الحاجة «مني» لـ الرئيس السيسي: «عاوزه اتعالج واقعد في شقة» (فيديو وصور)

الأحد، 20 أغسطس 2017 07:42 م
الحاجة «مني» لـ الرئيس السيسي: «عاوزه اتعالج واقعد في شقة»  (فيديو وصور)
الحاجة مني
كتبت فاطمة ياسر تصوير صلاح الرشيدي

«طرقات ضيقة.. محال متهالكة.. ومبني قد تتساقط منها أجزاء على المارة».. هذا هو حال الطرقات في حارة «السرجة» بمنطقة عبود، على بعد كيلو مترات من العاصمة، وبجوار موقف «عبود» طريقًا ضيقًا جامع من الباحثين عن الرزق شتاتا.. فما بين من يفترشون شارعً لا يتجاوز عرضة السم والمحال المتهالكة أجمع آلاف المصريين في مجموعة من الحارات المتجاورة -غلابة القاهرة.

«حارة السرجة».. شارعًا ضيقًا على جهة اليمين قهوة صغيرة تحتضن إحدى نواصي الحارات، أمامها يسكن بائع الكشري -عربة رجل سريح- وعلى الجهة المقابلة لهم، محلا متهالكا تصدر منها روائح شتى، وعلى أبوابة مجموع من العلب المعدنية التي تشعر وكأن الصدء تملك منها ولوحًا زجاجيًا تملاءه بقاع الزيت، وأعلى المحل الذي لا تتجاوز مساحته (متر في متر) -وكأنه تربة- لافتة خشبية كتب عليها «سرجة الغلابة»، وأسفلها مجموعة من منتجاتها.

وعلى الجهة المقابلة «للسرجة»، محل أخر أهانه الزمن وقد ترك علامات على جدرانه، ومن بعيد ترى قلب المحل ينفس النار، وكأنه تنينا يرهب القادمين إليها، بعد الاقتراب منها، ترى رجلًا يسبح في العرق يمسك بيده قطعة معدنية تنفس النار -حداد المنطقة- الذي يحاصر الحارة الضيقة.

منازل ملتصقة بجوار بعضها البعض، شبابيك المنازل قد يتمكن قاطنيها من تبادل احتياجاتهم اليومية، وإذا ما كانت إيطاليا تملك برج «بيز المائل»، فـ«حارة السرجة» تملك أكثر من 20 عقارا مائلة يستندوا على بعضهم البعض حتى لا ينهاروا –تعاون غير مسبوق بين الوحدات السكنية- وبعد نحو 15 دقيقة سير في تلك الحارة المتهالكة، ترى على يدك اليمنى منلًا مكون من نحو 5 طوابق، لا تكفي كلمة تهالك للتعبير عنه.

عقب أن تدخل من مدخل العقار رقم 10 الذي تحتاج أن تنزل له نحو درجتان، ترى سلما متهالكا من الجير، لا يوجد به عازل يمنع الصاعدين من السقوط -دربزين- حارب محرر «صوت الأمة» الخوف وبدأ رحلة الصعود إلى الطابق الرابع، إلا أن السلم الصغير كاد أن يتسبب له في السقوط أكثر من مرة، فعرض السلم قد لا يتجاوز الـ40 سم.

وبعد رحلة المشقة التي تكبده «محرر صوت الأم»، وجد نفسه واقفًا أمام بابا متهالك، لونه بني، لا توجد به مقابض، يزينه شريطًا خشبيا ضعيفا درجة البني به أغمق قليلًا، وتملاء الباب مجموعة من الثقوب، يستخدمها أهل المنزل في التعرف على القادم لهم -مش عين سحرية والله.

_DSC0016

45 مترًا- هذه هي مساحة العقار، فما أن تدخل من باب المنزل حتى ترى، «كنبة صغير» يلتصق بها سريرا، وعلى يمينها حجرتان مظلمتان، لا تتجاوز مساحتهما الـ2 متر، أنهم الحمام والمطبخ، لا يوجد لهما باب، وأنهم استخدم أهل المنزل «ملاية» لحجب الحمام، وعلى اليسار غرفة صغير لا يوجد بها سوى سرير وبلكونة، أم عن الأرض فلا يحجبها شيء، فقد ترى التهالك بين فراغات البلاط المشابه لكسر المنازل.

وفي صالة الشقة الصغيرة تجلس «منى فراج تايب»، سيدة العقد السادس، تلك السيدة السمينة، التي أصابه الصغر، فهي تحتاج إلى «مشاية أطفال» كي تستطيع أن تتجول في منزلها الصغير، بالإضافة إلى مساعدة أبنائها.. ترتدي جلبابا أزرقا منزليًا، وخمارًا مزرقش بين الأبيض والأسود.. وبين الحين والأخر تضغط على قدميها من شدة الآلم، فقد أصابة إحدى قدميها كسرًا في الفخذ وكسرًا في الحوض.

 

تقول «فراج»: "عملت عملية في شهر 1 سنة 2016..ومقدرش اتحرك ولا انزل علي السلم لوحدي لازم ولادي يجي يشلوني ويحطوا فيا".

وتكمل، "جوزي طفش من 17 سنة وسابني انا وواولادي الرجالة عشان ميصرفش علينا، تعبت في حيتي وشقيت علي أولادي عشان اكبرهم وأعلمهم،  وربنا قدرني وكبرتهم ابني بيشتغل والتاني قاعد بيا".

وتشير،  «تعبانه في حياتي خالص والله وأولادي تعبوا من خدمتي ومبقوش يقدروا يشلوني ويحطوا فيا تعبتهم كتير نفسي ارتاح وريحهم معايا".

وتوجه الحاجة مني  ندائها للريس عبد الفتاح السيسي، قائله: "يا ريس يارب يخليك عوزة شقة دور أرضي عشان أقدر أنزل بدون ما اتعب أولادي، الله يخليك يا ريس نا تعبانة ومش عرفة لانزل ولا اطلع"..

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق