الكحلاوي.. حداد نار يتحدى الإعاقة ويدعو الشباب للعمل والانتاج

السبت، 26 أغسطس 2017 06:00 م
الكحلاوي.. حداد نار يتحدى الإعاقة ويدعو الشباب للعمل والانتاج
الكحلاوي حداد نار يتحدى الإعاقة
أسيوط ـ محمود عجمى

بابتسامة تحمل في طياتها دفء الأمل والعمل ارتسمت علي وجه "الكحلاوي علي مصطفى" يتحدى إعاقته التي أصابته في الساق اليسرى منذ أن كان طفلا ، في العمل بمهنة "حدادة النيران" أو "حداد كور" ليضرب مثالًا بأن الإعاقة ليست إعاقة الجسد؛ بل إعاقة الفكر والإرادة.

"الكحلاوى علي" حداد نار، يخرج من بيته في الصباح الباكر كل يوم متوجها إلي ورشة الحدادة، لمزاولة عمله الشاق، وسط شظايا النيران الخارجة من الفرن ليقوم بالطرق علي الحديد وهو ساخن وإعادة تشكيله وتصنيعه بالطريقة التي يريدها غير عابئ إعاقته في الساق اليسري والتي قهرها بالإرادة والنشاط والعمل والتي افتقدها الكثير من الشباب ليستطيع الإنفاق علي نفسه وأسرته.

ويروى الكحلاوى علي مصطفى بداياته قائلا ، أُصبت بمرض شلل الأطفال، في الساق اليسري منذ أن كنت صغيرًا، وعندما كبرت والدي أدخلني مدرسة ابتدائي،  ثم إلي ورشة حدادة واشتغلت صبي حداد نار، وعلمني أصول المهنة حتى أتقنتها، وما ساعدني على ذلك هو إرادتي في تحدى الإعاقة وحبي في العمل.

ويضيف "الكحلاوى": أستيقظ يوميا كل صباح و الذهاب إلي ورشة الحدادة بمدينة أسيوط، من الساعة الثامنة صباحًا، وحتى الساعة الثامنة مساء، والعمل علي صناعة أدوات حرث الأرض البسيطة التي يستخدمها الفلاح من مناجل وفئوس ومحشات الزرع، علي الرغم من إصابتي بشلل الأطفال في الساق اليسرى، وصعوبة العمل في الحدادة التي تحتاج إلي قوة بدنية في إذابة الحديد.

وتابع الكحلاوى، تعتبر مهنة الحدادة هي مصدر رزقى حيث كان أول أجر يحصل عليه في اليومية هو "تعريفة" أو نصف قرش، وكان عمره آنذاك 6 سنوات، بعدها زادت أجرة اليومية إلي 30 قرشا في الأسبوع، وفي السنوات الأخيرة  أصبحت أجرة اليومية 20 جنيها. 

ولفت، أصبحت ورش "حدادة النار" مهددة بالانقراض نظرا لإقبال المواطنين علي شراء الأدوات والمعدات الصينية المستوردة من الأسواق وتكبدهم خسائر علي الرغم من ضعف جودتها ومتانتها بالمقارنة بالأدوات التي يتم تصنيعها داخل ورش الحدادة؛ كما أن بعض الفلاحين مازالوا يأتون لشراء الأدوات المصنعة بداخل الورشة.

وأشار الكحلاوى:" أنا أتجوزت متأخر نظرا لأني كنت شايل الجواز من تفكيري لأنه يحتاج مبالغ كبيرة ولكن الحمد لله ربنا كرمني و اتجوزت ولدي أحمد عنده 10 سنوات؛ موجهاً للشباب رسالة بالعمل والإنتاج وعدم الجلوس في المنازل أو المقاهي فالإعاقة في التفكير وليس في الجسد.

الكحلاوى يضرب علي الحديد داخل ورشه الحدادة
 
الكحلاوي و ابنه داخل ورشة الحدادة
 
الكحلاوي.. حداد نار يتحدى الإعاقة (1)
 
الكحلاوي.. حداد نار يتحدى الإعاقة (3)
 
الكحلاوي.. حداد نار يتحدى الإعاقة (4)
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة