أيمن الشمال

الإثنين، 21 أغسطس 2017 01:29 م
أيمن الشمال
صبرى الديب

 
أتعجب كثيرا لأمر الذين مازالوا يثقون في حديث "أيمن نور" وما تبثه "قناة الشرق" التي يرأس مجلس إدارتها، على الرغم من تاريخه "الشمال" الملوث و المُتخم بالكذب والتزوير وخداع الرأي العام، استنادا إلى انضمامه الدائم إلى صفوف المعارضة، التي حوت على مدار تاريخها كثيرا من الرموز الوطنية الشريفة، وهى منه براء.
 
وحتى لا يتهمني أحد بالتجني في حق "أيمن الشمال" تعالوا معا نعود إلى الوراء 30 عاما مضت، وتحديدا إلى وقائع جلسة مجلس الشعب المصري التي عقدت في الـ 20 من فبراير 1987، والتي تعد بالفعل الأعنف ولا أكثر سخونة على مدار الحياة البرلمانية المصرية، حينما تقدم 4 من نواب المعارضة في ذلك الوقت بـ 4 استجوابات لوزير الداخلية "زكى بدر" حول تجاوزات الأجهزة الأمنية، تحت ستار قانون الطوارئ، استناداً إلى معلومات وصور وموضوعات تعذيب داخل أقسام الشرطة نشرها الصحفي بجريدة الوفد "أيمن نور" في ذلك الوقت.
 
واذكر أنني كنت أتابع أحداث تلك الجلسة داخل مقر نقابة الصحفيين القديمة، مكان المقر الحالي، حيث توقعت ألاّ يمر الاستجواب بسلام، خاصة أن وزير الداخلية "زكى بدر" كان يُعد الأقوى في حكومة الدكتور عاطف صدقي، وكان الجميع يخشون الاقتراب منه، نظر لشخصيته العنيفة ولسانه الحاد.
 
وبالفعل، فاجأ وزير الداخلية النواب والشعب، وبدأ الرد على الاستجوابات بهجوم شديد على فؤاد سراج الدين ، رئيس حزب الوفد في ذلك الوقت، وبدأ في قراءة تفريغ لحوار مسجل، دار بين "أيمن نور" والصحفي "مصطفى بكرى" تناول خلاله عبارات تمس شخص سراج الدين.
 
واندفع الشيخ "صلاح أبو إسماعيل" معترضا على ما يعرضه الوزير، إلا أن "بدر" نهره مهددا إياه بفتح ملف "اتجاره بالعملة" واستمر في هجومه على سراج الدين وحزب الوفد، وعرض شريطًا اتهم فيه أيمن نور، الذي وصفه بأنه "واد طرى" بفبركة موضوعات صحفية تتعلق بتعذيب وزارة الداخلية للمعارضين، وعرض صورًا وتسجيلات تؤكد ذلك.
 
وهو ما قابله النواب "مصطفى برهام، وعلى سلامة، وصلاح أبو إسماعيل" بهياج واعتراض شديد، انتهى باندفاع النائب "طلعت رسلان" من مقعده نحو الوزير ، وصفعه على وجهه قائلًا: "إخرس يا كلب" مما دعا الوزير إلى رد الصفعه للنائب والانحناء سريعًا وخلع حذاءه في محاولة لضربه.
وسادت القاعة حالة من الهرج والمرج ، مما دفع رفعت المحجوب رئيس المجلس إلى التدخل سريعًا، وطرد طلعت رسلان من الجلسة، وإغلاق باب المناقشة، وهى الواقعه التي تم على أثرها رفع الحصانة عن رسلان.
 
وهج الوسط الصحفي فور انتهاء الجلسة اعتراضا على اتهام الوزير لأحد أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين بالتزوير، وبدأ جموع الصحفيين في التوافد على النقابة، وفاجأ "أيمن نور" الجميع بالحضور باكيا، مؤكداً أنه جاء للاحتماء في النقابة من بطش الوزير.
 
ووسط تعاطف مهني مع نور، خرج الصحفي "محمد الشربينى" الذي كان يعمل بقسم "الديسك" ، في جريدة الوفد من وسط الصحفيين صارخا ليفجر مفاجأة، حيث وقف على المنصة باكيا ومُقسما بأغلظ الأيمان أن كل ما ذكره الوزير صحيحا، وأنه كان "شاهد عيان" على فبركة أيمن نور لموضوعات وصور التعذيب، وأنه عندما اعترض على ما يقوم به "نور" تم طرده من الجريدة.
 
والغريب في الأمر، أن الرأي العام تعاطف مع "أيمن الشمال" فى ذلك الوقت لموقفه من عنف وسلاطة لسان زكى بدر.
 
كما تعاطف الرأي العام أيضا مع "أيمن الشمال" في قضية التوكيلات المزورة ، الخاصة بتأسيس حزب الغد، على الرغم من ثبوت إدانته، لموقف الرأي العام من النظام، واضطهاده للمعارضة
 
للأسف، إن تاريخ "أيمن الشمال" متخم بالتجاوزات والفساد، وسار دائما على هذا النهج، ورغم ذلك مازال الكثيرون يتعاطفون ويصدّقون ما يبثه من أكاذيب، على اعتبار أنه "معارض" والمعارضة منه برأ. 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق