في مثل هذا اليوم.. الجيش والداخلية يحبطان مخطط الإخوان لاحتلال القاهرة

الأربعاء، 16 أغسطس 2017 09:00 م
في مثل هذا اليوم.. الجيش والداخلية يحبطان مخطط الإخوان لاحتلال القاهرة
ميليشيات الإخوان - أرشيفية
أحمد متولي

في مثل هذا التوقيت مساء 16 أغسطس عام 2013، كانت الأجهزة الأمنية تخوض معركة أكثر شراسة من فض اعتصامي رابعة والنهضة، للسيطرة على العاصمة المصرية، وإحباط مخطط جماعة الإخوان وحلفائها الذي استهدف احتلال القاهرة.

مخطط احتلال محافظة القاهرة، وتخريب منشآتها الحيوية والأمنية، لم يكن رد فعل على أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة التي وقعت قبل موقعة القاهرة بيومين، إنما خطة مرحلية أعدتها جماعة الإخوان لمواجهة تحركات الدولة في أي وقت، لمنع الاستقرار في البلاد.

مسجد الفتح، ومحيط قسم شرطة الأزبكية، وميدان رمسيس، ثلاثة شهود تروي جدرانهم ومبانيهم آثار الأحداث التي مثلت معركة بقاء وجودية، إما بقاء الدولة وفرض هيبتها، وإما احتلال العاصمة ونشر الفوضى من قبل التنظيم الإخواني.

أوراق القضية المعروفة إعلاميا بـ«أحداث رمسيس الثانية»، كشفت أدق تفاصيل خطة احتلال القاهرة ومبانيها، والساعات العصيبة التي مر بها الوطن بعد انتشار ميليشيات الإخوان في ربوع القاهرة ووسطها لنشر الفوضى.

تقول تحريات الأمن الوطني في القضية، إن مخطط احتلال القاهرة أعدته الجماعة لإيجاد أماكن جديدة للاعتصام فور أحداث فض رابعة، وتولى ما يسمى بتحالف دعم الشرعية مسئولية حشد أنصار مرسى بوسط القاهرة بحجة التظاهر بميدان رمسيس، اعتراضًا على سياسات النظام الحالي وطريقة فض الاعتصام.

كشفت التحريات أكدت أن الجماعة أصدرت تكليفين لأنصارها بالتوجه إلى ميدان رمسيس في مسيرات كبرى تخرج من مناطق مختلفة، وأن عناصر مسلحة تابعة للجماعة شاركت في المسيرات محتمية بالمتظاهرين، وفور اعتلاء المظاهرات كوبري 15 مايو ظهرت تلك العناصر للاعتداء على أهالي منطقة بولاق أبو العلا بالأسلحة الآلية لإحداث حالة من الفوضى وترويع المواطنين، وتسبب هجومهم على تلك المنطقة في مقتل العشرات من السكان الذين أصابهم الرصاص في شرفات المنازل.

وورد بالتحريات أن العناصر المسلحة انتشرت في أرجاء شارعي رمسيس والجلاء، وتجمهرت بميدان رمسيس، وأعتلى بعضها مبنى المقاولون العرب، وتمركزت مجموعات أخرى أعلى كوبري 6 أكتوبر، وقامت بإشعال النيران في نهر الطريق، وتحطيم سيارات المواطنين، وبدأوا في مهاجمة قسم شرطة الأزبكية بعد أن حاصروه من عدة اتجاهات.

وقامت العناصر المهاجمة لقسم شرطة الأزبكية بمحاولات لاقتحامه، بأن ألقت تجاهه العبوات الحارقة "المولوتوف"، والقنابل المفرقعة، والمسيلة للدموع، ثم أطلقت نيران أسلحتها الآلية بكثافة صوب قوات تأمين القسم، وأثناء اشتباكهم مع قوات الأمن، كانت عناصر أخرى مدربة على القنص تهاجم أهالي منطقة السبتية بالأسلحة الآلية وقنابل المولوتوف، مما تسبب في مقتل العشرات من المواطنين الذين حاولوا الدفاع عن ممتلكاتهم من هجمات المسلحين.

وتبين من التحريات، أن الخدمات الأمنية بقسم شرطة الأزبكية بدأت في الدفاع عن المنشأة الأمنية، بواسطة إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، والأسلحة المتوفرة لديهم، وذلك بعد نجاح عناصر الإخوان في اقتحام نقطة مرور الأزبكية، ونقطة شرطة ميدان رمسيس، وإشعال النيران بسيارات الترحيلات الخاصة بالقسم.

وتوصلت إلى أن القياديين بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور صلاح سلطان «محبوس»، والدكتور سعد عمارة «هارب»، وكيل لجنة الشئون العربية والخارجية والآمن القومي بمجلس الشورى المنحل، كانا يديران الأحداث من خلف الكواليس داخل مسجد الفتح الذي اتخذوه غرفة عمليات لإصدار التعليمات إلى عناصرهم التي احتلت شارعي رمسيس والجلاء.

وواصلت عناصر الإخوان إطلاق النيران من الأسلحة النارية على رجال الشرطة، وأهالي المناطق المحيطة بقسم شرطة الأزبكية، فأثاروا الذعر والرعب بين المواطنين، وذلك لاستفزاز قوات الأمن وجرها للاشتباك معهم بالأسلحة، ودفع المواطنين إلى الدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم.

وأثبتت تقارير الأمن الوطني أن ما قامت به العناصر المسلحة كان تنفيذًا لمخطط يهدف إلى اصطناع مشاهد حية للاشتباكات، على أن تقوم بعض القنوات الفضائية الموالية للجماعة بنقلها عبر شاشتها للإيحاء للعالم الخارجي بوجود حرب أهلية في مصر، وأن قوات الشرطة والجيش تقوم بقمع المواطنين وقتلهم على خلاف الحقيقة.

وفى تمام الساعة الرابعة من عصر يوم 16 أغسطس 2013 الذي شهد الأحداث، رصدت كاميرات المتابعة الأمنية، والقنوات الفضائية التي هرعت إلى شارع رمسيس لنقل الاشتباكات، تواجدت عناصر ملثمة ترتدي ملابس سوداء تحمل البنادق الآلية، وتسير وسط المتظاهرين بميدان رمسيس.

ثم وصلت سيارات ملاكي من اتجاه منطقة "غمرة" إلى ميدان رمسيس وسط مسيرة من أعضاء الإخوان، التف حولها المتجمهرون بالميدان والمشاركين فى الأحداث، وتبين أن تلك السيارات كانت محملة بالأسلحة الآلية، وبنادق الخرطوش، جلبتها الجماعة لدعم مسلحيها الذين يتولون مهمة مهاجمة قسم الأزبكية، وتم توزيع تلك الأسلحة على العناصر المدربة لاستخدامها فى الاعتداءات المكلفين بها.

وعادت العناصر المسلحة للهجوم من جديد على قسم الشرطة وسط حماية المتظاهرين، الذين التفوا حولهم أسفل كوبري 6 أكتوبر وأعلاه، وأشعلوا النيران في عدد من سيارات المواطنين التي وجدوها في شارعي رمسيس والجلاء، وألقوا زجاجات المولوتوف الحارقة على المحال التجارية، فأشعلوا النيران فيها، فضلاً عن تدميرهم لمرفق الإسعاف بميدان رمسيس وسياراته.

وقام المتظاهرون الذين حموا العناصر المسلحة بقطع شارعي رمسيس والجلاء وحركة المرور أعلى كوبري أكتوبر، وأتلفوا أرضيات الأرصفة لبناء حوائط ومتاريس واستخدامها كحجارة في الاشتباكات، كما قاموا بإشعال النيران في عدد من المحال التجارية وسيارات الشرطة والمواطنين، وترتب على الأمر تلفيات بالمال العام والمال الخاص.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق