بيت شعر لخص مأساة العرب والمسلمين

الأربعاء، 16 أغسطس 2017 02:00 م
بيت شعر لخص مأساة العرب والمسلمين
حسين عبد العزيز يكتب:

وفى نفس المرحلة تعرفت على شخصية أدهشت العالم بتقشفها وزهدها وأن تنجح فى تحرر بلدها من محتل جبار، ووقفت أمام شخصية غاندى مندهشا متعجبا من قوته وعظمته وحبه لبلده ومن صبره حتى نجح فى تحريرها من المحتل، إنه العظيم – المهاتما غاندى.
 
وقرأت كثيرا – تلك المقولة (كن فيلسوفا ترى العالم ألعوبة ولا تكن صبيا هلوعا) مقولة قالها جمال الدين الأفغانى لتلميذه الإمام محمد عبده.
 
وقرأت كثيرا مقولة الكواكبى (ما بال الزمان يضن علينا برجال ينبهون الناس ويرفعون الالتباس – يفكرون بحزم، ويعلمون بعزم، ولا ينفقون حتى ينالوا ما يقصدون).
 
تذكرت كل هذا وأن أرى مصر تولد من جديد، لكن الجميع يحاول أن ينسب المولود لنفسه لذاته.. بكل الطرق.. وبكل الأساليب فقد وجدها التيار الذى يأخذ الدين وسيلة ليصل لما يريد، والمحير فى الأمر أنه لا يدرى ماذا يريد وتحس وتفهم أن لهم أساليب مختلفة وغايتهم هى عودة الخلافة الإسلامية أى الحكم الإسلامى.. لكن لم يقل أحد منهم بأى أسلوب.. هل بأسلوب خلفاء الدولة الأموية.. أم بأسلوب الدولة العباسية، أم حسب منهج العثمانيين، أم حسب منهج المماليك أم حسب فلسفة وطريقة الرئيس السابقو.. على أساس أنه كان يحكم تحت قاعدة (إن المادة الثانية من الدستور هى أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الوحيد للتشريع).
أم حسب ممارسة ظاهرية المناسك الإسلامية بعيدا عن جوهر تلك المناسك.. وهى ظاهرة أصابت جموع المسلمين فى مقتل.. حيث إن الكل يذهب إلى المسجد ويخرج ليفعل ما تنهى عن الصلاة.. ويذهب إلى الحج ويعود ويفعل كل ما ينهى عنه الحج، وتجد الجار لا يحترم جاره.. بل إنه لا يضعه فى حسابه.. حيث لا يفعل إلا ما ينفعه هو وأن يضر كل الجيران.
 
فقط مطلوب أن نتخيل لو أن لك جارا لديه فى بيته (ورشة حدادة) يبدأ نهاره من الثامنة بالدق والرزع وعند الظهر يتجه إلى الصلاة ثم يعود إلى الدق والرزع وعند العصر يذهب إلى الصلاة ويبقى هكذا إلى أن يتعب هو وهذا يعنى أنه يمكن أن يستمر فى العمل إلى ما بعد العاشرة مساء وإن حدثه أحد الجيران يقول ألا تريد ألا أعمل أليس هو أكل عيشى.
 
مع أن القانون حدد العلاقة والدين أوضحها، ولكن أصبح الكل يستعمل قناعا لممارسة الشعائر الدينية يرتديه أثناء أداء تلك الشعائر وعندما ينتهى منها وما أسرع أن ينزع هذا القناع ليعود لممارساته التى نهى عنها الإسلام.
 
وقد ساعد على أن يرتدى الناس تلك الأقنعة على توضيح الدين للناس وأخذوا يعملون فى مجال السياسة فى محاولة منهم لأن يمسكوا بالشيئين معا، فهرب منهم الدين، دين رسول الله عليه الصلاة والسلام وليس دين الشيخ فلان. 
 
كذلك بَعُدَ عنهم أن السياسة تختلف عن الدين، فالسياسة قائمة على المكر والخداع، والسياسى الذى لا يكون مكارا وإنما يكون شيئا آخر بعكس الشيخ الذى عمله ما هو إلا عمل توضيحى عمل إرشادى، افعل هذا ولا تفعل ذاك، هذا يدخل الجنة وذاك يدخل النار، هذا يقرب من الله وذاك يقرب من الشيطان، ومَن يحاول أن يعمل بالسياسة يعد شيئا خطيرا لأنه يربط المقدس بشىء يحمل فى طياته كل أنواع الاختلافات.
 
هذا يتعامل مع الأمور القائمة على الخداع والغموض والتحالف مع من تكون معه مصلحة بلادى بعكس رجل الدين الذى عمله قائم على الوضوح والصدق والصراحة ولا شىء غير الصراحة.
 
ومن هذا كله لا أجد غير هذا البيت الذى يلخص مأساة مصر والعرب المسلمين: 
(كالعيس فى البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمولُ)

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق