها الذى فقدته لسنوات طويلة بعد محاولة جماعات الظلام والتشدد للسيطرة عليها، ولا ننسى ما قام به الدكتور نصار، فى مواجهة الإخوان والسلفيين والانتصار عليهم بالقانون، وكسب كل المعارك ضدهم مثل معركة النقاب فى المستشفيات الجامعية، وعاد فنانو مصر إلى قبة الجامعة مرة أخرى، ليعيدوا لها نورها الذى انطفأ تحت وطأة الخوف من تلك الجماعات، واستعادت الجامعة ذاكرتها المجيدة كإشعاع للعلم والفن والتنوير.
 
وقضى نصار على إمبراطورية «بين السرايات»، فى طبع الكتب والمذكرات الجامعية، وجدد المطبعة، لتكون من أحدث المطابع فى مصر الآن.
 
يكفى أن نعرف أن الجامعة المديونة فى خلال 3 سنوات فقط، أصبح رصيدها لدى البنك المركزى، حوالى مليار و600 مليون جنيه، ولم تعد تعتمد على دعم الحكومة.
 
استنساخ جابر نصار، أصبح حاجة ملحة، بالأدق استنساخ تجربته فى كل مؤسسات وهيئات الحكومة، لأن أصل المشكلات فى مصر، هو المشكلة الإدارية والترهل، الذى تعانى منه مؤسساتنا الحكومية، نحتاج 500 جابر نصار داخل مؤسساتنا.
 
أشياء كثيرة فعلها هذا الرجل المحترم، وخط باسمه تجربة ونموذجا خاصا به، اسمه «جابر نصار».. وكل التوفيق للدكتور محمد الخشت، الرئيس الجديد لجامعة القاهرة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق