«اللى اختشوا ماتوا يا نجمة»

الأحد، 13 أغسطس 2017 09:02 م
«اللى اختشوا ماتوا يا نجمة»
أحمد إسماعيل يكتب:

النجومية الحقيقية، تقوم فى اعتقادى على عنصر أساسى، وهو احترام الفنان لجمهوره، فهو صانع نجوميته، ولولا الجمهور ما وُجد الفنان، فالفنان دون جمهور لا صوت له ولا صدى، وتقدير الفنان لجمهوره وراء كل جديد وكل إبداع يقدمه.
 
ومن خلال متابعتى لتاريخنا الفنى، ومن خلال قراءاتى للحوارات الفنية، التى أجراها والدى مع كبار فنانى مصر، سواء من الممثلين الكبار أمثال يوسف وهبى وعبدالوارث عصر وسناء جميل وصلاح ذو الفقار وأمينة رزق وغيرهم، أو مطربين أثروا الساحة الفنية بأغنياتهم العظيمة، أمثال شادية وصباح ووردة ومحمد رشدى وغيرهم، وجدت أن تفوق ونجومية هؤلاء جميعا كانت نابعة من احترامهم لجمهورهم ومراعاته فى كل خطوة يخطونها.
 
خلال هذه الحوارات، قرأت عن فنانين كانوا يبكون من داخلهم، ويحترقون حزنا فى الوقت الذى كانوا فيه يُضحكون الجمهور بأدوارهم الكوميدية، كان الفنان يأتيه نبأ وفاة أمه أو أبيه أوقريب من أقاربه، وهو على المسرح أو يصور، فيرفض أن يوقف التصوير أو أن يتعطل المسرح.
 
كان ذلك يحدث فى وقت كان الفنان يعمل مقابل «ملاليم» لو قيست بأجور فنانى اليوم، الذين يحصدون الملايين.. للأسف هناك هذه الأيام عدد من الفنانين، الذين لا يحترمون جمهورهم صانع مجدهم، وبانى شهرتهم، يتعالون على معجبيهم، ويسيئون التصرف معهم وفى حقهم كثيرا، ودليل على ذلك ما حدث منذ أيام بين الفنانة شيرين عبدالوهاب، وجمهورها فى الساحل الشمالى، حيث لم يمر الحفل بشكل سلس وبسيط، وغضب الجمهور والحضور بشكل كبير، حتى وصل الأمر أن طالب بعضهم باسترداد ثمن التذاكر، فقد تحدثت شيرين بشكل غير لائق مع الجمهور والمصورين المتواجدين فى الحفل، كما قدمت شيرين فقرتها الغنائية فى أقل من ساعة، حيث صعدت على المسرح فى الـعاشرة والنصف مساءً، وانهت فقرتها حوالى الساعة الحادية عشرة والنصف، وهذا على غير المعتاد، حيث كان من المقرر أن يكون الحفل ساعتين أو ساعة ونصف الساعة على الأقل، مما دعا بعض من الجمهور للمطالبة باسترداد قيمة التذاكر التى بدأت من 500، وصولا لـ1700 جنيه مصرى للتذاكر المتميزة، وردت شيرين على واحد من جمهورها بطريقة غير مستحبة، حين وجه رسالة دعم لها، لترد عليه شيرين قائلة «ليه أنا رئيس وزراء إسرائيل»، كما أوقفت شيرين الغناء عدة مرات بسبب تعليقها على الدخان المتصاعد من الألعاب النارية ثم أنهت شيرين الحفل بشكل مفاجئ، حيث شعر الحضور بأنها مجرد استراحة.
 
جماهيرية الفنان، والتفاف أعداد كبيرة من المعجبين حوله، ليست المعيار الحقيقى، والمعيار هو مدى دبلوماسيته ودرايته بفن التعامل مع الجمهور، وتتجلى موهبة الفنان فى خلق جسور من الحب والاحترام بينه وبين جمهوره، والعمل على احترام وتقدير الجمهور وإعطائه حقه من فن راقٍ، لأن الفنان الحقيقى هو من يهتم بجمهوره.
 
ورغم ما قيل من أن شيرين تعرضت لضيق فى التنفس، وتم نشر صور لها، وهى تتنفس بواسطة جهاز تنفس صناعى، إلا أن هذا ليس مبررا كافيا لتصرفها مع جمهورها، وأعتقد أن هذا يدينها هى وفريق عملها، فأين مدير أعمالها فلو كانت مريضة والدخان يضرها، فلماذا لم يهتم فريقها بذلك قبل بداية الحفل، وما ذنب الجمهور الذى دفع ثمن التذاكر؟!.
 
عمرو دياب الذى هاجمته شيرين، تعرض العام الماضى لموقف مشابه، حيث أصيب بالبرد قبل حفله الأول فى الساحل ولكنه تدارك الموقف بخبرته هو وفريقه واعتذر للجمهور فى بداية الحفل، وقال إنه مريض ولكنه سيحاول إسعادهم بمصاحبة فرقته الموسيقية، وبالفعل قدم دياب حفلا رائعا، وأسعد جمهوره، مؤكداً أنه بالفعل يستحق الألقاب التى تطلق عليه، لأن من يطلقها هو جمهوره الذى يحبه ويقدره ولم تأته النجومية من فراغ.
 
ومنذ أيام خرجت أم على مواقع التواصل الاجتماعى، لتشكر المطرب محمود العسيلى لموقفه معهم، فبعد أن ذهب العسيلى لإحياء أحد الأفراح، تعرض والد العروس لأزمة قلبية وتوفى، وكان العسيلى موجودا، يستعد لإحياء الفرح، ولكنه فور علمه بما حدث أصر أن يعيد الأموال التى كانوا دفعوها له كاملة، ورفض أن يأخذ العربون أو حتى مصاريف حضوره هو وفرقته، ولهذا شكرته والدة العروس، ومعروف أن محمود العسيلى حاليا من أكثر المطربين طلباً فى الأفراح، وكان من حقه أخذ العربون، لكنه رفض احتراما لجمهوره، وهكذا هو الفنان الحقيقى، لابد أن يحترم جمهوره، فهو سر وجوده وصانع نجوميته وشهرته.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة