مصر على خريطة اقتصاديات العالم.. المشاركة فى قمة «بريكس» يعزز ثقلها الإقليمى والدولي.. وتكامل بين مبادرة الحزام والطريق و «رؤية مصر 2030»

السبت، 02 سبتمبر 2017 05:03 م
مصر على خريطة اقتصاديات العالم.. المشاركة فى قمة «بريكس» يعزز ثقلها الإقليمى والدولي.. وتكامل بين مبادرة الحزام والطريق و «رؤية مصر 2030»
الرئيس عبد الفتاح السيسي
مروة الغول

تنطلق، غداً، الأحد، القمة التاسعة لتجمع «بريكس» لعام 2017 تحت عنوان «البريكس شراكة قوية من أجل مستقبل أكثر إشراقا» بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 

وقالت وكالة الأنباء الصينية شينخوا فى مقالة لها تحت عنوان «مشاركة السيسى فى قمة بريكس.. قفزة جديدة فى التعاون الشامل بين الصين ومصر» - إنه من المتوقع أن يستهل الرئيس عبد الفتاح السيسى، هذا الأسبوع زيارته الرابعة للصين منذ عام 2014، حيث سيشارك فى حوار إستراتيجى حول تنمية الأسواق الناشئة والدول النامية سيقام على المستوى الرئاسى على هامش قمة مجموعة بريكس، المقرر عقدها فى مدينة شيامن الساحلية بجنوب شرق الصين.

 

وأضافت الوكالة، إن العلاقات الصينية - المصرية تشهد تطورا هائلا منذ عام 2014، حينما أعلن البلدان الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة إستراتيجية شاملة خلال أول زيارة قام بها السيسى للصين، وازدادت العلاقات بين البلدين توطيدا وتعزيزا بعد زيارة الرئيس الصينى شى جين بينغ لمصر فى مطلع عام 2016.

 

ونقل عن وزير الخارجية الصينى، وانج يى، قوله، إن «مصر شريك هام للصين فى تحقيق مبادرة الحزام والطريق»، مشيرة إلى أنه منذ أن طرحت الصين مبادرة الحزام والطريق عام 2013، ومصر تشارك فيها بنشاط وتسعى بشكل حثيث إلى تحقيق التكامل بين المبادرة الصينية وإستراتيجية التنمية المستدامة «رؤية مصر 2030».

 

ونوهت بما شهده التعاون بين الجانبين فى هذا الإطار من حصاد وافر حيث تظهر الأرقام أن عدد الشركات الصينية العاملة بمصر ارتفع من 40 عام 2014 إلى أكثر من 100 حاليا، فضلا عن توسع حجم الاستثمارات الصينية فى مصر إلى 700 مليون دولار إضافة إلى مشاريع عدة تمثل نموذجا للتعاون العملى بين البلدين، منها على سبيل المثال لا الحصر مشروع القطار الكهربائى فى مدينة العاشر من رمضان الذى تم توقيع اتفاقية بشأنه مؤخرا بقيمة أكثر من 1.2 مليار دولار ومشروع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة وكذا منطقة السويس للتعاون الاقتصادى والتجارى الصينى - المصرى.

 

وقالت إنه فى العام الجارى تحديدا، يشهد تعاون البلدين على أساس ما أحرز من نتائج مثمرة فى شتى المجالات خلال السنوات الماضية مزيدا من التقدم قبل هذه الزيارة الهامة للرئيس السيسى، التى من شأنها دفع التعاون الصينى- المصرى إلى مستوى أعلى.

 

وأشارت إلى أنه من ضمن ما تحقق من إنجازات فى قطاع التعاون الاقتصادى بين البلدين منذ مطلع العام الجاري، كان افتتاح فرع لبنك مصر، الذى يعد ثانى أكبر البنوك المصرية، فى مدينة قوانجتشو (جوانجو) جنوبى الصين فى شهر أبريل الماضى، وهو حدث تبعه قيام البنك المصرى بتوقيع اتفاقية قرض بقيمة 500 مليون دولار مع بنك الصين للتنمية وذلك أثناء انعقاد منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى فى مايو الماضى، ما شكل انطلاقة جديدة للتعاون المالى والمصرفى بين البلدين وأتاح منصة ثابتة لتعزيز استثمارات الشركات الصينية العاملة بمصر وتدعيم التجارة الثنائية بين البلدين.

 

ونوهت الوكالة، أيضا، بما تحقق من إنجازات بارزة فى مجال السياحة، حيث بلغ عدد السائحين الصينيين الوافدين إلى مصر فى الأشهر الخمسة الأولى من العام الجارى 150 ألف سائح، بزيادة نسبتها 94% مقارنة بنفس الفترة من عام 2016، لتصبح الصين بذلك رابع أكبر مصدر للسياحة بالنسبة لمصر هذا العام.

 

ومن جهته، ذكر المستشار السياحى بالسفارة المصرية لدى الصين، الدكتور أبو المعاطى شعراوى، إن الآمال منعقدة على أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن افتتاح مزيد من خطوط الطيران بين البلدين مثل خط شنغهاى - القاهرة بالتزامن مع زيارة الرئيس السيسى، للصين هذا الشهر، ما سيخلق مستقبلا واعدا للتعاون السياحى بين الصين ومصر.

 

وعلاوة على ذلك، سجل عدد الفعاليات الثقافية التى أقيمت خلال العام الثقافى المصرى - الصينى 2016 رقما قياسيا بلغ حوالى 150 فعالية، اشتملت على مهرجانات وعروض سينمائية وفنون شعبية ومسابقات فنية وثقافية ومعارض للخط الإسلامى والصينى وندوات حول الإسلام فى الصين وغيرها، منها أكثر من 90 فعالية أقيمت فى مصر، وهو رقم يفوق بكثير ما جرى فى السنوات الماضية التى شهدت عشرات الفعاليات سنويا.

 

وأشارت الوكالة فى المقال، إلى أنه تم مؤخرا، إدراج معرض (الفرعون والإمبراطور.. حضارتا مصر القديمة وعهد أسرة هان الملكية الصينية) (202 ق.م - 8م) ضمن قائمة المعارض العشرة الممتازة بالمتاحف الصينية فى عام 2016، إضافة إلى ذلك، استقبل هذا المعرض الذى عرض فى متحف نانجينج، واستمر لمدة خمسة أشهر منذ مطلع أغسطس 2016 ما يتجاوز 310 آلاف زائر.

 

واعتبرت شينخوا، أن مشاركة الرئيس السيسى، فى الحوار الاستراتيجى بين دول بريكس والأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية الذى سيعقد فى إطار قمة بريكس، ستتيح منصة تاريخية للتعاون الصينى- المصرى، وتضخ قوة دافعة فيه على أساس ما حققه هذا التعاون من حصاد وافر من أجل توطيد علاقاتهما العريقة وتوثيقها.

وقالت «إن قمة شيامن التى تحمل عنوان (بريكس: شراكة أقوى من أجل مستقبل أكثر إشراقا) هى القمة التاسعة من نوعها لزعماء دول بريكس الخمس التى تضم كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وتهدف إلى تحقيق نتائج فى مجالات عدة من بينها تعزيز التعاون الاقتصادى والأمنى وزيادة التبادلات الثقافية والشعبية وتعزيز البناء المؤسسى وكذلك تدعيم شراكات أقوى مع دول الأسواق الصاعدة والدول النامية، وسوف توفر منبرا هاما لتوسيع التعاون بين بلدان الجنوب وفتح آفاق مستقبلية واعدة من خلال رسم مسار تنميتها بعد دخول آلية بريكس عقدها الثاني».

واتفقت وسائل الإعلام الصينية، على أن دعوة الرئيس الصينى، للرئيس السيسى، للمشاركة فى فعاليات قمة بريكس إضافة إلى قادة أربع دول نامية وهى المكسيك وتايلاند وغينيا وطاجيكستان، تؤكد أهمية ومكانة مصر بين بلدان الجنوب وصلابة وعمق العلاقات الصينية- المصرية، لافتة إلى حرص الدبلوماسية الصينية على توطيد العلاقات مع مصر لأنها تنظر للأخيرة باعتبارها محورا هاما فى الشرق الأوسط وكذا فى القارة الإفريقية.

ومن جانبه، قال المبعوث الصينى الخاص السابق إلى منطقة الشرق الأوسط، وو سى كه، الذى سبق أن عمل سفيرا للصين لدى القاهرة فى الفترة من 2003 إلى 2007، إنه لا شك فى أن دعوة الصين مصر إلى المشاركة فى قمة شيامن كضيف شرف، تعكس اهتمام الصين بتطوير العلاقات بين البلدين باعتبارها علاقات عريقة وعميقة وممتدة، مسلطا الضوء أيضا على مشاركة السيسى فى قمة العشرين العام الماضى.

وأضاف أن هذه الزيارة ستدفع تعاون البلدين على المدى الطويل على أساس ما تتمتع به من إنجازات مثمرة وستساعد فى توطيد علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة وتطبيق البرنامج التنفيذى لتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة خلال الفترة من 2016 إلى 2021 على نحو أفضل.

واستطرد إن «مشاركة مصر فى قمة بريكس تساعد فى تعزيز ثقلها الإقليمى والدولى فى الوقت الذى يشهد فيه اقتصادها انتعاشا تدريجيا»، مشيرا إلى أن مجموعة بريكس منصة مفتوحة أمام مشاركة الدول النامية والأسواق الصاعدة، وتستطيع مصر جنى المزيد من ثمار التعاون عبر هذه المنصة.

وأشار أيضا إلى أن مشاركة مصر فى قمة «بريكس» ستعزز استفادتها من تجارب ناجحة حققتها دول بريكس مثل بنك بريكس للتنمية الذى افتتح رسميا فى شنغهاى عام 2015، حيث أن المركز الإقليمى لهذا البنك فى أفريقيا من شأنه توفير المزيد من التسهيلات للتعاون الاستثمارى بين الصين ومصر وكذلك بين مصر والدول الأخرى الأعضاء ببريكس.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق