آية الله السيستاني يدين انتهاك تركيا لسيادة العراق
الجمعة، 11 ديسمبر 2015 11:28 م
أدان المرجع الشيعي الكبير اية الله علي السيستاني في خطبة الجمعة، دخول قوات تركية الى العراق دون موافقة الحكومة المركزية وطالب بـ "احترام سيادة" العراق وتطبيق القوانين الدولية.
وقال أحمد الصافي الوكيل الشرعي للسيستاني في خطبة الجمعة من مدينة كربلاء جنوب بغداد: "ليس لأي دولة ارسال جنودها الى أراضي دولة أخرى بذريعة مساندتها في محاربة الارهاب ما لم يتم الاتفاق على ذلك بين حكومتي البلدين بشكل واضح وصريح".
وأضاف: "هناك قوانين ومواثيق دول تنظم العلاقة بين الدول واحترام السيادة بين الدول، وعدم التجاوز على أراضيها".
وتشهد العلاقات بين بغداد وأنقرة توترا بسبب نشر تركيا مئات الجنود والدبابات الاسبوع الماضي في بعشيقة قرب مدينة الموصل، شمال العراق.
وذكر الصافي بأن "المنطقة تشهد مخاطر عديدة واهمها خطر الإرهاب (...) لزاما على دول المنطقة تنسيق خطواتها وتتعاون فيما بينها للقضاء على العدو المشترك وهو الارهاب وتتفادى التسبب في اي مشاكل تضر بتحقيق هذا الهدف المهم".
وقام العراق بدوره بسلسلة اتصالات مع المجتمع الدولي من أجل استصدار قرار من مجلس الأمن يدين "الانتهاك التركي للسيادة العراقية" بهدف معالجة الأزمة ودفع تركيا الى سحب قواتها من شمال العراق.
وشدد الصافي على أن "الحكومة العراقية مسؤولة عن حماية سيادة العراق وعدم التسامح مع اي طرف يتجاوز عليها مهما كانت الدواعي والمبررات وعليها اتباع الاساليب المناسبة في حل ما يحدث من مشاكل لهذا السبب".
كما طالب ممثل المرجعية السياسيين العراقيين بتوحيد موقفهم بما يخدم "مصلحة العراق وحفظ استقلاله وسيادته ووحدة اراضيه".
وأمهلت السلطات العراقية القوات التركية، 48 ساعة للانسحاب من الأراضي العراقية لكن انقرة لم تسحب قواتها رغم انتهاء المهلة.
وفي وقت لاحق من يوم الجمعة، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن قواته ستبقى في العراق بحسب "اتفاق" تم التوصل إليه مع السلطات العراقية، مشيرا إلى وفد أرسل إلى بغداد "عاد بهذا الاتفاق"، من دون اضافة أي تفاصيل.
وأكد مكتب رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن الطرفين اتفقا على "اعادة تنظيم" القوات التركية.
ولم تؤكد السلطات العراقية حتى الساعة هذه المعلومة.
وكانت تركيا وعدت على لسان وزير خارجيتها الجمعة بانها تاخذ في عين الاعتبار "المخاوف" العراقية.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو "من واجبنا ان نأخذ في الاعتبار مخاوف الحكومة العراقية".
واضاف خلال مقابلة مع شبكة "ان.تي.في" التركية الاخبارية، ان "هذا المعسكر يقع في منطقة قريبة جدا من المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية".
واوضح بانه "منذ بدأنا المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، تزايد التهديد ضد تركيا وضد قواتنا في الميدان. ومن واجب الجمهورية التركية تأمين سلامة قواتنا".
وتشهد العلاقات بين بغداد وانقرة توترا شديدا منذ ان نشرت تركيا مئات الجنود والدبابات في بعشيقة ما اعتبرته بغداد انتهاكا للسيادة في حين تؤكد تركيا ان الهدف هو تدريب عراقيين على قتال تنظيم الدولة الاسلامية.