حلم يتحقق

برغم أن هناك الكثير من المشكلات التي نعاني منها ونعلمها جيدا، ونتمنى أن تجد لها الحكومة حلولا فعالة ، إلا أننا لا نستطيع أن نغفل جهود الدولة في حل مشكلة عانت منها مصر لسنوات ، بل نستطيع ان نطلق عليها معضلات وكانت تزداد بدلا من أن تقل ، جميعنا كنا نشعر بالاستياء من تزايد العشوائيات بشكل ملحوظ وبالطبع من حياة سكانها التي تفتقر للآدمية ، وما يتبعه من تزايد للجريمة بسبب الفقر والجهل والبيئة المحيطة.

 

ولكن كلمة حق فأخيرا وبعد إهمال عقود لتلك المشكلة ، أصبح هناك إهتماما واضحا بوضع حلولا جذرية وتنفيذها بشكل سريع ، وأصبحنا نرى بأعيننا سكان العشوائيات وهم ينتقلون لحياة جديدة آدمية محترمة في منازل حديثة داخل مجمعات سكنية تضم مدارس ونوادي ومكتبات وشوارع فسيحة وسبل الراحة المختلفة ، بالإضافة إلى وضع برامج تأهيلية لتعليم السكان كيفية التعايش مع الوضع الجديد وتقويم سلوكهم ، وإيجاد فرص عمل ، كم أشعر بالسعادة عندما أرى أطفال تلك المناطق بثوبهم الجديد ومظهرهم النظيف ، والسعادة تطل من أعينهم وهم يصفون إمتنانهم بحياتهم الجديدة و بالنقلة النوعية التي حدثت لهم ، أتصور أن مستقبل هؤلاء الأطفال سيختلف تماما عن مستقبلهم حال بقاءهم في العشوائيات.

 

وأتصور أن إنتماءهم لوطنهم سيزداد أكثر لما لاقوه من رعاية وإهتمام بهم بعد طول انتظار ، من ذا الذي يستطيع انكار أهمية ما حدث ويحدث من بداية لتحقيق العدالة الإجتماعية التي كنا ننادي جميعا بها ، وكانت من أهم مطالب الثورة ، بأن يحيا جميع أبناء الوطن حياة كريمة ، وها نحن نرى الحلم بدأ يتحقق في محافظات مصر المختلفة ، ويستمر الحلم بأن تنتهي هذه المشكلة للأبد ، وأن تنتهي جميع المشكلات التي يعاني منها الوطن ، فمصر دائما تستحق الأفضل.