أيزيتا الصغيرة.. أنقذت بي أم دابليو في وقت صعب

الخميس، 31 أغسطس 2017 09:30 ص
أيزيتا الصغيرة.. أنقذت بي أم دابليو في وقت صعب
سيارة أيزيتا
شريف على

تبدأ قصة السيارة التى أطلق عليها أسم "الفقاعات" بسبب صغر حجمها في عام 1952 حينما قام صاحب شركة لتصنيع الثلاجات في ميلانو بالدخول إلى عاالم صناعة السيارات.

وكان رينزو ريفولتا صاحب المصنع  يقوم بإنتاج ثلاجات تحمل أسم "أيزو" ولهذا قام بإطلاق أسم "أيزيتا" على سيارته الجديدة وهو تصغير للأسم الذي أطلقه على الثلاجة التي ينتجها.

وقدم ريفولتا سيارته الجديدة التي تشبه البيضة في عام 1953 وكانت أبرز ملامح تلك السيارة ذات المقعدين هي طريقة الدخول والخروج. والواضح أن ريفولتا تأثر بالثلاجات التي ينتجها عندما قام بتصميم سيارته الجديدة لأن مقدمة سيارته بما في ذلك الزجاج الأمامي كانت عبارة عن باب يفتح للخارج ومعه كافة أدوات القيادة.

وعند دخول الركاب وجلوسهم يقوم السائق بسحب عجلة القيادة لغلق الباب. وفي حالة وقوع تصادم أمامي للسيارة كان بإمكان الركاب الهروب من خلال السقف الشمسي لأيزيتا.

كانت أيزيتا مجهزة بمحرك ذي سلندرين سعة 236 سي سي يعمل بتبريد الهواء. وتم تثبيت هذا المحرك أمام العجلة الخلفية اليمنى. وقد أختير هذا الموقع لأيجاد شئ من التوازن مع وزن السائق. وكان من الممكن نقل القوة إلى العجلات عن طريق نظام نقل لأربع سرعات مثبت على يسار السائق. إستمر ريفولتا في إنتاج تلك السيارة حتى عام 1955 وبعدها قرر التوقف، وإن عاد في عام 1962 وأنتج سيارة رياضية.

في الوقت الذي توقف فيه ريفولتا عن غنتاج سيارته كانت بي إم دابليو الألمانية تواجه مصاعب مالية نتيجة تراجع مبيعات سياراتها الفارهة ذات المحركات سعة 6 و8 سلندرات كما أن مبيعاتها من الدراجات النارية لم تكن بالقوة الكافية التي تكفل تحسين الأوضاع المالية للشركة.

ولهذا سعى الصانع الألماني إلى تصرف سريع يبعده عن شبح الإفلاس. وأستقر الرأي على إنتاج سيارة إقتصادية يتم طرحها بسعر في متناول الجميع. وكانت أيزيتا خيارا مثاليا، ولهذا قامت بي إم دابليو بشراء حقوق إنتاج السيارة من ريفولتا.

لم تطرح بي إم دابليو السيارة كما هي، بل قامت بإدخال عدة تعديلات على الموديل أولها المحرك الذي زادت سعته إلى 246 سي سي بقوة 12 حصانا وهو مأخوذ من إحدى الدراجات النارية التي أنتجتها الشركة في ذلك الوقت. وفي عام 1956 تم تجهيز السيارة بمحرك سعته 295 سي سي وزادت القوة إلى 13 حصانا وكانت النسخ المزودة بهذا المحرك موجهة إلى عمليات التصديروأطلق عليه أيزيتا 300.

لم يقتصر إنتاج بي إم دابليو للموديل على طراز واحد بل سرعان ما قدمت 4 طرازات الأول هو الطراز العادي والثاني تم تجهيزه بأبواب منزلقه أما الثالث فكان عباره عن نسخه مكشوفه وكان الرابع طراز بيك أب يندر وجوده اليوم. لم يقتصر الأمر على الطرازات الأربع فحسب، حيث قدمت الشركة في عام 1957 نسخة جديدة مزودة بأربعة مقاعد. وأهم مميزات تلك النسخة هي السعة النسبية للمقصورة ووجود محرك ذي سلندرين سعة 585 سي سي بلغت قوته قرابة العشرين حصانا. والمثير في الأمر أن تلك النسخة لم يقتصر تصنيعها على مصانع بي إم دابليو في ألمانيا بل تم إنتاجها في البرازيل وفرنسا وبريطانيا بموجب ترخيص من الصانع البافاري. والواقع أن الموديل حقق نجاحا لا بأس به حيث بلغت مبيعاته خلال الفترة بين عامي 1955 و1962 حوالي 162 ألف نسخة من الطرازات الأربع.

في واقع الأمر، لم يكن أداء أيزيتا قويا حيث بلغت السرعة القصوى لها حوالي 50 ميلا في الساعة وكان بإمكانها التسارع من السكون وحتى سرعة 40 ميل/ ساعة خلال 20 ثانية. ولكنها كانت سيارة إقتصادية للغاية، فإستهلاكها للوقود لم يتجاوز جالونا لكل 75 ميل في المتوسط.

في عام 1960 قدمت بي إم دابليو موديل 700 ولكن كانت الخطوة الأهم هي تقديم موديل 1500 في عام 1962 وهو الموديل الذي مهد لإطلاق موديل 2002 في وقت لاحق وحقق نجاحا هائلا بل صار أحد أبرز السيارات في تاريخ الشركة.

كانت أيزيتا طوق النجاة الذي أستهانت به الشركة للإفلات من شبح الإفلاس في وقت لا يدرك فيه كثيرون أن بي إم دابليو التي نعرفها جميعها بموديلاتها الفارهة أنتجت بالفعل تلك السيارة الصغيرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق