«محمود الصعيدى» سقط من أعلى السقالة وفقد حياته من أجل «لقمة العيش»

الإثنين، 07 أغسطس 2017 06:43 م
«محمود الصعيدى» سقط من أعلى السقالة وفقد حياته من أجل «لقمة العيش»
الضحية
علاء رضوان

لم يكن يتخيل يوماَ محمود عبد الحميد محمود حسنين الشهير بـ«الصعيدى» صاحب الـ19 عامًا، أن تنتهى حياته عقب تحقيق حلم أسرته القاطنة في صعيد مصر المدقع بالفقر فى الحصول على دبلوم الصنايع، وذلك نتيجة للجرى وراء لقمة العيش .

«محمود» وصل إلى مدينة العبور، بعد معاناته فى الحصول على عمل لدى مقاول يعمل بشركة للمقاولات وأعمال تشطيب الشقق، وبدأ الشاب فى ممارسة عمله لتحقيق حلم آسرته، وتحصيل بعض الجنيهات التي تساعده على مواجهة أعباء الحياة والاعتماد على نفسه .

«الشاب الحالم» محمود، تمكن من اقنع نفسه أنه يستطيع العمل كغيره من شباب الصعيد الذين نزحوا إلى مصر أم الدنيا لتحقيق أحلام ذويهم، تم نقل الشاب عن طريق المقاول إلى إحدى الشقق التي يعمل بها المقاول، وكلفه بالصعود إلى الطابق الخامس، لمباشرة عمله كمساعد نجار يقوم بدق المسامير في الحوائط .  

الشك ساور الشاب «محمود» في إمكانيته الصعود من عدمه، ما اضطره للتفكير للحظات هل سيفشل في مهمته التى وعد أسرته بتنفيذها أم يتحدى الظروف القاسية، وبالفعل نفذ الصغير الكلام، وصعد الى الطابق الخامس، ليجد انه سيكون وحيدا على لوح خشب متطرف عرضه 2 سم، غير مثبت بسقاله، ولا يوجد به آي ضمان للسلامة.

انتهى «محمود» من معاناته من رحلة «الشك» ليبدأ رحلة القضاء على «الخوف» الذى انتابه، فتراجع الشاب بعد تأكده من عدم وجود ضمانات السلامة، إلا أن المقاول أصر على تنفيذ أوامره، وإلا سيخصم له اجرته عن هذا النهار، وصعد الشاب وقلبه يرتج من هول صغر اللوح الخشبى، فكلما تقدم خطوه على اللوحة للخارج ارتعد أكثر وزادت دقات قلبه بسرعة، وكان الموت يناديه، وبدا يتخطف روحه، ثبت الصغير قدمه على اللوح، وفى يده اليمنى شاكوش وفى يده اليسرى مسمار .

وقف الصغير على اللوح الخشبى ينظر لأعلى ، وعليه أن يدق المسمار فى الحائط ، فرفع يده الممسكة بالمسمار ووضعها على الحائط ورفع يده الأخرى الممسكة بالشاكوش لدق المسمار فى الحائط، إلا أن اللوح الغير مثبت بسقالة اهتز واختل به ، فأسقطه على الأرض، فغرق فى دمائه وقد فارق الحياة ضحية للإهمال والتقصير واللامبالاة بأرواح العمال .

على الفور تم نقل الصغير إلى المستشفى، واتصلوا بأهله وابلغوهم بالواقعة، بسرعة البرق تحرك محمد شقيق محمود الأكبر، من المنيا إلى مستشفى ناصر العام لآخذ شقيقه، وفور وصوله قال له المقاول: «أنا كنت هاجيبهولك بدمه تدفنه بس خفت منكم»، فدخل محمد يرى شقيقه، وعندما راه، ابى الا ان ياخذ بثأره بالقانون .

النيابة استمعت إلى شقيق «محمود» الذى اتهم شركة المقاولات بالإهمال والتقصير في توفير السلامة والضمانات، مما اسفر عن وفاته شقيقه ، وطالب بانتقالها والمباحث لإجراء معاينة تصويرية لمكان الحادث من اعلى لكى يروا الارتفاع الشاهق واللوح الخشبى الذى تسبب فى وفاة شقيقه

النيابة على الفور فتحت التحقيقات وأرسلت للمستشفى تستعلم عن أسباب وفاة محمود، ووصل التقرير الذى كشف عن معاناة وآلم الشاب قبل وفاته ، حيث أكد إن الوفاة حديث نتيجة إصابته بكسر بالجمجمة والكتف الأيسر ونزيف بالمخ

النيابة بدأت تكثف من تحقيقاتها ، واستدعت العمال المتواجدين بمكان الحادث لسؤالهم ، واكدوا ان الشاب محمود كان يعمل معهم ، وفوجئوا باختلال توازنه إثناء وقوفه على لوح خشبى غير مثبت ، مما أسفر عن سقوطه ووفاته

كما استمعت لاقوال المقاول، الذى اكد انه لا يعرف شيئا عن الوفاة، وفوجىء بسقوطه ووفاته، ليتم إخلاء سبيله على ذمة التحقيقات .

33333333
 

 

اقرأ أيضا : 

 

«مستقبل وطن»: وضع منظومة التعليم ضمن أوليات الدولة المصرية تأخر كثيرا

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق