أجبره والداه على الزواج من ميادة.. فخلعته في الـ«صباحية»

الإثنين، 28 أغسطس 2017 04:46 م
أجبره والداه على الزواج من ميادة.. فخلعته في الـ«صباحية»
خلع
إسلام ناجي

سندت برأسها المثقل علي زجاج المترو، وسبحت في ذاكرتها، لتسترجع ذكرياتها الأليمة، وتعيد علي نفسها أيام الكلية القريبة، واللحظة الأولي التي وقعت فيها عينها على شقيق صديقتها المقربة، تذكرت زيارتها المتكررة لمنزل رفيقتها عساها تروي روحها برؤية الحبيب، تذكرت صده الدائم لها، وسخريته المستمرة من مشاعرها البريئة، فشعرت بالغباء الشديد لتمسكها به رغم كل شيء.
 
تجهل «ميادة»، حقيقة ما حدث بعد ذلك، لكنها تتذكر جلوس حبيبها في صالون منزلها إلي جانب والديه وأبويها، وطلبه الزواج منها، تتذكر سعادتها الغامرة، وابتسامتها العريضة، تتذكر فستان زفافها الأبيض المؤجر، وطرحتها الطويلة المزينة بالورود القماشية البيضاء، تتذكر كل شيء، وتتمني لو تصاب بفقدان الذاكرة الجزئي علها تنسي قليلاً من آلامها لتستريح، ويطيب فؤادها الجريح.
 
لم تمر سوى دقائق قليلة حتي وصل المترو إلي المحطة المنشودة، وفتح أبواب عرباته أمامها لتخرج من الزحام، وتمضي في طريقها تجاه محكمة الأسرة، لتباغتها ذاكرتها مرة أخرى، وتعيد عليها مشاهد جديدة من الليلة السابقة، مشاهد قاسية تساقطت لها دموعها، فلم تمر سوى دقائق معدودة من حياة الزوجان معًا، وظهر معدن «محمود»، الحقيقي، عندما بدأ يوضح لها السبب وراء إرتباطه بها.
 
كان «محمود»، على علاقة غير شرعية بإحدى زميلاته في العمل، وفكر في الزواج منها لكن أبويه لم يوافقا لسابقة زواجها مرتين من قبل، فضلاً عن عجزها عن الإنجاب، وهدداه بقطع علاقتهما به إن تجرأ على مخالفة رغبتهما، واجبراه على الزواج من «ميادة»، الحسناء، رفيقة شقيقته المقربة، وجارتهما المهذبة، لثقتهما في أخلاقها، فإنصاع لهما خوفًا من خسارة كل شيء.
 
صدمت «ميادة»، من صراحة «محمود» الزائدة، أو ربما وقاحته الشديدة، وزادت صدمتها عندما صارحها بعزمه على استمرار علاقته المحرمة بعشيقته المطلقة حتى بعد زواجه، كما أنه أقسم على إذلالها والإنتقام لقلبه المحروم من حبه الوحيد بسببها، ورفض الإقتراب منها، وطردها من غرفة نومهما، لتبيبت ليلتها الأولى في غرفة الأطفال، وتتوجه في صباح اليوم التالي إلي محكمة الأسرة لترفع دعوى خلع ضد زوجها.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق