قصة تحويل مشروع المكتبات المتنقلة إلى أكشاك للفتاوى

الإثنين، 07 أغسطس 2017 01:00 م
قصة تحويل مشروع المكتبات المتنقلة إلى أكشاك للفتاوى
محمد أبوالفضل بدران رئيس هيئة قصور الثقافة الأسبق
السعيد حامد

- مثقفون.. الأولى إقامة أكشاك للقراء والموسيقى وعرض اللوحات الفنية

«تهدف إلى تحقيق التواصل المباشر مع الجماهير، لمواجهة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتعزيز الإنتماء الوطنى، ودعم جهود الدولة فى محاربة الإرهاب».
 
بتلك الكلمات دافع الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، عن أكشاك الفتوى، التى أقامها المجمع بمحطات مترو الأنفاق، ولاقت انتقادات، وسخرية ممن اعتبرها خطوة تنحاز للتدين، بل وتغذى التطرف بدلا من محاربته.
 
كانت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، بدأت قبل نحو أسبوعين، فى إنشاء «أكشاك» للإفتاء داخل محطة مترو «الشهداء»، التى تعد من أكثر محطات المترو ازدحاما، لتقديم الفتاوى والآراء الدينية لركاب المترو.
 
ورغم أن الفكرة قد تبدو فى جوهرها جيدة، فإن رحلة إنشاء تلك الأكشاك، مثيرة ومليئة بالتناقضات، فى دولة تعانى منذ فترة طويلة من ويلات الإرهاب والفكر المتطرف، ففى الوقت الذى عرقلت هيئة المترو مشروع إنشاء «مكتبات» بمحطات المترو، بعد اشتراطها تأجير الأماكن المخصصة للمكتبات، وافقت بلا تردد على إنشاء «أكشاك للفتوى» دون مقابل.
 
قصة تغيير فكرة إنشاء مكتبات متنقلة، واستبدالها بأكشاك للفتوى، بدأت بطلب من الدكتور محمد أبوالفضل بدران، رئيس هيئة قصور الثقافة الأسبق، إلى هيئة المترو لإنشاء مشروع مكتبات لإعارة الكتب، تقوم فكرته على أن يستعير الجمهور الكتاب ليقرأه، مقابل دفع 5 جنيهات، يستردها إذا أعاد الكتاب، لكن هيئة المترو اشترطت الحصول على مقابل مادى نظير تأجير أماكن تلك المكتبات.
 
يقول أبو الفضل، «تقدمت للمترو فى وقت سابق لإنشاء مشروع مكتبات لإعارة الكتب، تقوم فكرته على أن يستعير الجمهور الكتاب ليقرأه، مقابل دفع 5 جنيهات، يستردها إذا أعاد الكتاب، ويمكن للشخص أن يستبدل الكتاب من أى محطة فى أى مكان، كما أن له أن يسترد نقوده من أى محطة أيضا، ويمكن للشخص أن يحتفظ بالكتاب إذا أعجبه مقابل ألا يسترد الـ5 جنيهات، كما أن له أن يحتفظ بالكتاب عدة أيام، فإذا أعاد الكتاب فى أى وقت استرد أمواله.
 
ويضيف بدران، فى تصريحات صحفية فى وقت سابق، المشروع كان قائما على طرح مليون كتاب فى هذه المكتبات، باعتبار أن هذا «الكتاب الدائر»، لو قرأه عشرة أشخاص، فستكون النتيجة أن المليون كتاب استفاد منه 10 ملايين قارئ فى العام.
 
وكشف رئيس هيئة قصور الثقافة الأسبق، أن المشروع كان قائما على إنشاء هذه الأكشاك فى محطات الأتوبيسات العامة، والمترو، والقطارات، والحدائق العامة، وبالفعل استجابت 4 محافظات، منها القاهرة والجيزة، لكنى رحلت عن منصبى ورحلت معى الفكرة، وأتمنى أن يتم تنفيذها الآن، لإيصال الكتاب إلى قارئه.
 
وأوضح أن «هناك الكثير من القطارات، التى يستغرق السفر بها ساعات طويلة، مثل المسافة من القاهرة إلى أسوان، ولا يجد الركاب ما يفعلونه بها، وبإنشاء هذه المكتبات يمكن للراكب أن يستبدل الكتب أكثر من مرة خلال الرحلة الواحدة فى أى محطة ينزل بها، على أن تكون الكتب متنوعة، وتتفق مع كل الأجيال، والراكب لا يدفع إلا 5 جنيهات مستردة، إلا لو أراد أن يحتفظ بالكتاب».
 
فى غضون ذلك هاجم مثقفون ورجال دين «أكشاك الفتوى»، مؤكدين أنها تمثل نوعا من المزايدة الدينية، خاصة مع تواجد مؤسسات كثيرة، تقدم هذه الخدمة، كما أن هذه الفتاوى متواجدة أيضا بالمساجد والقنوات الدينية، وكان الأولى إقامة أكشاك للقراءة وللموسيقى.
 
الدكتور الفنان أشرف رضا، أستاذ كلية الفنون الجميلة، قال إنه كان يتمنى أن تقيم هيئة المترو «أكشاك» لعزف الموسيقى، أو «أكشاك» للقراءة، أو «أكشاك» لعرض اللوحات الفنية، أو أى نشاط ثقافى، يساهم فى صناعة الإنسان المصرى الحديث، ويرفع من مستوى الذوق العام، ويعمل على ضبط السلوكيات المنحدرة، مضيفا «أما أكشاك الفتوى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق