خبير أثرى: أول وكالة أنباء فى التاريخ بدأت بطريق الحج المصرى عبر سيناء

الخميس، 31 أغسطس 2017 01:48 م
خبير أثرى: أول وكالة أنباء فى التاريخ بدأت بطريق الحج المصرى عبر سيناء
حجاج بيت الله الحرام

قال الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء بوزارة الآثار، إن رحلات الحج طوال العصر الإسلامى كانت تمثل قيمة روحية وفكرا راقيا وأيضًا قيمة اقتصادية عظيمة، موضحا أن قافلة الحجيج إلى مكة المكرمة عبر سيناء كانت بمثابة انتقال مجتمع بأكمله يضم الأمراء والجند والأئمة والأدلاء ورجال الإدارة والمؤنة والطبيب والقاضى والمختص برعاية الدواب والشعراء الذين كانوا يترنمون بالأشعار الدينية .
 
وأضاف ريحان، اليوم ، إن رحلة الحجيج كانت ذات أهمية كبرى للخلفاء المسلمين لذلك خصص رجل إعلام يرافق الرحلة من بدايتها حتى عودتها يمثل "وكالة أنباء" تسجل كل تفاصيل الرحلة، وكان هذا الرجل يسير مسرعًا للقاهرة بعد نهاية الرحلة ليبشر السلطان والرأى العام بأحداث الرحلة وما صادفهم من مشقة وعدد الوفيات وكيف سار وفد الحجيج فى رحلته.
 
وأوضح أنه كان يرافق القافلة ، أيضا ، قاضى المحمل، وللرفق بالحيوان كان هناك شخص مهمته مراقبة الدواب وحالتهم الصحية يطلق عليه "أميراخور" ومعه طبيب بيطرى ، مشيرا إلى الحرص على التقسيم العادل للطعام طوال الرحلة وأثناء الراحة يقوم بها شاد المخازن والكيلار (القبانى) وكان هناك مشرفون على ملئ المياه وتوزيعها ونظافة الأوعية الجلدية التى تحمل فيها المياه وهم "شاد السقائين ومهتار الشراب خانه ومهتار الطشت خانة ".
 
 
وتابع: إنه كان مع القافلة مشرفون على طهى الطعام مثل شاد المطبخ والطباخون، وطبيب صحة وجراح (الجرائحى) وطبيب عيون وبعض الأدوية، ومقدم الضوئية وهو قائد حاملى المشاعل التى توقد بالزيت وبعضها بالخشب ، ومقدم الهجانة الذى يشرف على أكسية الجمال التى تتصف بشئ من الأبهة للحرص على جمال القافلة أثناء السير ، و الميقاتى لتحديد مواعيد الصلاة ، والمؤذن ، الى جانب الوظائف الصغيرة كالخباز والنجار ومغسلى الموتى.
 
 
ولفت ريحان إلى أنه منذ عام 675هـ، فى عهد الظاهر بيبرس، كان يدور المحمل بالقاهرة دورتين الأولى فى رجب لإعلان أن الطريق آمن لمن أراد الحج والثانية فى شوال ويبدأ الموكب من باب النصر وكان الناس يخرجون للفرجة على المحمل الشريف ويقود القافلة أمير الحاج وهو القائد العام للقافلة كلها ، لافتا الى انه فى عصر المماليك كان السلطان هو الذى يعين أمير الحاج كل عام وكانت مهمته إختيار زمن التحرك وسلوك أوضح الطرق وترتيب الركب فى المسير والنزول والحراسة وقتال من يتعرض للقافلة ، ومن أشهرهم الأمير سلار نائب السلطنة وكان أميراً للحاج عام 703هـ وكان له أفضال عديدة حتى عم الخير فدعوا له (يا سلار كفاك الله شر النار).
 
 
 
وأشار إلى أن القافلة كانت تغادر مصر على نظام محدد تبدأ بالرسميون ثم الأعيان ثم الحجاج، أما صندوق المال والمؤن والنساء والبضائع الثمينة فقد كانت توضع فى وسط القافلة ويتبعها ركب الحجاج العاديين من غير الرسميين والأعيان، موضحا ان المرتب الخاص لرئيس المحمل كان قدره 18 ألف دينار و ألف أردب من القمح وأربعة آلاف أردب من الفول ويرافق أمير الحاج عددا من الموظفين والخدم والحاشية .
 
 
وأردف بالقول إن سوق التجارة فى مكة كان أعظم سوق فى العالم فى الأيام العشرة التى يقضيها الحجاج فى المدينة المقدسة وكان تبادل تجارة الهند ومنتجات الشرق يقدر بملايين من الدينارات وترسل تلك البضائع مع المحمل أو إلى جدة رأسا لنقلها من هناك إلى السويس ، أما جدة فهى الميناء التى تتجمع فيها غلال مصر وخضرواتها وتجارة الهند والقهوة اليمنية.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق