«صوت الأمة» تُعيد نشر آخر حوار لـ«رفعت السعيد» قبل وفاته

الخميس، 17 أغسطس 2017 11:37 م
«صوت الأمة» تُعيد نشر آخر حوار لـ«رفعت السعيد» قبل وفاته
رفعت السعيد
سامي سعيد تصوير صلاح الرشيدي

توفي مساء اليوم الخميس الدكتور رفعت السعيد المفكر والسياسي البارز، عن عمر ناهز الـ 85 عاماً، وكان السعيد الذي يُعتبر أشرس المعارضين لجماعة الإخوان الإرهابية قد تحدث في حوار مطول مع صوت الأمة قبل أسابيع قليلة من وفاته.
 
«صوت الأمة» تُعيد نشر أخر حوار مع الدكتور رفعت السعيد، المفكر السياسى، ورئيس حزب التجمع السابق، قبل أيام من وفاته، حيث شن هجوماً عنيفاً على القرارات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة خلال الفترة الماضية، والتوقيت الذى اتُخذت فيه، وأداء الحكومة بشكل عام، والذى وصفة بـ«السيئ»، وأكد السعيد فى حواره مع « صوت الأمة» استحالة إجراء مصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية، لافتا إلى أنه لا يوجد مسئول فى مصر يستطيع إجراء هذه المصالحة، حتى رغم الضغط الدولى الذى يحاول إجبار مصر على إتمام المصالحة، بالإضافة إلى أن أزمة قطر مستمرة، وتحاول استبدال إيران وتركيا بدول الخليج، لتعوض خسائرها.
 
كما تحدث السعيد عن أداء مجلس النواب، وأن هناك علامات استفهام كثيرة حول أداء النواب بما ذلك رئيس المجلس الذى كان غير مرضى.
 
■ فى البداية لماذا اختفى حزب التجمع من الساحة السياسية؟
 
- يتخيل البعض أن الحزب السياسى، يجب عليه أن يتظاهر أو ينزل الشارع مع كل حدث حتى يكون له دور، وهذا غير صحيح حيث أن حزب التجمع هو الأكثر إلهاما للحياة السياسة فى مصر، فهو الحزب الأول الذى أعلن تبنيه قضايا المرأة، وهناك عشرات المقترحات التى تم تقديمها فى هذا المجال، كذلك قضية المواطنة وحماية حقوق الأقباط، فمنذ عهد البابا شنودة، وهناك دور للحزب فى هذا الملف، جعل البابا شنودة يرسل جواب شكر للحزب على دوره بخط يده، وكذلك الوقوف ضد «جماعة الإخوان والفصائل المسلحة» فمنذ أكثر من 40 سنة والحزب ضد هذه الجماعة الإرهابية.
 
الحزب ليس غريبا عما يحدث، والملفات الرئيسية التى تبناها الرئيس السيسى سواء عام المرأة أو حماية الأقباط وحقوق المواطنة كان الحزب يعمل عليها، وكذلك الحرب على الإرهاب، فنحن أول من وقفنا ضد هذه الجماعة، والحزب يعارض، وليس يعاند النظام الحالى بهدف تقوية الدولة، وليس اتهامه بالخيانة كما يحدث من بعض الأحزاب الموجودة.
 
 
2566051-aa
 
 
■ ماذا عن دعوات توحيد أحزاب اليسار وهل سينضم إليها حزب التجمع؟
 
- هذه الدعوات غير فعاله، والهدف منها ليس توحيد اليسار بقدر ما هو تحقيق أهداف شخصية من البعض، ونحن ليس ضد توحيد الأحزاب ذات الفكر المشترك، ولكن ضد التحالف مع كيانات وأحزاب تحالفت مع الإخوان، وخاضت انتخابات على رأس قوائم شعارها «الإسلام هو الحل» كما حدث مع حمدين صباحى، وفى حالة اعتذار هذه الأحزاب عن جريمة التحالف مع الإخوان سندرس توحدنا معهم.
 
■ لكن الحزب مختف عما يحدث على الساحة ولا يوجد له أى نشاط خلال المرحلة الماضية؟
 
- هذا غير صحيح، فالحزب بين الحين والآخر يعقد اجتماعات، ويتواصل مع الخبراء والمختصين، وحين خرجت القرارات الاقتصادية الأخيرة خرجنا، وأعلنا موقفنا وعرضنا الحلول البديلة، وهكذا فى القضايا التى تحدث، ولكن لن نكرر أخطاء الآخرين بالتظاهر ضد النظام وإعطاء فرصة لاستغلالها من جانب جهات تعاند النظام.
 
 
1474506-ee
 
■ وماذا عن سلسلة القرارات التى اتخذتها الحكومة خلال الأيام الماضية؟
 
- للأسف، تمت بطريق غريبة تصل إلى الغباء، وفكرة أن يخرج وزير يقول للمواطن إنه لن يكون فيه دعم للكهرباء، ولا للبنزين وأن المواطن لا بد أن يتحمل فاتورة الدعم، كارثة لا يدرك الوزير أبعادها، حيث أنه لا يعلم أن هناك أكثر من 45 مليون مواطن تحت خط الفقر، أى أقل من الفقراء، وفى النهاية يقارن المسئول أسعار هذه المنتجات بالأسعار العالمية، وهذا أيضا غباء سياسى، فإذا كان يريد أن يقارن بالأسعار العالمية، فعلية أن يعطى المواطن الرواتب العالمية، ولابد أن يعلم الجميع أن هذا الأداء السيئ يخصم من رصيد «السيسى» عند المواطنين.
 
وتابع السعيد بقوله، إن الحكومة لم تستعد لتلك القرارات الاقتصادية ولا توابعها التى يعانى المصريون منها منذ قرار التعويم، وأن الجميع يعلم أن هذا القرار سيتبعه ارتفاع أسعار، ومع ذلك تجاهلت تبعيات القرار، وتركت المواطن فريسة لارتفاع الأسعار، وبعد ذلك اتخذت قرار رفع الدعم كل هذا ضمن مسلسل الغباء السياسى، بجانب أن محافظ البنك المركزى، كان يعتمد على مفاجأة المواطن فى اتخاذ القرارات الاقتصادية ظنا منه أن هناك مواطنين يمتلكون دولارات ولا يدرى أن 99% لا يملكون، ويعانون من آثار التضخم، وارتفاع الأسعار بجانب أنها اتخذت بطريقة الفهلوة.
 
■ وماذا عن أداء رئيس الحكومة؟
 
- شريف إسماعيل مجهول لدى المواطن، وأنا شخصيا لم أعرف أسمه، إلا بعد أن مر عليه سنة ونص، بجانب أنه يختار أسوأ القرارات، ويصدرها بأسوأ الطرق، وأبسط دليل على هذا الفشل، الطريقة التى تم بها التعامل مع قضية «تيران وصنافير» حيث تمت إدارة الأزمة بشكل خاطئ، ودخول القضاء فى هذه الأزمة خطوة خاطئة أيضا، وكنت أرى أنه من الأفضل أن يتم تأجيل القضية لحين إصدار المحكمة الدستورية قرارا فى هذه القضية.
 
 
2571042-cc
 
■ كيف تقيم أداء مجلس النواب خاصة أنه أنهى دور الانعقاد الثانى منذ عدة أيام؟
 
- فى عالم السياسية، تقول الإحصائيات إنه فى أغلب المجالس النيابية، يكون هناك نحو 40% من النواب لهم سوابق برلمانية، ويكون سبق انتخابهم كنواب، ولكن هذا المجلس لا تنطبق عليه هذه الإحصائيات، بسب الظروف الاقتصادية والسياسية التى تمر بها الدولة، حيث أن أغلب النواب ليست لديه خبرة برلمانية، بما فيهم رئيس المجلس، وهذا تسبب فى أداء سيئ لمعظم النواب، كما أن تدخل بعض الجهات فى أداء مجلس النواب كان له تأثير سلبى، وأن وجود شخصية، كالنائب محمد السويدى رئيسا للائتلاف، والذى يتولى رئيسا لاتحاد الصناعات أحدث تضاربا فى المصالح. بجانب أن مجلس النواب لم يستجوب مسئولا واحدا على مدار عامين، وهذا سبق فى تاريخ الحياة النيابية، وهذا يعنى أن النواب أجبن من أن يستجوبوا مسئولا فى الحكومة أو أنه غير مصرح لهم باستجواب، بجانب أن التمويل الهائل الذى تم صرفه على هذا المجلس ساعد لوصوله لهذا الشكل، كما أن النواب أنفسهم يحاولون أن يكسبوا ود المواطن بأى طريقة خاصة، وأنهم يعلمون أن أداءهم سيئ.
 
■ وماذا عن أداء رئيس مجلس النواب؟
 
- لا أريد أن أعقد مقارنه برؤساء سابقين، ولكن هناك تطورا واكتساب خبرة بين أول جلسة وآخر جلسة، ولكن هذا التطور جاء بالسلب، حيث حاول تمرير أكثر من قانون بطريقة غير لائقة.
 
■ كيف ترى نتائج مؤتمرات الشباب بين السيسى وشباب الأحزاب والقوى السياسية؟
 
- هذه اللقاءات استطاعت أن تهدم الجدار ما كان موجودا بين رئيس الجمهورية والشعب، حيث لم يسبق أن يقترب الحاكم من المحكوم إلى هذه الدرجة منذ عقود، وأصبحت هناك قنوات اتصال مفتوحة بين الشباب ورئيس الجمهورية، وهى خطوة جيدة، ولا بد من المحافظة عليها، حيث تعد نقطة تحول تاريخية، وأدعو الشباب للحفاظ على هذه المكاسب، وان يستمروا فيها.
 
■ كيف ترى العلاقات المصرية السعودية؟
 
- السعودية كانت لها دور كبير، ومساعدات كثيرة للدولة المصرية عقب 30 يونيو، ولكن لا يخفى على أى شخص أن الفترة الماضية شهدت توترا فى العلاقات، وذلك بسبب أن مصر بدأت فى اتخاذ موقف مستقل ومغاير للإدارة السعودية، وأعتقد أن هذا هو سبب الخلاف، وللأسف فكرة معرفة ما يحدث فى الاجتماعات الرسمية بين الجانبين لا تحدث، ولكن خلال الأسابيع الماضية حدث أكثر من لقاء وعادت العلاقات لطبيعتها.
 
■ كيف ترى أزمة قطر مع بعض الدول العربية؟ وهل سيكون هناك حل على المدى القريب؟
 
- لا أعتقد أن هناك حلا قريبا لهذه الأزمة، وستستمر خلال الفترة المقبلة، ولذلك لجأت قطر للتعاون مع بعض الدول، كتركيا وإيران، بديلا عن العلاقات الخليجية، حتى تفتح لها بابا للتعاون الاقتصادى لتقليل خسائرها، فاستمرار الحصار ليس فى مصلحة قطر، بجانب أن مصر هى المستفيد الأكبر من استمرار هذا الوضع فى ظل إيواء قطر لقيادات الجماعة الإرهابية والذى يعد تضييقا للخناق عليها.
 
ولا أعتقد أن الفترة المقبلة سيكون هناك تصالح مع قطر، وكذلك جماعة الإخوان رغم الضغوط الدولية من الدول الأكثر نفوذا فى العالم، حيث لا يوجد مسئول فى مصر بما فيهم رئيس الجمهورية قادر على إجراء هذه المصالحة فى ظل سقوط ضحايا من المواطنين والجيش والشرطة بشكل شبه يومى فمن مصلحة هذه الدول أن تستمر مصر فى حالة من التخبط والمشاكل والصراعات الداخلية، حيث أن خروج مصر من مشاكلها الداخلية، وبناء مؤساستها كما يحدث اليوم، وعن احتلال القوات المسلحة المركز العاشر عالميا، والأول عربيا يعد مصدر إزعاج لهذه الدول خاصا إننا تفوقنا عسكريا على إسرائيل، وهذا ليس فى مصالحها.
 
201707240913561356
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق