رفعت السعيد.. وكأنه تنبأ بوفاته (بروفايل)

الخميس، 17 أغسطس 2017 10:39 م
رفعت السعيد.. وكأنه تنبأ بوفاته (بروفايل)
رفعت السعيد
سلمي إسماعيل

«ويبدأ المويلحى ملحمته التي لا أجد لها اسماً أو تعريفاً قائلاً.. رأيت فى المنام كأنى فى صحراء الإمام أمشي بين القبور أتأمل أن تلك الرفات والعظام بقايا من الملوك العظام الذين كانوا يستصغرون الأرض داراً».. كانت تلك الكلمات هي أخر ما سطره السياسي الراحل رفعت السعيد وكأنه تنبأ بوفاته كما اعتاد التنبؤ  بتغيرات الساحة السياسية عبر العصور.
 
وكان «رفعت السعيد» سياسي يساري مصري ترأس حزب التجمع خلفًا لخالد محيي الدين، وحصل على شهادة الدكتوراه في تاريخ الحركة الشيوعية من ألمانيا وكان نائب سابق في مجلس الشورى المصري.
 
واعتقل مرات عديدة، كما اعتقل سنة 1978 بعد كتابته مقالا موجها إلى جيهان السادات زوجة الرئيس المصري محمد أنور السادات بعنوان "يا زوجات رؤساء الجمهورية إتحدن"، عُرف بمعارضته لجميع الرؤساء الذين حكموا مصر، إلا أن معارضته للرئيس السادات كانت الأكثر جذرية حسب وصفه.

وكان رفعت السعيد سياسي يساري مصري ترأس حزب التجمع خلفًا لخالد محيي الدين، وحصل على شهادة الدكتوراه في تاريخ الحركة الشيوعية من ألمانيا وكان نائب سابق في مجلس الشورى المصري.

يعتبر السعيد من أشد المعارضين لجماعة الإخوان المسلمين وله العديد من المؤلفات النقدية لحركات الإسلام السياسي، مثل "حسن البنا: متى؟.. كيف؟.. لماذا؟" و"ضد التأسلم".

ويعتقد السعيد أن جماعة الإخوان كانت سببا في خروج اليسار المصري من العملية السياسية نتيجة لما بخلط الدين بالسياسية، وأثناء فترة توليه رئاسة حزب التجمع، تعرض السعيد للانتقاد من قبل مجموعة من أعضاء الحزب، من بينهم عبد الغفار شكر، لما وصفوه من تحول مسار الحزب علي يده من أكبر حزب معارض في مصر أيام الرئيس أنور السادات، إلى حزب صغير مهادن لنظام الرئيس حسني مبارك ومعاد لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما دفع عدد من المعترضين على الانشقاق وتأسيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بعيد ثورة 25 يناير 2011.

 كما حرص على دراسة أدبيات الإخوان وقواعد الإمام البنا، والبحث عن علاقة التنظيم الإخوانى بمكونات المجتمع، سواء فى الداخل أو الخارج، فاكتشف مبادئ «لعبة المصالح المشتركة مع الطاغوت»، التى تتيح للجماعة انتقاد النظام الحاكم فى العلن وعقد صفقات لتحقيق مصالح ضيقة فى السر.

واتهم «البنا» بتلقى تمويل من الديكتاتور النازي «أدولف هتلر» إبان الحرب العالمية الثانية لمساعدة الأخير فى غزو مصر، مستنداً إلى إحدى الوثائق الموجودة بإحدى كبريات مكتبات لندن و رغم إنتهاء  عهد   أكبر المعارضين السياسين في تاريخ مصر بحزب التجمع إلا ظل وسيظل مُعتل منابر الحق والعدل  والمساواة والحرية .

ويجدر الإشارة إلي إن قلم رفعت السعيد لم يتوقف عن الكتابة طيلة حياته، إلى أن توقف نبضه ليفارق الحياه  اليوم 17 أغسطس 2017 مدافعًا عن الإسلام ، معارضًا للفساد ، ناشرًا للعدالة .

ونمضى مٌشيعين، الراحل رفعت السعيد كما أختتم أخر كتباته  بعنوان  (عودة عيسى بن هشام) قائلا: "إن مغفرة الرحمن وسكنى الجنان لا ننالها بكثرة الصوم والتبرك بالأحجبة والتحصن بالأوراد، فما تكسب الدرجة الرفيعة عند الله إلا بالعدل والإحسان وفعل الخير واجتناب الشر، والرحمة بالضعفاء والمساكين فعليكم بالعدل والإحسان وتقوى الله فى معاملة عباده. 

أخبار متعلقة:

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق