12 صورة تروي حكاية «ذبح» محلج محمد علي الأثري

الخميس، 17 أغسطس 2017 02:04 م
12 صورة تروي حكاية «ذبح» محلج محمد علي الأثري
محلج محمد على الأثرى
هناء قنديل

كنت على يقين من أن تراب هذا الوطن، يحمل كنزا من الأسرار التي لا تنضب، وكثيرا ما لاحظت، في كل محافظة وطأتها قدماي، أطلالا أثرية ذبحها الإهمال، حتى صارت أثرا بعد عين.
 
 
محلج محمد على الأثرى (1)
 
 
وتشير حالات التعدي التي وقعت لهذه الآثار، بسبب عدم تسجيلها لدى الدولة كآثار تستحق، الحماية، أو فقدانها رغم التسجيل لهذه الحماية، إلى أن اندثار هذه الكنوز متعمد، وناجم عن مؤامرة ممنهجة، ليس فقط لنهب هذه الثروة الضخمة، وإنما أيضا لتجريد هذه الحقبة من أي دلالة على أنها فعلت شيئا لهذا الوطن.
 
محلج محمد على الأثرى (2)
 
وجدتني أقف مشدوهة وبين يدي سجل حافل وضخم من القصور والاستراحات الأثرية، التي قاربت على الضياع؛ نتيجة إهمال الدولة!! وهالني أن أجد تلك الآثار العظيمة وقد تفرق دمها بين وزارات الري، الزراعة، والأوقاف والتربية والتعيلم، والإصلاح الزراعى فبحثت عن وزارة الأثار لكني لم أجد لها أثرًا، ويا لها من كارثة حين نرى ثورة هائلة لا تقدر بثمن تنهار على أعتاب الإهمال، وتحت وطأة الروتين، والقوانين المجحفة!! 
 
يقول الدكتور عبد المنصف سالم نجم أستاذ الآثار بجامعة حلوان إن محلج  محمد على بمدينة القناطر الخيرية يعد أول محلج للقطن فى الشرق الأوسط وتم تشييده عام 1847، ذلك ضمن خطة محمدعلى باشا فى نهضة مصر، حيث اهتم  بالزراعة، وأولى رأسها زراعة القطن، اهتماما خاصا، مما مكن مصر بالتربع على عرش سوق القطن العالمى لعقود طويلة .
 
محلج محمد على الأثرى (3)
 
واستمر العمل بالمحلج حتى عام 1990، تقريبا وبعدها تم تركه مهجورا، ومرتعا للحيوانات الضالة. وطالب نجم بضرورة انقاذ المبنى وملحقاته، وآثار القليوبية، من الاندثار لأهميتها التاريخية، ولجمال تصميمه والذى بنى على الطراز القوطى.

تحفة فنية على النيل
يقع المحلج على مساحه 28 ألف متر مربع، وبناه محمد على بعد تشييده للقناطر  على امتداد النيل لتنظيم عمليات الرى.
 
ورصدت «صوت الأمة» داخل المحلج  الكلاب الضالة، والرائحة الكريهة المنبعثة،وقمامة وأيضا الإعلانات التى شوهت جدران المبانى الآثرية، وخاصة المحلج، كإعلان «سنتر الأوائل للدروس الخصوصية»، واعلانات بعض المستشفيات الخاصة، والتي يجب محاسبة من أقدم على هذه الجريمة في حق التاريخ المصري.
 
محلج محمد على الأثرى (5)
 
المحلج كان ينتج حوالى 200 ألف قنطار من القطن  المصرى سنويا، ويضم ورشا خاصة لتصنيع أخشاب المحلج، ومحاطا بحديقة في إحدى استراحاته وكان به قطار مخصص لنقل بالات القطن إليه من خلال قضبان سكك حديدية.
 
والمحلج محاط بأبراج يرى الباحثون أنها كانت للمراقبة لمراقبة القناطر، والمدينة فهي تشبه القلاع والطوابي.
 
وقال الدكتور مختار الكسبانى أستاذ الأثار بجامعة القاهرة: «يجب أن تتوقف الجرائم التى ترتكب في حق المنشآت الآثرية في القناطر، والمحافظة على هذا التراث الهام».
محلج محمد على الأثرى (4)
وطالب بالحفاظ على المبانى الأثرية بالقليوبية ومن بينها محلج القناطر الخيرية، والكثير من القصور بالقناطر التى تحولت الى مؤسسات حكومية وهذا أسوء نوع من التدمير، فتلك القصور فى الدولة التى تحترم التاريخ لا يمكن تدميرها ويجب التوقف عن اهانة المنشأت الأثرية وإخلائها من المؤسسات الحكومية.
 
ويقول مجدى عواد أحد أصحاب اللانشات فى الجهة المقابلة للمحلج من جهة النيل: «اللى بيحصل ده حرام، واحنا كأهالي القناطر زعلانيين، على آثارنا، كان ممكن تكون سبب فى فتح رزق لبيوت كتير، لو اهتموا بيها، المبني الإداري خرابة وباقى المبانى اتنهبت من زمان».
 
 
 

محلج محمد على الأثرى (6)
 
محلج محمد على الأثرى (7)

محلج محمد على الأثرى (8)

محلج محمد على الأثرى (9)
 
محلج محمد على الأثرى (10)
 
محلج محمد على الأثرى (11)
 
محلج محمد على الأثرى (12)
 
محلج محمد على الأثرى (13)
 
محلج محمد على الأثرى (14)
 
محلج محمد على الأثرى (15)

محلج محمد على الأثرى (16)
 
محلج محمد على الأثرى (17)
 
محلج محمد على الأثرى (18)
 
محلج محمد على الأثرى (19)

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق