الفيوم.. تورا بورا مصر.. «صوت الأمة» تزيح الستار عن أخطر أوكار صناعة الإرهاب في القرن الـ20.. تحويل المساجد لمدارس متطرفة وكواليس الزيارة المشؤومة للبنا (الحلقة 3)

الإثنين، 14 أغسطس 2017 05:58 م
الفيوم.. تورا بورا مصر..  «صوت الأمة» تزيح الستار عن أخطر أوكار صناعة الإرهاب في القرن الـ20.. تحويل المساجد لمدارس متطرفة وكواليس الزيارة المشؤومة للبنا (الحلقة 3)
الفيوم
هناء قنديل - تصوير عزوز الديب

تعتبر محافظة الفيوم، أحد أهم، وأخطر معاقل الإرهاب في مصر، ليس خلال الفترة الأخيرة فقط، وإنما على مدار سنوات القرن العشرين بأكملها، بعد أن شهدت في نهاية العقد الرابع من المائة سنة الفائتة، تأسيس أولى خلايا الإرهاب بها، على أيدي جماعة الإخوان، كما أنها كانت أيضا منطلق الجماعة الإسلامية، وحاضنة جميع أقطاب الإسلام السياسي في مصر.

IMG_1249
 
 
 

زيارة مشؤومة

لم يكد يمر عامان، على النصف الثاني من العقد الرابع للقرن الـ20، وتحديدا  عام 1937، إلا واستقبلت الفيوم، زيارة مشؤومة، من مؤسس جماعة الإخوان، حسن البنا.

وفي قرية مطرطارس، التابعة لمركز سنورس، بالفيوم، ضرب البنا، أول معول هدم لاستقرار، وأمن القطر المصري، عبر استغلال علاقة نسب مع أحد أعيان هذه القرية، وهو عبدالحكيم عابدين، الذي عاون البنا في استمالة كبار العائلات، الذين عملوا فور اقتناعهم لاستقطاب الفقراء بالمساعدات الاجتماعية، والفتاوى الدينية.

ووقعت عملية اغتيال حسن البنا، كالزالزال على رؤوس عناصر الجماعة، فانقسمت شُعبها إلى كيانات مستقلة، تصدرها الشوقيين، والتكفير والهجرة، والتوقف والتبين، والناجون من النار، والتبليغ والدعوة، والتوحيد والجهاد، الذين ترعرع الفكر المتطرف على أيدي شيوخها، ومنظريها، ومثلت الحاضن الرئيس، لأفكار البنا ورفاقه.

وكانت الفيوم الحظيرة الأساسية، التي احتضنت الكثير من الجماعات المتطرفة، وآخرها حركة حسم، المنبثقة من جماعة الإخوان، التي ارتكبت عددا كبيرا من العمليات الإرهابية، خلال الفترة الأخيرة.

IMG_1137
 

 

المساجد للمتطرفين

وكان أول ما بسط التيار السياسي المتأسلم سيطرته عليه في قرى الفيوم، هو المساجد، فحولوها إلى مصانع، لإنتاج المتطرفين، والإرهابيين، فبثوا الأفكار الضالة، في عقول الشباب، والكبار، حتى انتشرت، ونمت، وتمكنت من القلوب؛ بمساعدة عدة عوامل اجتماعية، وسياسية أخرى، إلى أن صارت قرى الفيوم، الرافد الأول للجماعات الإرهابي، الذي يمدها باحتياجاتها من العناصر البشرية، الجاهزة للرضوخ لأوامر الإرهابيين.

وعبر مساجد الفيوم، تخرج عدد كبير من قيادات حركة حسم الإرهابية، وفي مقدمتهم القادة رائد عويس، وطه عبدالحميد.

IMG_1610
 

وفي قرى الفيوم اقتسمت الجماعات المتطرفة، وفي مقدمتها الإخوان المساجد، التي بقيت الأوقاف لا تعرف عنها شيئا، حتى وقت قريب، فخضع أكثر من 23 مسجدا لنفوذ مباشر، لهذه الجماعات في غياب تام للدولة، التي لم تنتبه لذلك إلا خلال العامين الأخيرين.

وأدى فشل الدولة في استيعاب خطورة، ترك المساجد بحوزة التيارات المتطرفة، إلى تستر الكثيرين من العناصر الإجرامية وراءها، وتحقيقهم الكثير من أهداف استقطاب البشر، وتمهيد الأرض لاستقرار أفكارهم، سنوات طويلة.

ولا يتوقف الأمر عند المساجد الكبيرة، أو الشهيرة بالفيوم، وإنما امتد أيضا إلى الزوايا، التي لا تخلو قرية من 5 منها عى الأقل. 

وكانت جماعة الشوقيين، أول أذرع جماعة الإخوان انشقاقا عنها، أول من فطن لدور المسجد، فسيطر قادتها على مساجد وزوايا مراكز المحافظة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق