شهادات سكان رابعة: الإخوان كانوا مدججين بالسلاح.. وعذبوا أشخاصا مجهولين (فيديو)

الأربعاء، 16 أغسطس 2017 07:00 م
شهادات سكان رابعة: الإخوان كانوا مدججين بالسلاح.. وعذبوا أشخاصا مجهولين (فيديو)
شغب رابعة
كتب: هناء قنديل - تصوير: صلاح الرشيدي

عامل بمسجد رابعة: المعتصمون نهبوا أموال الزكاة.. وأحرقوا مكان الاعتصام لتضليل الأمن

بائع: أجبروا أصحاب المحلات على إغلاق مصادر رزقهم.. وجمعوا أعداد كبيرة بالفلوس

أحرقوا سيارات الجيش والشرطة والسيارات الخاصة.. وأقاموا 60 حماما في 3 ساعات


 

 
لم يتصور أكثر المتشائمين من أهالي وسكان ميدان رابعة العدوية، أنهم سيكونون شهودا على واحد من أهم وأخطر الأحداث التي مرت في تاريخ مصر منذ ثورة يوليو 1952، وهو الاعتصام الذي نظمته جماعة الإخوان الإرهابية، للضغط على الدولة؛ من أجل إثناء مؤسساتها عن دعم الشعب في ثورته ضد الجماعة، عقب عام واحد فقط من حكمها، وكذلك الانتقام من المصريين جميعا، بإغلاق ميدان، من أهم ميادين القاهرة، وتحويله إلى بؤرة ساخنة، تنطلق منها أعمال عنف تقد مضجع البلاد والعباد، وتضع السلطة الانتقالية الحاكمة، في مأزق أمام العالم تبدو فيه ضعيفة، ومنكسرة، وغير قادرة على حفظ أمن دولة هي الأكبر إقليميا على الإطلاق.
 
WhatsApp-Image-2017-08-17-at-16.13.24
 

ومما يجعل شهادة أهالي ميدان رابعة العدوية، بالغة الخطورة حول هذا الحدث، رغم مرور 4 سنوات، على وقوعه، وقتله بحثا من جميع الأوجه، أنهم عاشوا كواليس كشفت لهم مسرح الأحداث، بالأضافة إلى أمر آخر شديد الاهمية، وهو أن قراءة المقيمين في تلك المنطقة على مدار أيام الاعتصام، وحتى الفض، جعلتهم قادرين على تكوين رؤية واقعية عن الإخوان، الذين ما زال إعلامهم يروج لمظلومية وهمية تعرضوا لها في هذا الاعتصام.

WhatsApp-Image-2017-08-17-at-16.13.26
 

"الإخوان مغيبون.. وقادتهم كذابون.. وشيوخ على ما تفرج"، هذا هو ملخص ما يمكن أن تجده في شهادات الأهالي عما حدث في رابعة، التي وثقناها بالرؤية العينية، ولم نقبل شهادات مرسلة ممن لم يكن شاهد عيان؛ لنكون بذلك أمام ملف يشهد فيه البشر، والأرض، والشجر أيضا على جرائم لم يكن ممكنا الصمت عليها، أو غض الطرف عن مرتكبيها.

WhatsApp-Image-2017-08-17-at-16.13.27
 

لماذا كان فض الاعتصام حتميا؟

قبل الحديث عن شهادات أهالي منطقة رابعة العدوية، عن الاعتصام المسلح للإخوان، يبدون من المهم، إجابة أسئلة منطقية، أولها: لماذا كانت هذه المعاناة من نصيب أهالي ميدان رابعة العدوية بالذات؟ وهل كان الأمر مصادفة؟ وثانيها: هل كان فض هذا الاعتصام ضروريا؟

يمثل السؤال المطروح أولا، أحد أسرار حكاية الإخوان مع الدولة، فميدان رابعة العدوية، واحد من أهم الميادين في مصر، ويدرك الجميع أهميته، بدليل أن حشد الإخوان الأكبر كان فيه، بالمقارنة بالبؤرة الأخرى للاعتصام، التي كانت في ميدان نهضة مصر.

WhatsApp-Image-2017-08-17-at-16.13.28
 

واختار الإخوان ميدان رابعة العدوية؛ لأنه يتوسط مجموعة هائلة من المنشآت العسكرية التي تمس هيبة القوات المسلحة، مثل: مبنى المخابرات الحربية، ومبنى الحرس الجمهوري، بالإضافة إلى منشآت ترتبط بديوان عام وزارة الدفاع، فضلا عن أحد المباني الرئيسة التابعة لجهاز مباحث أمن الدولة.

وكانت الجماعة تهدف من وراء اختيار ميدان رابعة، الذي تحيطه مساكن الضباط، ومقار إقاماتهم، إلى خلق حالة عامة من السخط، يمكن أن تدفع هؤلاء الضباط لحالة من تغير المزاج، والشعور بتهديد لأسرهم، تجعلهم يناوئون قياداتهم، بحسب ما توهم قيادات مكتب الإرشاد وقتها، كما أنهم أرادوا أن يوجهوا رسالة للدولة، والعالم بأسره، مفادها أن الجماعة قادرة على الحشد في عقر دار القوات المسلحة، وتحت أسوار منشآتها، وهو ما جعل الجماعة تختلق معركة الحرس الجمهوري، وتدفع بعناصرها لمهاجمة هذا المبنى الذي رغم أنه ناد اجتماعي، فإنه يمثل أحد أشد أسلحة الجيش قوة وصلابة، وبالتالي كانوا يريدون أن يقولوا إنهم قادرون على المواجهة.

WhatsApp-Image-2017-08-17-at-16.13.31
 

كل ما سبق يؤكد أن اختيار الجماعة لميدان رابعة العدوية، مقرا رئيسا للاعتصام، يتحشد فيه قادة التيار الإسلامي جميعا، لم يكن من باب الابتعاد عن ميدان التحرير، كما روجوا في البداية، عندما تحدث الإعلام عن نيتهم في الاحتكاك بمتظاهري التحرير خلال ثورة 30 يونيو، وخرج قادة الإرشاد يقولون: "سنذهل لرابعة العدوية، حتى نكون بعيدين عن التحرير"، وهو قول باطل، إذ إن احتشاد كبار الجماعة في رابعة، وتركيز الجزيرة، وإعلام الجماعة بأكمله، على هذا الاعتصام تحديدا، دون البؤرة الأخرى في نهضة مصر، كان دليلا قاطعا على أنهم يقصدون توجيه رسائل محددة من وراء هذا التصرف.

WhatsApp-Image-2017-08-17-at-16.13.33
 

التحليل السابق يقودنا لإجابة واضحة عن السؤال الثاني، وهو: هل كان فض الاعتصام حتميا؟

الحقيقة، هو أن فض الاعتصام كان مرتبطا في ذلك التوقيت بهيبة الدولة، وربما ببقائها قادرة على اتخاذ القرارات التي تحدد مصيرها.

لو أن الدولة تراخت أو ترجعت أمام دعوات عدم فض الاعتصام، التي استشهد البعض فيها بأن اعتصاما نظمه بعض النشطاء في بيروت، واستمر 22 شهرا، داعين إلى الاقتضاء بذلك متناسين أن اعتصام بيروت لم يكن مسلحا، ولم يكن لخلاف سياسي، ولم يكن محاولة لإهانة مؤسسات الدولة، نقول لو أن الدولة تراجعت، لسقطت أركانها، ولنجح الإخوان في تحقيق أهدافهم، لا سيما إذا وضعنا في الاعتبار، حالة الاحتقان الشديدة التي تولدت لدى المواطنين ضدهم، ولتم وضع جماهير الشعب التي خرجت في 30 يونيو، أمام اختيار رهيب، وهو أن عليهم أن يتدخلوا لفرض إرادتهم الغالبة، لأن الدولة تخلت عنهم.

WhatsApp-Image-2017-08-17-at-16.13.35
 

وكان السؤال الذي سيجد صدى في جميع أنحاء العالم، هو: لماذا لم تفكر القوات المسلحة في حماية منشآتها في مواجهة العبث الإخواني؟ وعندها كان المغرضون سيطلقون التحليلات الوهمية، التي تؤكد أن الدولة المصرية بلا هيبة، ولا تستطيع حماية نفسها، وكانت السخائر وقتها ستصبح فادحة على الأصعدة كافة، وكان الشعب سيجد نفسه أمام دولة فاشلة، لا تحظى بأي قدر من الثقة داخليا، وخارجيا، وبالتالي كانت ستفقد مؤسساتها أي قدرة على اتخاذ قرارات حاسمة، في أي مجال، فتصاب بالوهن، وتتآكل أركانها في شهور قليلة، لتنتهي إلى ما هو أسوأ كثيرا مما رأيناه حولنا.

ماذا حدث؟

بدأت الأحداث في الخامسة من صباح الأربعاء، الرابع عشر من أغسطس عام 2013، استمرت حتى الخامسة من مساء اليوم نفسه تقريبا.

12 ساعة مثلت ذروة التحدي بين الإخوان، بما تملكه كجماعة قادرة على الحشد بشريا، وماليا، وبين الدولة المصرية، بمؤسساتها، وشعبها، وبالطبع انتصرت الدولة، وسقط الإخوان أمام إرادة الشعب، لكن بعد أن كبدوا الدولة خسائر بشرية، ومادية هائلة، وبعد أن دفعوا بأبتاعهم، والفقراء، والغلابة، الذين أجروا لهم عمليات غسيل مخ، إلى آتون أشعلوه بأنفسهم، متصورين أنه لن يحرق القيادات المتمرسة على الفرار وقت الزحف.

وشاهد ملايين المصريين عناتيل الإخوان، الذين خطفوا قلوب الأتباع، بالخطب الرنانة، والشعارات الزائفة، والتخاريف عن نزول الملائكة، وظهور الصحابة، والاعتصام المقدس، وهم يفرون في ملابس النساء، كالفئران المذعورة.

ولعل من المفارقات العجيبة أن أيا من قيادات الجماعة، وأتباعها في التيار الإسلامي، لم يصب بخدش واحد خلال معركتهم ضد الدولة في رابعة، وهي من العجائب التي تؤكد فرارهم المبكر، حتى أن محمد البلتاجي، وهو واحد من أهم من ألهبوا قلوب وعقول الأتباع على منصة الاعتصام، فر تاركا ابنته التي آمنت بقضية والدها المزيفة، لتواجه مصيرا محتوما، وتذهب بأيدي زبانية الجماعة ضحية، يولولون عليها بعدها، ويصنعون منها مظلومية، دون أن يسألوا أنفسهم لماذا تصدرت النساء، وهم أول من ينادي بإبعاد النساء، وعدم خروجهن من البيوت.  

اعتصام الندامة

"اعتصام الندامة"، كانت هذه أول جملة جرت على لسان الست "نفسية"، زوجة بواب العمارة رقم 16 المطلة على الميدان مباشرة، عندما سألناه عن تلك الفترة العصيبة في حياتها، فقالت: "أول ما بدأوا الاعتصام كانت أعدادهم كبيرة جدا، فاحتلوا مداخل العمارات، وماحدش قدر يمنعهم في ظل ابتعاد الشرطة عنهم تماما، وكانوا يناموا إلى جوار زوجاتهم في المداخل، وكأنهم في بيوتهم".

وأضافت: "كانوا يحضرون الطعام بالأطنان للمعتصمين، وكانوا يرفضوا منحنا أي شيء منه؛ باعتبارنا أعداء لهم، وكانوابيتخانقوا مع أي حد يطلب منهم الابتعاد عن مدخل عمارته، أو شقته، وكانوا يفتشون السكان، وهو ما جعل أعدادا كبيرة منهم تغادر مساكنهم، لحين فض اعتصام الندامة ده".

شيوخ على ما تفرج

"الإخوان دول شيوخ على ما تفرج"، هكذا بدأت السيدة "هويدا"، التي تقيم في العمارة ذاتها، شهادتها عن الفترة التي عاشتها بينهم، مجبرة، قائلة: "ليس لهم أي علاقة بأخلاق الإسلام، واعتبروا أنفسهم في حالة حرب مع الجميع، وهم وحدهم، الذين هداهم الله".

وأضافت: "لم يرحموا صغيرا أو كبيرا، وكانوا يرغبون في إجبار الناس على العيش، حسب مزاج قادة الاعتصام، فلا أحد مسموح له بالخروج، مادام قادة الاعتصام أمروا بذلك، ولو كان الراغب في المغادرة مريضا".

وقائع تعذيب

تابعت: "هجرني أبنائي إلى بيوتهم، وتركوني وحيدة بين الإخوان، وعناصرهم التي ألغت عقولها، وسلمتها إلى قادة الاعتصام، ورأيت بعيني، عنصر من الجماعة، وهم يعذبون اثنين من زوار الاعتصام؛ مدعين أنهما مدسوسين عليهم لحساب الأمن، وكانوا يقضون حاجتهم في الأركان بين العمارات، وفي الشارع.

وقالت: "فترة الاعتصام كشفت لنا الإخوان على حقيقتهم، وعرفنا أنهم كذابون، ودعاة عنف، ولا يقبلون الرأي الآخر، ويعطون الأوامر للأتباع الذين فقدوا عقولهم تماما، وتحولوا قطيع، بعد أن أقنعهم القادة بأنهم إذا غادروا الاعتصام فإنهم يتركون دينهم.

وحسمت السيدة هويدا في شهادتها الحديث عن وجود سلاح مع عناصر الإخوان، منذ بداية الاعتصام، أم أنه كان سلميا كما ادعوا قائلة: "كنت أراهم يصعدون إلى سطوح العمارة، جريا على السلم، حاملين أسلحة نارية متنوعة، وبخاصة عندما تنتشر بينهم شائعات حول تحرك أمني ما لفض الاعتصام".

40 يوم خراب

بواب العمارة المواجهة على الجهة المقابلة للاعتصام، ويدعى إبراهيم والتي اشتهرت بسبب تسيلط كاميرا الجزيرة التي كانت تنقل وقائع الاعتصام، على الهواء، على واجهتها، قال: "عشنا 40 يوما من الخرابن والسواد، اتخربت فيها بيوتنا؛ لأن الإخوان قطعوا أرزاق كل بوابين المنطقة، بعد ما طفشوا السكان من العمارات، وكانوا يعتدون على كل من يفكر في الاعتراض على ما يفعلون، وكأن الميدان صار ملكا لهم".

نهب وخطف وحرائق

شهادة مجدي محمد أحمد، عما جرى في اعتصام رابعة العدوية، تتمتع بأهمي خاصة جدا، لأسباب منها أنه موظف بلجنة الزكاة داخل مسجد رابعة العدوية، وأنه حضر أيام الاعتصام كاملة، كما حضر الساعات الستة الأولى للفض، ويقول: "خلال أيام الاعتصام شاهدت الكثير، مما أخفاه إعلام الجماعة، فقد اعتدوا على حرمة المسجد، وأخذوا الكثير من أثاثه للاستفادة به في اعتصامهم، فأخرجوا الكراسي، والفرش، كما استولوا على الميكروفونات، ونهبوا أموال لجنة الزكاة، بعدما فرضوا سيطرتهم على المسجد، وكانوا يفتشون جميع من يدخلون إلى المسجد، بمن فيهم الموظفين".

وأضاف: "حررنا ضدهم محاضر بقسم شرطة مدينة نصر، إلا أننا فوجئنا بهم يخطتفون ضابطا، وأمين شرطة، وبهدلوهم".

وتابع: "لم يستطع أحد الاقتراب من المكان أسفل المنصة، التي أقاموها داخل الاعتصام، وكنت أراهم يجرون تدريبات عسكرية في الشوارع المحيطة بالاعتصام صباحا، وعند بداية الفض، رأيتهم ستخدمون أسلحة، وبندقية آلية، وأحرقوا الخيام التي كانوا يبيتون فيها، لتضليل الأمن، ومنع القوات من العثور على متعلقاتهم، أو أي أشياء يكونوا قد تركوها خلفهم، بعد معركة الفض".

وقال: "اشتبك الإخوان مع الشرطة، منذ الدقائق الأولى لفض الاعتصام، وكان أول الضحايا في صفوف الشرطة، وهو ما دفع قوات الأمن لإطلاق النار؛ حتى تحمي نفسها، وتستطيع الفض بسرعة، تقلل الخسائر في صفوفها، وصفوف المعتصمين أيضا".

المعتصمون مرتزقة وأصحاب مصالح

عم محمد، بائع متجول، يقف بأشيائه البسيطة على أحد جوانب الميدان، قال: "شعرت أن الإخوان، مناظر على الفاضي، وتدينهم ظاهري فقط، ويظهرون على حقيقتهم؛ بمجرد ما تختلف معاهم".

وأضاف: "عندما أرادوا الحصول على أخشاب لتحصين مداخل الاعتصام، قطعوا شجرة، أنا الذي زرعتها، وتعهدتها لمدة 3 سنوات كاملة".

وردا على ما ردده البعض من أن الإخوان لم يتركبوا جرائم خلال فترة الاعتصام، قال "محمد" بلهجة غاضبة: "لو الأرض، والشجر، بتتكلم كانت شهدت عليهم زي البشر ما شهدوا على أعمالهم".

وتابع: "من العجائب التي رأيتها خلال فترة الاعتصام، أن الإخوان استطاعوا خلال 3 ساعات فقط، أن يبنوا 60 حماما، في قطعة أرض فضاء مجاورة للمسجد، تستخدم حاليا كجراج للسيارات".

وعند سؤالنا عن طبيعة المعتصمين، وانطباعه عنهم قال "محمد": "معظم المعتصمين، كانوا من الأهالي البسطاء، الذين لا يعرفون عن القضية الأصلية شيئا، وكانوا مجموعات من المرتزقة، الذيؤن يحشدهم الإخوان، لزيادة الأعداد، مقابل الأكل، والمال، وكان عدد كبير منهم يتعامل مع الموقف، باعتباره عملا يؤديه، ويرتزق من ورائه".

وأضاف: "أما القيادات فكنت أشعر أنهم أصحاب مصالح، ويهدفون للتضحية بالناس؛ من أجل تحقيق أهدافهم".

وأتم بالقول: "في يوم فض الاعتصام: "وجدت الفرشة التي أعمل عليها محترقة، وشاهدت الإخوان يحرقون كل ما تطوله أياديهم، أو يصلون إليه من سيارات الجيش، والشرطة، وحتى السيارات الخاصة".

خسائر النهاية

 إلى أين انتهت رحلة اعتصام رابعة العدوية؟ إجابة هذا السؤال تتضح عندما ننظر إلى الخسائر التي تكبدتها الدولة، بسبب الإخوان، أو بالأحرى قيادات الجماعة، الذين غرروا بشبابها، وملأوا نفوسهم غلا وحقدا، فانطلقوا يعيثون في الأرض فسادا، بين مجموعات انضمت إلى الجماعات الإرهابية في سيناء، والتي ترتبط بتوأمة مع الجماعة، أشار إليها محمد البلتاجين بقوله: "ما يحدث في سيناء، سيتوقف في اللحظة التي يعود فيها مرسي إلى الحكم"، وفريق آخر من شباب الجماعة آثر أن يحمل لواء قيادة المواجهة ضد الدولة بنفسه، فشكلوا خلايا إرهابية نوعية، مثل: "حسم" وغيرها.

وعلى أثر اعتصام رابعة المسلح سقط 46 شهيدًا من رجال الشرطة: 18 ضابطًا،  واثنين برتبة لواء، ومثلهما برتبة عقيد، و15 فردا، و9 مجندين، فيما أصيب 211 منهم: 55 ضابطًا، و156 فردا ومجندا، فى عمليات فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة.

بقي أن نشير أن توابع أحداث الفض امتدت إلى معظم محافظات الجمهورية، التي خرج فيها أتباع الجماعة، ليهاجموا كل شيء، وأي شيء، فأحرقوا الأقسام، ومراكز الشرطة، والكنائس، ونفذوا عددا كبير من الجرائم الإرهابية، ضد رجال الشرطة، والجيش والقضاء.

وكان ضابط الأمن الوطني الكبير، الضابط محمد مبروك، والنائب العام المستشار هشام بركات، أبرز ضحايا الهجمة الإرهابية البربرية للإخوان عقب فض رابعة، والتي مثلت أشد المواجهات التي خاضها الشعب المصري ضد الإرهاب عنفا، وشراسة، حتى وصل إجمالي هذه الجرائم إلى نحو 200 قضية يحاكم المتهمون فيها حاليا، في وقعت العشرات من الجرائم الأخرى التي لم يتم ضبط عناصرها لغموضها، وصعوبة التعرف على مرتكبيها، فضلا عن حالة الفوضى التي تعمدوا إشعالها في الجامعات، على أمل تعطيل الدراسة، انتقاما من شباب مصر الذي ثار ضدهم في 30 يونيو.

ولم يسلم الأقباط من الهجمات البربرية للإخوان، ووقعت خلال الأيام الأربعة الأولى لفض الاعتصام نحو 123 واقعة اعتداء الكنائس، والممتلكات الخاصة للاقباط، في 17 محافظة مختلفة، من بينها حالات هدم، وحرق، واقتحام، ونهب، واعتداء بالأسلحة النارية، والبيضاء، والحجارة، والمولوتوف.

الشهيد هشام بركات

أصابت واقعة استشهاد النائب العام المستشار، هشام بركات، على أيدي العناصر الإرهابية للإخوان، الذين اعتدوا بسيارة مفخخة على موكبه، عند خروجه من منزله متجها إلى عمله، المجتمع بأكمله بحالة هائلة من الحزن، والغضب، واتشحت البلاد بالسواد حزنا على هذا القاضي الجليل.

وأطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، دعوات وجدت صدى في كل بر مصر، واكتسبت عشرات الآلاف، وربما ملايين من الداعمين في ساعات قليلة، وطالب أصحابها، بإطلاق اسم الشهيد هشام بركات على ميدان رابعة العدوية، حتى تظل أرض هذا الميدان محتفظة بجرائم الجماعة، وشاهدة على ما اقترفوه في حق الشعب، ويصبح الاسم أيضا ماثلا في الأذهان؛ ليذكر الأجيال المقبلة، بمعركة خاضتها الدولة المصرية، ضد قوى الظلام، ودفعت من أرواح، ودماء أبنائه ثمنا باهظا جدا؛ للحفاظ على هويتها، ووجودها، قوية شامخة قادرة على حماية مقدراتها، وقيادة مستقبلها، إلى آفاق رحبة ينحني أمامها العالم عما قريب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق