حسن راتب لـ«صوت الأمة»: السيسى هو أول رئيس لمصر بعد عبد الناصر يهتم بالحركة التعاونية

السبت، 19 أغسطس 2017 08:19 م
 حسن راتب لـ«صوت الأمة»: السيسى هو أول رئيس لمصر بعد عبد الناصر يهتم بالحركة التعاونية
حسن راتب
حوار / أسماء أمين

حجم استثمارات مؤسسة إبداع 150 مليون جنيه.


أخصص 90% من استثماراتي لتنمية سيناء

رغم خسارتي فى "المحور لم أعرضها للبيع ..  لكنى أفكر فى إدخال شركاء لأن الأعباء كثيرة

لن نستطيع التصدي للتحديات إلا بوجود  رؤية اجتماعية واضحة

ومين  في مصر يوافق على دعم بنزين السيارات الفارهة للسفارات الأجنبية

قال رجل الاعمال حسن راتب لـ" صوت الأمة " أن أخطر ما تعرضت له ثورة يناير هو أننا بدأنا نفقد الدولة، وهذا شىء خطير، ولذلك نحن الآن فى حاجة إلى التوحد خلف قيادة الرئيس السيسى،  الذي أدرك الخطر مبكرا وتصدى له بكل قوة منذ اللحظة الأولى، وسانده فى ذلك القوات المسلحة والشرطة اللتين تقدمان شهداء للوطن يوميا.

حسن راتب

من وجهة نظرك ما هى الإجراءات نحو تثبيت أركان الدولة المصرية؟

عدم الانسياق وراء أفكار تحت زعم الاختلاف والثورة والآراء الحرة، حتى لا يضيع منا الوطن فى خضم أفكار دخيلة علينا، فيجب أن نلتف حول القيادة وندعمها، وليس هذا يعنى عدم الانتقاد، لكن يجب أن يكون نقدا بناء يهدف الإصلاح، فعندما يعطى الراعى أذنه للرعية، فعلى الرعية أن تقول كلمة صدق أو تصمت، وهذا ليس رياءً أو تطبيلا.

وأقولها أمام الله، ضياع الدولة يعنى ضياع الجميع، فنحن أمامنا تحديات كبيرة داخلية وخارجية، ونمر بمرحلة صعب نطالب فيها بوحدة الصف وبترسيخ قواعد العمل الجماعى، ولا بد أن نكون على مستوى التحديات الموجودة.

 

 من وجهة نظرك.. كيف نحافظ على الدولة المصرية؟

 أخطر ما تعرضنا إليه فى ثورة يناير هو أننا بدأنا نفقد الدولة، وهذا شىء خطير، ولذلك نحن الآن فى حاجة إلى التوحد خلف قيادة واعية، ونؤكد أن القيادة الحالية وطنية رشيدة ومخلصة وهبتها الأقدار إلى الأمة فى ظروف صعبة ، كانت هناك تيارات دينية وأخرى سياسية، وأناس يعملون لحساب الآخر، وكان هناك مخطط صهيونى كبير يريد أن يقسم هذه الأمة إلى دويلات، حتى تصبح إسرائيل هى الدولة الحاكمة فى هذه المنطقة، فخريطة الشرق الأوسط كانت تقسم مصر إلى خمس دول: النوبة وبحرى وقبلى، القاهرة والدلتا، فما هذا الهراء والعبث؟

 

تأخذ الدولة بعض القرارات الاقتصادية التى تؤثر بالسلب على المواطن، فتزيد عنده الشكوك حول صحة المسارات الاقتصادية؟

- التحديات الاقتصادية واضحة، لكن دائما القرارات الاقتصادية تحتاج لأن يكون معها رؤية اجتماعية، فيجب أن نتعامل مع آثار تلك القرارات المهمة على المجتمع، فلا بد من قرارات أخرى لعلاج آثار القرارات المتخذة كى لا يصبح الأداء منقوصا، وعلى صانع القرار عندما يتخذ قرارا اقتصاديا يؤثر على المجتمع أن يتخذ قرارا آخر يخفف من هذه الآثار ، كان التأجيل ليس له معنى أو مبرر، وإن نم عن شىء فإنه ينم عن عدم إدراك ووعى للمعايير الاقتصادية الحاكمة للتقدم الاقتصادي فى العصور السابقة، ومين يوافق على دعم بنزين السيارات الفارهة للسفارات الأجنبية بمصر.

1 (8) (1)

 كيف ترى قرار زيادة الفائدة؟

- من الذى يقول إن الفائدة ترتفع إلى 20 و%22 فهذا خطأ جسيم على مناخ الاستثمار، لن يستثمر أحد مادامت الفائدة مستمرة بهذا الرقم، فهى قرارات ضارة بمناخ الاستثمار، فكلما زادت الفائدة على رأس المال زاد الكسل فى الأداء والإنتاج، الذى فكر فى هذا القرار لم يراع أشياء كثيرة، وأطالب  محافظ البنك المركزى  مراجعة هذا القرار ومعالجة الآثار السلبية المترتبة عليه .. علينا أن نرى كم تبلغ فائدة الدولار واليورو فى دول متقدمة اقتصاديا، لأن الفائدة الكبيرة أحد المخاطر الكبيرة على الاستثمار والضارة على البيئة الاستثمارية.

 

برأيك ما روشتة دفع حركة الاقتصاد فى مصر؟

- نحتاج إلى  دعم مناخ الاستثمار، فمازلنا حتى الآن وبعد القانون الجديد نتناقش حول اللائحة التنفيذية التى لم تصدر.. لماذا نتأخر كل هذا الوقت، ونحن ليس لدينا رفاهية وقت، الاقتصاد المصرى به «علة» لا بد أن يتم علاجها، وتأخرنا ثلاثة أشهر فى إصدار اللائحة «وده يعطل الدنيا».

 

ما موقف مشاريعك فى سيناء ولماذا قصدت سيناء للاستثمار؟

- %90 من استثماراتي فى سيناء، أنا ذهبت هناك وكان لدى رسالة، فنحن جيل ولد مع ثورة يوليو وكبرنا بشعاراتها، وصحينا على كابوس 67، وكان أصعب شىء هو أن تحلم.. كنت وقتها فى سلاح المهندسين عندما دخلنا حرب 73 وعشنا المعركة فكانت سيناء بداخلنا وأصبحت خاطرا قوميا، فكان لا بد أن نهتم بها بعد الانتصار.. أخذنا ثقافتنا من العقاد فى العبقريات ومن عبد الرحمن الأبنودى فى التراث الشعبى، حيث كان يجلس على الشاطئ فى السويس من وقت الهزيمة حتى الانتصار وغنى للوطن، وهذا الذى شكل وجداننا، وعندما رجعت من المهجر، الذى قضيت به 10 سنوات لم أكن أفكر فى استثمار، بل فى الذهاب إلى سيناء لنعيش بالجزء، الذى غاب عنا رغم أنى من مواليد محافظة الجيزة، وكنت أول مرة أذهب إلى سيناء بعدما عدت من السعودية لبناء قرية «ياميت»، التى دمرتها إسرائيل، وكانت هناك مبادرة لإنشاء مدينة الفيروز تبنتها جريدة الأهرام فى الثمانينيات، وتبرعت لقرية الفيروز بدلا من ياميت وقتها بـ10 آلاف دولار ولم تبن الفيروز وخلص الموضوع.. وبعد عودتى إلى مصر استقبلني محافظ سيناء منير شاش، وهو من أعظم المحافظين الذين قابلتهم، وأقنعني المحافظ بأن أبنى قرية على البحر، وهى «سما العريش»، وهى ليست مجرد قرية سياحية وأصبحت بها الجامعة.

 

بخصوص التنمية فى شمال سيناء، هل قانون تملك الأراضي بسيناء سبب فى تعطيلها؟

- أسباب عدم التنمية فى سيناء هو أن الحكومة تتعامل مع سيناء مثلما نتعامل مع العاشر من رمضان، بل أسوأ وهذا لا يجوز، فمتر المياه يكلفنا فى سيناء 20 جنيهًا وفى العاشر من رمضان يكلفنا جنيهين، فلا بد من دافع وميزة نسبية للذهاب للاستثمار فى سيناء، وبسبب ذلك لم يذهب إلى شمال سيناء سوى مستثمر واحد، لكن الجنوب به كثير وشىء رائع كمدينة شرم الشيخ، لكنه شريط ضيق وليس لها حدود مع الآخر مثل الشمال، فالتنمية ليست سياحة فقط صناعة وزراعة، وإذا أردنا أن ننمى سيناء بشكل حقيقى فيجب الاهتمام بالشمال.

1 (8)

برأيك.. ما أهم القرارات التى يجب أن تتخذ لدفع حركة التنمية فى سيناء؟

- أولا: إعادة النظر فى الفاقد والتالف، فليس مطلوب من القيادة السياسية أن تفعل كل شىء، أين دور الحكومات ووزارة الرى.

ثانيا: مشاركة واندماج أبناء سيناء فى التنيمة وإيجاد خريطة استثمارية حقيقة لسيناء بما تملكه من سهول ووديان وجبال شواطئ وتعدين، فهناك أكثر من 23 مادة حيوية للصناعة موجودة فى سيناء، ويوجد نحاس ومعندناش حد يستخرجه، والحجر الجيرى، ولدينا أفضل أسمنت فى العالم موجود فى سيناء لأن الحجر الجيرى نقى، ونحن نصدر رمل زجاجى وأحجار رخام، ونستوردها مرة أخرى مصنعة بقيمة أعلى.

الظروف فى سيناء ليست سهلة، لكننا مازلنا نطور فى الصناعة، ونبنى فرعا جديدا للجامعة فى القنطرة شرق به كل الكليات، وأنا أعمل وأؤمن بالقضية، لكن الاستثمار قائم على الفرص، وقد يكون ليست أفضل الفرص فى سيناء نتيجة أن الحكومة ليست داعمة لحركة الاستثمارات هناك.


ما القطاعات الجديدة التى ستوجه لها استثماراتك الفترة المقبلة؟

- فى يناير الماضى وجهت ثلث رأس مالى للعمل الخيرى، وأسست مؤسسة إبداع وبعد جلوسى مع أولادى كانوا متحمسين لذلك الأمر، وبدأنا العمل فى مشروعات جميلة، واكتشفنا «الجريمة» عندما اطلعنا على الدراسات الخاصة بالجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لنعرف ما نستورده، فعلى سبيل المثال نستورد بـ800 مليون دولار فرش دهان ،وبدأنا نتعامل مع الخارج وإنشاء تلك المصانع وتواصلت مع الشباب وعلمت اتفاقية مع البنك الأهلى لعمل حضانات، كل حضانة مكونة من 10 مصانع كمحاولة لتقليل الضغط على الدولار، والمؤسسة ستبدأ بـ10 مصانع صغيرة ومتوسطة بمنطقة محور قناة السويس، يتبعها 10 مصانع بالصعيد، و10 مصانع فى منطقة بئر العبد فى شمال سيناء، وهم أول 30 مصنعًا نبدأ بها من أموال مؤسسة إبداع باستثمارات نحو 150 مليون جنيه.

 

هل يوجد تدعيم من قبل القيادة السياسية للحركة التعاونية؟

القادم أفضل ومبشر لأن الرئيس عبد الفتاح السيسى، هو أول رئيس لمصر بعد الزعيم جمال عبد الناصر يهتم بالحركة التعاونية، فهو يعلم بثقافته ووعيه الوطنى قيمة التعاونيات، ويدرك أهمية دعمها والاستناد إليها كشريك أساسى فى التنمية الشاملة، التى يستهدفها، كما يعلم الرئيس أن التعاونيات فى مصر ليست كيانًا هشًا ولا هى جمعيات ضعيفة، وإنما هى قطاع ضخم وحركة شعبية من خلال أكثر من 12 ألف جمعية تضم نحو 18 مليون عضو.

 

هل الاستثمار فى الإعلام لا يدر ربحًا، فهل تفكر حاليا فى بيع قناة المحور فى ظل ما نشهده من حركة فى سوق الإعلام؟

- أى مشروع اقتصادي له وجهان، الأول الجدوى الاقتصادية والثانى هى القيمة الاجتماعية، فهناك مشروعات يجب البحث عما تقدمه للمجتمع مثل جامعة سيناء، وكاليفورنيا بأمريكا ، وكان يجب أن يكون لسيناء جامعة، ولذلك أنا اهتممت بالأمر وبالقيمة أكثر من الجدوى، وكذلك جزء دينى وهو حديث النبى (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) والثلاثة موجودون بالجامعة.، من أول سنة أعطيت منحًا مجانية وتخفيضات فى الدراسة ودخول أبناء البدو الجامعة بالمجان، واعتمدت 42 مليون جنيه  فى 2016/2017، موجهة للمنح، ولا يوجد جامعة تعطى منحًا بهذه المبالغ، ويوجد بها 10 آلاف طالب، والمحور عندما بدأنا بها فى عام 2001، وبدأنا بثا رسميا 2002.. إحنا موجودين فى السوق لمدة 15 عاما، و«15 سنة باخسر».

 

رغم الديون لماذا لم تفكر فى بيعها؟

- لم أفكر فى البيع، لكنى أفكر فى إدخال شركاء معى لأن الأعباء كثيرة، ولن أستطيع أن أتخلى عن رسالة القناة التنويرية، فالمحور أخطر من الجامعة لأنها تخاطب عددا أكبر من الناس قد يصل لـ200 مليون متلق فى مصر والعالم العربى بأكلمه، والحفاظ على عنصر الزمن ورسالتى ومهنيتى عنصر مهم، وكان ممكن أكسب بالإثارة، وكان ممكن أبيع المحور لناس تدخل لكى «تغسل» فلوسها، وأبيعها لناس لها توجهات سياسية معينة ضد الدولة.

والتفكير فى البيع غير وارد، لأنه بيع لاسمك وتاريخك، والمحور ثوابتها واضحة ونحن نهتم بالمهنية، وقلت ذلك فى حلقتى مع الدكتور محمد الباز فمهما اختلفنا مع أحد لن نحاربه، وليست قضية ثأر، والمذيع ليس قاضيا، وخالد صلاح أكثر واحد يعجبنى فى مهنيته، وأجمل  الحوارات التى أجريتها فى حياتى كانت مع  خالد صلاح، وقلنا كلامًا فى منتهى الجرأة.

وخريطة الميديا ستتغير فى 2018، وسنشهد اختفاء أشخاص موجودين حاليا وناس موجودة ستكبر، وأنا أزعم أن المحور ستكبر وتعظم الفترة القادمة، لأنها موجودة منذ 15 سنة وقائمة على ثوابت ولن نفرط بها مهما كان الثمن، ولو مقدرتش على مصارفيها أهون عليّ إغلاقها بدل بيعها، لكن أتمنى إدخال شركاء عليها، وتطويرها ورجوعها كشبكة مرة أخرى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق