«هي دي قطر» يا سادة

الإثنين، 14 أغسطس 2017 01:53 م
«هي دي قطر» يا سادة
صبرى الديب

لا أجد مبررا لتلك لـ«البجاحة» التي يتعامل بها النظام القطري مع الاتهامات الموجهة إليه بداعم كل أشكال الفوضى وعدم الاستقرار في كل دول المنطقة، رغم وجود عشرات الأدلة التي تؤكد قيامة بذلك الدور المشبوه منذ سنوات. 
 
وحتى لا يتهمني البعض بركوب الموجة، أو نشر كلام مرسل لمجرد مهاجمة دولة قطر، فإنني اتحدى أي مسئول قطري، للخروج والرد عن ماهية «مشروع مستقبل التغيير في العالم العربي» الذي تبنته الدوحة منذ عام 2004 لاستقطاب وتدريب الشباب من مصر وعدد من الدول العربية والخليجية، من خلال دورات تمت في الدوحة وعدد من العواصم الأوربية، تحت إشراف كامل من كيان «شيطاني» اطلقوا عليه اسم «أكاديمية التغيير» ترأسه «هشام المرسي» صهر الشيخ يوسف القرضاوي، وبرعاية كل من أمريكيا وقطر والإخوان.
 
وحتى يعلم الذين مازالوا يدافعون عن الدوحة مدى قذارة الدور الذي لعبته، فقد تمكنت «أكاديمية الشيطان» من تدريب عشرات الناشطين من مصر والسعودية والكويت والبحرين والإمارات منذ عام 2006، على (كيفية قيادة التغيير في دولهم، من خلال استخدام الإعلام، والاتصال الإلكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي، ومنحهم دوات مكثفه في كيفية إشعال الثورة، والتمرد، والتظاهر، والشغب، وتكتيكات التفاوض، وأسلوب رفع سقف المطالب، وتنفيذ خطوات العصيان المدني).
 
كما نظمت الأكاديمية عددا من البرامج والدورات الشيطانية مثل «الدروع للحماية من الخوف» لتدريب الشباب على كيفية مواجهة الشرطة، وعدد من الدورات المستوحاة من كتابات «جين شارب»، ومنظمة «أوتبور» التي شاركت في إسقاط حكم «ميلوسوفيتش» في صربيا في عام 2000، والتي تعد الأب الروحي للعديد من الحركات الثورية في مصر.
 
وقد كان لتلك الأكاديمية دور كبير في الدفع بعشرات «الوجه المصنوعة» إلى صدارة الأحداث خلال ثورة يناير في مصر، ووفرت لهم الدعم المادي والاتصالات بواشنطن، وسهلت لهم حضور اجتماعات ومؤتمرات شبابية عالمية  في نيويورك ومكسيكو سيتي ولندن خلال الفترة من 2008 إلى 2010.
 
وحاولت الدوحة من خلال الأكاديمية، لعب ذات الدور في البحرين، بتكرار «السيناريو العراقي» وبث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد على أساس مذهبي، ومحاولة  تصدير ذات السيناريو إلى السعودية، إلا أن الأجهزة السيادية بالخليج تنبهت إلى الأمر باكرا، حيث رصدت فيما بعد يناير 2010 تحول الأكاديمية إلى استقطاب العشرات من الشباب من السعودية والكويت والإمارات والبحرين، فتم رفع الأمر إلى «لجنة إدارة المخاطر التابعة لمجلس التعاون الخليجي» التي عقدت اجتماعا طارئا بالكويت، ورفعت تقارير بأمر الأكاديمية إلى قادة مجلس التعاون الخليجي، فكان الانقلاب الخليجي على قطر، وقرار سحب السفراء الخليجيين من الدوحة قبل عدة سنوات، قبل أن تعود الدوحة وتتعهد في الرياض بالانصياع لإرادة دول الخليج والكف عن تلك الممارسات «وهو ما لم يتم».
 
للأسف «هي دي قطر» وهذا هو دور الدوحة القذر والواضح في زعزعة استقرار المنطقة، إلا أن غير الواضح والمحير، تلك المواقف السلبية والمساندة للدوحة من حكومات مثل «الولايات المتحدة الأمريكية» التي كانت إدارتها السابقة بقيادة «باراك أوباما وهلارى كلينتون» المحرك الرئيسي للدور القطري، في حين تدعى إدارتها الجديدة تبنى سياسة معاكسة تماما للإدارة السابقة، ومازال موقفها من الأزمة يتسم بـ«الميوعة».. و«تركيا» التي تدعى تبنى سياسة مناهضة للإرهاب، في الوقت الذي تقف فيه مسانده للموقف القطري و«إيران» التي تطمع منذ سنوات في علاقات سوية مع العرب وخاصة مصر، وتتبنى في العلن موقفا مساندا تماما للدوحة، والأغلبية العظمى من «الدول العربية» التي مازالت تقف من الأزمة موقف المتفرج.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق