«تاكر».. اسم أطاح به سوء التدبير ومؤامرات الكبار

الجمعة، 18 أغسطس 2017 09:20 ص
«تاكر».. اسم أطاح به سوء التدبير ومؤامرات الكبار
سيارة تاكر
شريف على

يعتبر اسم "تاكر" من الأسماء المنسية فى عالم السيارات اليوم رغم ما قيل بأن الحيل القدرة كانت وراء إنهيار تلك الشركة وإزاحتها قبل ان تنال ما تستحق من تقدير .

بدأت قصة تلك السيارة فى مصنع صغير بالجزء الغربى من شيكاغو كانت دودج تستخمة خلال الحرب العالمية الثانية فى انتاج قاذفات B52 وتحديداً عام 1945 حينما ظهر نموذج تجريبى تمت تسميتة "طوربيدو" كان النموذج راديكالياً مقارنة بسيارات تلك الفترة لكن بريستون تاكر مؤسس الشركة كانت لة طموحات أكثر من ذلك ربما كان دافعها خبرتة العريضة كشرطى سابق وبائع ناجح . ولكن تلك الطموحات كانت أكبر مما كان متوفراً من تكنولوجيا خلال تلك الفترة وربما كان هذا هو سبب نهاية الشركة .

كان تاكر مدفوعاً بفكرة أن الشركات الأمريكية الكبرى ستقدم موديلات من فترة ما قبل الحرب ولهذا فأن فرصة ستكون كبيرة عند تقديمة لشئ مختلف يعلق بخيال المستهلكين ، وخطط لتمويل مشروعة بإستخدام المخططات الحكومية للتوسع الصناعى وباع حقوق توزيع السيارة  لحوالى ألف وكيل كى يمكنة تمويل تطوير السيارة . وبعدها أصدر أسهماً لشركتة بقيمة 20 مليون دولار ليدفع قيمة المصنع بل وبدأ فى بيع أكسسوارات لمن قاموا بدفع ثمن الموديل مقدماً فى مقابل حصول هؤلاء الأشخاص على أرقام مميزة للشاسيهات عند تسلمهم للسيرة .

فشل المشروع تماماً وخضع تاكر لتحقيقات لمدة ثلاثة أعوام بتهمة التدليس وتولى توماس هارت التحقيق معة بشأن تلك التهمة والواقع أن تاكر إدعى فيما بعد ان هارت كان يسعى لإدانتة عملا لصالح الشركات الكبرى التى رأت فى سيارتة الجديدة خطراً يهددها .

تمت محاكمة تاكر وإتهم بنحو 31 تهمة ولكنة لم يدان بأى منها وصار الرجل حراً عام 1950 ولكن الدعاية السيئة التى صاحبتة أبعدت المستثمرين عنة ، لهذا لم يتمكن من انتاج أكثر من 37 سيارة قبل أن يتم إغلاق مصنعة والمثير ان أجر 14 سيارة انتجها تاكر ساهم فيها العمال بدون أجر تقديرا لمديرهم .

لاشك فى أن هذا الموديل كان سيباع بكميات كبيرة لو منحت تلك الشركة الفرصة كما كان لها مميزاتها و بعض العيوب .

جهز النموذج التجريبى بمحرك كبير ذو 6 سلندرات سعة 9 لتر تم تثبيتة طولياً ولكن فى السيارة المنتجة تم البحث عن محرك أخر وأستعان تاكر بمحرك 6 سلندر كان يستخدم فى الطائرات المروحية . وبعد تحويلة الى نظام التبريد بالماء بدا أن المحرك مناسباً تماما من حيث الأداء والقوة التى بلغت 178 حصاناً . وأدى ذلك بتاكر الى شراء الشركة المنتجة لة وكان أسمها AMCS . ورغم ذلك بدا أن سعر السيارة الذى لم يتعد 2450 دولار أمريكى كان معناة أن تاكر سيبيع سيارتة بخسارة ولهذا كانت هناك خططاً لخفض تكاليف انتاج المحرك الى 125 دولار فقط ، ولكن عند بدء إنتاج السيارة كانت تكلفة المحرك الواحد حوالى 1500 دولار أمريكى .

ظهر نظام النقل المتطور الذى صممة تاكر وأسماه R1 فى النموذج التجريبى للموديل والذى حمل أسم "الأوزة" ولكن أستخدمت السيارة نظام نقل مستعمل مأخوذ من سيارات كورد القديمة . ويقال ان الرجل أنفق ربع مليون دولار للبحث عن سيارات كورد مكهنة .

وكانت فكرة تاكر الأصلية تقضى بعدم وجود نظام نقل بل مجرد محولى عزم يتصلا مباشرة بالعجلات الخلفية ولكن لم يكن أمامة متسعاً من الوقت لتطوير الفكرة بشكل ملائم .

فى النموذج التجريبى أيضاً كان وضع القيادة فى المنتصف ولكن تم التخلى عن ذلك عندما ظهرت السيارة فى 19 يونية عام 1948 كما جهز النموذج التجريبى بفرامل قرصية ثم تراجع عن ذلك فى النسخة المنتجة .

تأخر حفل إطلاق السيارة لعدة ساعات حيث حاول المهندسون إصلاح أذرع نظام التعليق التى إنهارت تحت ضغط البطاريات قوة 24 فولت التى كانت السيارة فى حاجة لها كى يتم تشغيل المحرك الكبير . وفى النسخة المنتجة تم أستبدال تلك البطارية بأخرى ذات 12 فولت فقط . وكانت السيارة التى ظهرت لرجال الصحافة ومسئولى الحكومة ومستثمرى الشركة أكثر من رائعة حيث تميزت بالسرعة التى بلغت حدها الاقصى 120 ميلا فى الساعة ومعدل التسارع الجيد من 0-60ميل فى الساعة وكان حوالى 10 ثوانى . كما كانت السيارة أمنة بمواصفات تلك الفترة وذات مساحات رحبة وتجهيزات لم تعرفها سيارات الشركات المنافسة ومنها عجلة القيادة التى يمكن طيها والزجاج الامامى الذى يمكن  تحريكة للأمام . والطريف أ ن السيارة لم تكن مجهزة بأحزمة أمان لأن مسئولى الشركة شعروا أن وجودها سيعطى إنطباعاً بأن السيارة لم تكن أمنة .

من الملامح المتطورة الأخرى فى تلك السيارة وجود مصباح فى المنتصف كان يتحرك بإتجاة تحريك عجلة القيادة لإضاءة أركان الطريق . وراعى أيضاً أن تخل الأجزاء الخارجية من أى مواد لامعة قد تسبب خطورة للسائقين الأخرين . كما أن الأبواب إمتدت حتى السقف كيلا تصطدم رؤوس الركاب بدعامات السقف عند دخول السيارة .

بعد توقف الشركة كانت السيارة تباع مستعملة بسعر 1800 دولار عام 1950 ولكن زادت قيمتها بعد مرور 18 عاما لتصل الى 6500 دولار أمريكى . أما اليوم فلا يقل السعر على أقل تقدير عن 350 ألف دولار أمريكى .

79
 

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق