أطبخي ياجاربة.. كلف يا سيدي!!

الثلاثاء، 15 أغسطس 2017 12:10 ص
أطبخي ياجاربة.. كلف يا سيدي!!
صلاح فضل

اوقفني تحليل مهني بمسالة في غاية الأهمية، وباتت عقيما في أغلب مؤسساتنا الصحفية ألا وهو التقليد العقيم الذي يدور صباح كل يوم في مناقشات اجتماع مجالس التحرير داخل كل مؤسسة للبحث عما فاتهم من أخبار ونشرتها صحف أخرى دون الالتفاف عن السبق الفضائي للسوشيال ميديا وضرب هذا التحليل مثالا بالامكانيات الهائلة لمؤسسة الـcnn  في الملاحقة الفضائية وكيفية معاقبة محرريها عند عدم اكتمال تغطياتهم تلك بمجرد أنها تخلو من مصدر للتأكيد على خير ما.

والحقيقة أن ما تناوله هذا التحليل شئ في غاية الأهمية فيما تشهده مؤسساتنا الصحفية وبالفعل أغلب اجتماعات مجالس التحرير ليس فيه أي تطوير، واتمنى من رؤساء تحرير الصحف ان يأخذوا بما ورد في هذا التحليل لآن غالبية المؤسسات في الدول العربية والخليجية تسير حتى يومنا هذا على النهج القديم ويتم تحديد من يجتمعون صباح ومساء كل يوم في تلك الاجتماعات دون مشاركة شباب الصحفيين، وفي الغالب الاجتماع يضم كل رؤساء الأقسام ليخرج كل رئيس قسم  بتوصيات الاجتماع على محرريه ليلقي عليهم أما باللوم على خبر فات القسم وأما بفرحة تعلو وجهه لما حققه القسم من سبق صحفي.

وهذا التقليد عفى عليه الزمن وولى من ١٠سنوات تقريبا.. ولكن لا حياة لمن ينادي.. فالمؤسسات الإعلامية في الغرب قد تخطونا بكثير وياريت تلك الغلبة تكون في إمكانيات مؤسسة كبرى مثل الـcnn  بل أن بعض المؤسسات الإفريقية سبقتنا في ذلك بكثير.

اتذكر وأنا في مهمة صحفية ضمن بعثة إعلامية مصرية وسعودية ودول عربية أخرى توجهنا إلى إقليم دارفور في عام ٢٠٠٤ مع إندلاع الأزمة هناك، وكنا نتسابق ونتزاحم على أجهزة الفاكس بإرسال ما لدينا من الأخبار في أحداث دارفور نظرا لندرة وجود شبكة الإنترنت في الإقاليم الثلاث في نيالا والجنينة والفاشر، وكنا ننظر بغرابة شديدة لأحد المراسلين من نيجيريا، وبحسرة أشد بما لديه من إمكانيات مؤسسته الهائلة التي آتى بها لإرسال تغطياته المباشرة التي كان ينفرد بها بعيدا عن البعثة عبر «الستلايت».

ومن ضمن مميزاته التي وفرها له مؤسسته أن يستأجر سيارة بسائق ويتجول بها بين معسكرات النازحين المتناثرة هنا وهناك.. بينما كان أعضاء البعثة تنتظر السيارات المجمعة والتي يخصصها لنا والاة الإقليم بما يتراءى لهم، وبالتالي كانت النتيجة أن تغطياتنا تكون متشابهة إلى حد كبير بخلاف المراسل النيجيري.. فالمسالة هنا تتلخص في توفير الامكانيات المطلوبة لهذا لعصر ومتطلباته والتي يجب أن تتطلع إليها المؤسسات أولًا واخيرا.. والمثل.. بيفول «اطبخي ياجارية كلف ياسيدي».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق