بعد حوادث الدهس والطعن.. كيف تواجه أوروبا الهجمات الإرهابية؟

الأحد، 20 أغسطس 2017 09:34 م
بعد حوادث الدهس والطعن.. كيف تواجه أوروبا الهجمات الإرهابية؟
جانب من حادث دهس فى أوروبا
يحيي ياسين

يبدو أن أوروبا تشهد موجة شرسة جديدة من الهجمات الإرهابية، والذي يطلق عليها الذئاب المنفردة باستخدام وسائل الدهس والطعن، وعلى إثرها انتابت حالة من القلق والتوتر أرجاء القارة العجوز، فبعد تعرض أربع دول لهجمات دهس إرهابية بأوروبا واستراليا، خلال اليومين الماضيين، فقتل ثلاثة مواطنين، وجرح 17 آخرون في حوادث طعن منفصلة بمدن «توركو الفنلندية، ووتربال بألمانيا، وسورجوت الروسية،» فيما قُتل 14، وأصيب 130 في حادثي دهس«ببرشلونة، وكامبريلس» في إسبانيا.

وشهدت العديد من دول العالم على مدى ثلاثة أعوام سابقة عمليات دهس، وطعن لمدنيين أطلق على مرتكبيها مُسمّى «الذئاب المنفردة»، لحدوث تلك الاعتداءات بواسطة أفراد.

تشديد أمني تشهده وزارات الداخلية في أوروبا بعد ازدياد ملحوظ في عدد الهجمات الإرهابية، حيث تعرضت إسبانيا وفنلندا لثلاث حوادث دهس وطعن، قتل وأصيب فيها العشرات، وكذلك برشلونة المدينة السياحية الهادئة  تملأها دوريات الشرطة الشوارع ضبطا لأي خلل أمني قد يحصل، وبحثا عن خيط قد يقودهم إلى منفذ هجوم الدهس أو أية خلايا إرهابية.

هجوم لم يفق بعد الأسبان من صدمته، والذي يعد الأول منذ عام 2009، اذ نجحت الشرطة الاسبانية خلال السنوات الأخيرة بتفكيك خطط وهجمات وخلايا إرهابية قبل حدوثها، وهذا يفسر طبيعة المعادلة الأمنية التي تفيد بسهولة تخطيط وتنفيذ الهجوم في مقابل صعوبة منع الهجمات وضرب خطط الإرهاب.

سؤال بات يطرح في أروقة أجهزة الأمن الأوروبية وسط اعتراف ضمني بثغرات وسوء وتنسيق حول قضايا الإرهاب أوروبيا، "«كيف نحمي مدننا من خطر الإرهابيين؟».

يأتي ذلك تزامنًا مع انتشار ما يسمى الإرهاب السهل والرخيص، كون الإرهابي لم يعد يحتاج سوى لمركبة تدهس المارة في مكان عام، أو سكين يطعن فيه أكبر عدد ممكن من الأشخاص، يلوذ بعدها بالفرار، ولا يمكن النظر إلى الهجمات الإرهابية هذه بمعزل عن ظاهرة المقاتلين الأجانب العائدين من مناطق احتلال داعش بعد هزائمه المتكررة في سوريا والعراق وليبيا.

اتهامات تواجه حكومات الدول الأوروبية، واسعة  لعجزها على اعتقال هؤلاء العائدين، بسبب قيود قانونية تخص عدم وجود أدلة دامغة بشأن إثبات مشاركتهم في أعمال عنيفة بالشرق الأوسط، وهو ما يضعهم فقط تحت المراقبة التي لا تكون ناجحة أحيانا في إحباط أي هجوم محتمل.

لا تنحصر الجهود الأمنية بمراقبة وتأهيل هؤلاء بل يتعدى ذلك إلى مراقبة آلاف آخرين ممن تعاطفوا وتأثروا بالدعاية الإعلامية لداعش ليكونوا قنابل موقوتة لتنفيذ هجمات اصطلح تسميتها بهجمات الذئاب المنفردة.

يبحث داعش إذا عن ما يعتبره نصرا في هجمات لا تتطلب حرفية في التنفيذ .. لكن الوقائع والواقع وفق خبراء تقول عكس ذلك وما هذه الهجمات إلا نتيجة طبيعية لانهيار معقل التنظيم وفروعه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة