إبراهيم.. خليل الرحمن وأبو الأنبياء

الثلاثاء، 05 سبتمبر 2017 09:00 م
إبراهيم.. خليل الرحمن وأبو الأنبياء
صورة
هناء قنديل

نبى الله «إبراهيم» صاحب المنزلة العظيمة والمقام الرفيع عند الحق سبحانه وتعالى والذى قال عنه: «وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا».
 
يعد  واحدا من أعظم وأجل الشخصيات فى تاريخ البشرية على الإطلاق، فهو «أبو الأنبياء»، ولقد كرمه الله تعالى تكريما خاصا؛ فقد قرنت الشعائر الإسلامية به، مثل «الصلاة، والحج، والأضحية»، وجعل ملته هى التوحيد الخالص؛ وجعله الله إماما للناس، وجعل فى ذريته النبوة، والكتاب؛ فكل الأنبياء من بعده من نسله»، بمن فيهم خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، فقد جاء استجابة لدعوة إبراهيم.
 
ويحظى نبى الله ابراهيم بمكانة عالية من الاحترام؛ فى جميع الأديان السماوية، من اليهودية، والمسيحية، إلى الإسلام. ففى اليهودية يستمد منه اليهود موقعا متفردا باعتبارهم «شعب الله المختار».
 
 وفى المسيحية إيمان إبراهيم بالله هو النموذج الأول لجميع المؤمنين، وفى الإسلام ينظر إلى إبراهيم على أنه  كان حنيفًا مسلمًا. 
ذكر إبراهيم فى القرآن الكريم فى 35 موضعا، فهو من أكثر الشخصيات التى ورد ذكرها فى القرآن باستثناء موسى عليه السلام.
ويشار لابراهيم فى الإسلام بـ «إبراهيم الخليل» أى صديق الله، وهو حاضر فى كل صلاة للمسلمين؛ ففيها الدعوة بالصلاة والتبريك لمحمد وإبراهيم وآلهما.
ولا يغيب إبراهيم عن شعائر المسلمين؛ فالكعبة من أكثر الأماكن فى الإسلام تقديسا، والتى يتم بها «الحج» وهو الركن الخامس فى الإسلام ومرتبط بشكل وثيق بإبراهيم ، وأن أركان الحج هى تقليد لما قام به إبراهيم.
 
وأن الإسلام صحح ما أفسدته الوثنية التى أدخلها عمرو بن لحي؛ وخلد القرآن الكريم قصة رفع  إبراهيم وابنه إسماعيل لقواعد الكعبة، ويوجد  بجوار الكعبة مقام إبراهيم وهو الحجر الذى  كان إبراهيم عليه السلام يقف عليه أثناء رفعه لقواعد البيت.
إبراهيم «خليل الرحمن» وجاء معنى «الخلة» شدة المحبة، أى أن الله اصطفاه من بين جميع العباد ليكون حبيبه، فهو من قال «أسلمت لرب العالمين»، حين أمره الله بالإسلام. يتحدث رب العزة عن إبراهيم فى محكم آياته: (وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً)..
إبراهيم أحد الخمسة الكبار، من أولى  العزم، الذين أخذ الله منهم ميثاقا غليظا.
وهو النبى الذى ابتلاه الله بلاء فوق قدرة البشر؛ ورغم ذلك كان إبراهيم هو العبد الذى وفى، وزاد على الوفاء بـ «الإحسان»؛  فجعل الله من يوم فداء ابنه إسماعيل عيدا للمسلمين، يحتفلون به كل عام.
 
وبالنظر إلى كم المصاعب التى واجهها سيدنا إبراهيم فى مسيرته للدعوة إلى الله، منذ بداية رحلته فى البحث عن الله، ومواجهته مع أبيه، مرورا بموقفه مع النمرود، وتحدى قومه له بمحاولة إحراقه، وتجلى قدرة الخالق عز وجل فى إنقاذ إبراهيم من النار، وموقف إبراهيم من زوجته «هاجر» وابنه إسماعيل وسبب تركه لهما فى الصحراء، وكيف أنقذهما الله من العطش بمعجزة شاهدة على ذلك إلى يومنا هذا، وكيف أمر الله إبراهيم بذبح ابنه وكيف كان موقفه من ذلك.
فى قصة إبراهيم كان الأب كافرا والابن نبيا، نرى كيف يكون المؤمن بارا بأبيه.
 
لقد اختلفت الروايات حول مكان مولد سيدنا إبراهيم ما بين «الغوطة» بدمشق فى قرية يُقال لها «برزة» فى جبل «قاسيون»، وبين «بابل».
ولد إبراهيم فى أسرة تمتلك مكانة متميزة فى قومه؛ فكان أبوه من كبار صانعى التماثيل التى يعبدها قومه؛ فمنهم من يعبد الأصنام والحجارة، ومنهم من يعبد الشمس والنجوم، ومنهم من يعبد الحكام والملوك.
 
كبر إبراهيم وسط تلك الأجواء، وكان يرى كيف أن قومه يعبدون مجموعة حجارة لا تعقل، ولا ترى؛  وأخذ يفكر كثيرًا، فى هذه الأصنام، وبدأ رحلة الشك التى وصل بها إلى اليقين، بعقل وفطرة سليمة،  فقد كان يسأل نفسه والطبيعة من حوله أين الله ؟!  هكذا كان يفكر إبراهيم فى خلوته مع نفسه.
ذات ليلة كان إبراهيم يفكر ويتدبر فى الكون ويتساءل من هو الله؟ وأين يوجد؟ فرأى كوكبا يلمع فى السماء، فقال ها قد وجدت الله.
فرح إبراهيم لظنه أنه قد اهتدى لربه، وأخذ يصلى لذلك الكوكب طوال الليلة، وأخبر قومه أنه وجد ربه، ولكن فى الصباح الباكر نظر إبراهيم إلى السماء فلم يجد الكوكب!
 
كانت صدمته الأولى؛ فى هذه اللحظة التى أدرك إبراهيم بعقله أن الكوكب ليس إلها؛ فهو يغيب أما الإله لا يغيب.
 ولم ييأس إبراهيم واستمر فى رحلة بحثه عن الله، وذات ليلة لمح «القمر» ينير السماء، قال هذا ربى! ولكن للأسف خاب أمل إبراهيم عندما استيقظ ووجد القمر لا يظهر فى السماء.
 
بعدها نظر إلى الشمس، وهكذا كما حدث من قبل مع القمروالنجوم، وجدها تغيب. فأدرك أيضا أنها ليست الإله الذى يبحث عنه.
وتوصل إبراهيم فى آخر رحلته إلى الله، وأنه موجود ولكنه لا يستطيع رؤيته، هو خالق الكون بأكمله.
 آمن إبراهيم بالله سبحانه وتعالى، وأسلم وجهه له ولم يكن من المشركين وذهب إلى أبيه ليخبره.
قال إبراهيم لأبيه يا أبت لماذا تعبد تلك الأصنام التى لا تنفعك بشىء؛ فهى لا تسمع ولا ترى ؟.
كان غضب الأب «آزر» على إبراهيم شديدا، فهو فى نظره الفتى الصغير الذى تمرد على تقاليد الأجداد.
توعد والد إبراهيم ابنه بالضرب والقتل والرجم إذا لم يكف عن الهجوم على الأصنام والتشكيك بإلوهيتهم والدعوة إلى الله وعنفه وطرده من المنزل.
وما كان من إبراهيم إلا أن رد على أبيه « قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّى إِنَّهُ كَانَ بِى حَفِيًّا» ليعطنا درسا عظيما فى بر الوالدين.
 خطط إبراهيم وعزم على تحطيم الأصنام، ووجد الفرصة سانحة، فقد تجمع  القوم للاحتفال بعيدا عن المعابد، وتوجه إبراهيم إلى التماثيل، والأصنام وحمل فأسه وأخذ يكسر تلك الأصنام، ولم يترك سوى الصنم الأكبر فقط.
جاء قوم إبراهيم، ورأوا ما حدث لأصنامهم، وغضبوا غضبا شديدا، وأخذوا يتساءلون، من الذى تجرأ على آلهتهم؟ وتذكروا ما كان من إبراهيم، وأدركوا أن ذلك من صنعه؛ فطلبوا استدعاءه، وبعد جداله، أمروا بعقابه وإحراقه.
تجمع الناس من جميع البلاد المجاورة؛ لمشاهدة حرق إبراهيم الذى تجرأ وتطاول على آلهتهم وسخر منها، فحفروا حفرة واسعة، ملأوها بالأخشاب والوقود؛ لتكون نارا شديدة، ووضعوا إبراهيم فيها.
ظهر جبريل لإبراهيم يسأله، أن كان يطلب شيئا من الله، فرد عليه إبراهيم بأنه لا يطلب شيئا.
ألقى قوم إبراهيم به فى النار وصاح الناس ساخرين به، فهو الذى كان يحذرهم من دخول النار بسبب كفرهم وضلالهم ها هو من يدخل النار بنفسه.
لتتجلى معجزة الله سبحانه وتعالى؛ فقد أمر الله النار أن تكون بردا وسلاما على إبراهيم.
انتظر قوم إبراهيم حتى تنطفئ النار، وحينما انطفأت صُعقوا، حينما وجدوه يخرج سالما لم تمسه النار بسوء، وفروا بعيدا عنه من الخوف.
معجزة نجاة إبراهيم من النار، أصبحت حديث القوم فى كل مكان، استكمل إبراهيم الدعوة لعبادة الله فى جميع الأنحاء، ولم يصبه اليأس ،ولكن لم يستجب له أحد، فيما عدا رجل وامرأة.
 
المرأة هى «سارة»، التى تزوجها فيما بعد، والرجل هو «لوط» الذى أصبح  نبيا بعد ذلك، هما اللذان آمنا بإبراهيم وبدعوته إلى التوحيد.
توجه إبراهيم إلى الملك وكان يدعى «النمرود» وأخبره أن التماثيل التى يعبدونها لا تضر ولا تنفع؛ فهى من صنع أيديهم، فكيف تكون آلهة؟ فأجابه النمرود أن ذلك ما وجدوا عليه آباءهم  وأجدادهم القدماء، فرد عليه إبراهيم بأنها ضلال مبين.
ودخل إبراهيم فى جدال مع النمرود وقومه، وبهتهم إبراهيم حينما رد عليهم أن الله هو من يحى ويميت ، فرد النمرود فى تجبر وغرور أنه قادر على إحياء الناس وقتلهم؛ وضرب مثلا لإبراهيم حينما أمر بالإتيان برجلين من المدينة، وحضرا أمامه فأمر بقتل أحدهم وترك الآخر حيا وقال لإبراهيم أرأيت؟ لقد أمت واحدا وأحييت الآخر.
قال إبراهيم للنمرود إن الله هو القادر على أن يأتى  بالشمس من المشرق، فاتت أنت بها من المغرب ، فبُهت النمرود، ولم يستطع الرد على إبراهيم، وقد وثق القرآن الكريم قصة النمرود.
 
فلما صد النمرود وقومه إبراهيم وسخروا منه وأذوه أمر الله بإهلاكهم فأرسل عليهم البعوض والذباب؛ الذى انتشر سريعا كالجنود؛ حتى حجب عنهم ضوء الشمس وبدأت الحشرات تأكل فى لحومهم، أما النمرود فسلط الله عليه ذبابة دخلت فى أنفه عذبته عذابا آليما حتى مات؛ لتظهر عجز النمرود ذلك المغرور الذى لم يستطع إنقاذ نفسه من ذبابة.
 
قرر إبراهيم الهجرة ومغادرة بلده إلى بلد أخرى، وكان قد تزوج من السيدة «سارة» واصطحبها معه، إلى فلسطين ورحل معهما لوط، ونزل بالقرب من قرية أربع، التى انشئت مدينة الخليل بها بعد ذلك والتى تحتوى على الحرم الإبراهيمى الآن، واشتد الجفاف هناك وقرروا الذهاب إلى مصر.
وكان حاكم مصر فى ذلك الوقت، قد سمع عن جمال السيدة «سارة» فقد كانت شديدة الجمال، فأمر بإحضارها مع الرجل الذى يصحبها.
وعندما علمت سارة بنية الملك، دعت الله أن يحميها من السوء؛ وبالفعل استجاب الله لدعائها، وعندما حاول الملك لمسها، أصيب بالشلل.
فطلب الملك من السيدة سارة أن تدعو ربها ليرفع عنه الشلل؛ فدعت الله أن يرفع عنه العقاب ليتركها وشأنها؛ فاستجاب الله لها.
حينها تركها الملك، وأمر بإعطائها جارية تسمى «هاجر» والتى تزوجت فيما بعد بسيدنا إبراهيم، وانجبت منه نبى الله «إسماعيل»، وكما جاء فى صحيح مسلم حديث النبى صلى الله عليه وسلم «استوصوا بأهل مصر خيرا فإن لهم نسبا وصهرا» أراد بالنسب «هاجر» زوجة إبراهيم، وأراد بالصهر «مارية» القبطية أم ولد النبى صلى الله عليه وسلم التى أهداها له المقوقس حاكم مصر.
كانت السيدة سارة عاقر لا تلد، وكان إبراهيم قد كبر فى السن، وقضى عمرا طويلا فى الدعوة إلى الله عز وجل؛ ففكرت السيدة سارة فى أن تزوج جاريتها هاجر من زوجها إبراهيم، حتى تنجب له ابن بدلا من أن يعيشا وحيدين.  
تزوج إبراهيم من السيدة هاجر، وذات ليلة كان إبراهيم جالسا مع السيدة «سارة»، فإذا بالملائكة يبشرونه بغلامٍ، فتعجب إبراهيم منهم، فقد أصبح شيخا كبيرا، وأخبروه أن سارة ستلد غلاما اسمه «إسحاق»، وأكدت الملائكة على إبراهيم وزوجته سارة أن الله سيرزقهما بغلام، رغم العوائق التى يقابلانها  وسيكون ذلك الغلام نبيا ذات يوم.
 
فى ذلك الوقت كانت السيدة هاجر زوجة إبراهيم الثانية تنتظر مولودها، ثم وضعت طفلها «إسماعيل»؛ فحمله إبراهيم بيديه وأخذه إلى السيدة سارة ليريها الطفل فلما رأته شعرت بالغيرة الشديدة وطلبت من إبراهيم أن يرحل هو وزوجته «هاجر» بعيدا عن بيتها.
 
اصطحب إبراهيم زوجته هاجر وابنه الصغير إسماعيل وسار بهما فى الصحراء، حتى وصل إلى واد فى الجزيرة العربية ليس به ماء أو زرع؛ صحراء جرداء. وترك زوجته وابنه  فى الصحراء بقربة ماء وبعض الطعام.
 سألته السيدة الصابرة المؤمنة، هل ستتركنا هنا؟ فأجابها إبراهيم: نعم، فسألته هل هو أمر من الله؟ فأجابها: نعم، فتيقنت هاجر بأن الله لن يضيعهما.
هنالك دعا إبراهيم ربه، وعاد إبراهيم إلى داره حيث تسكن زوجته سارة، وبالفعل كما بشرتهما الملائكة، فقد رزقت السيدة سارة بإسحاق.
مكثت هاجر مع ابنها إسماعيل الرضيع فى الصحراء عدة أيام، ونفد الماء الذى تركه لهما إبراهيم، وجف لبن الأم وأصبح إسماعيل الرضيع على وشك الهلاك، أخذت هاجر تفكر فيما تفعله، فقررت الخروج فى الصحراء للبحث عن مكان للماء لتشرب، ولتسق صغيرها فقد كان الجو شديد الحرارة، وأخذت تطوف وتبحث فى الصحاري، حتى وصلت إلى الصفا والمروة، بدأت هاجر بالصعود إلى جبل الصفا، وأخذت تبحث عن ماء فلم تجد، فنزلت إلى الوادي، ثم صعدت إلى جبل المروة، تبحث فى كل مكان أعلى الجبل، سبع مرات عدد سعيها بين الصفا والمروة.
 
لم  تعد تستطع السعى بين الجبلين مرة أخرى، وعادت إلى رضيعها؛ وجدت صغيرها يضرب الأرض برجليه من العطش، وبينما هو يفعل ذلك إذ انفجر الماء من الأرض من تحت رجليه، فرحت الأم وشكرت ربها على انقاذهما.
أقبل الناس من كل  صوب وحدب وساد العمران فى المكان، وسُمى ذلك البئر بئر «زمزم» وجعل الله معجزة البئر شفاء للأمراض؛ تباركا بالسيدة هاجر التى امتثلت لأمر الله ، وأطاعت زوجها، وسيدنا إسماعيل عليه السلام.
سمع إبراهيم هاتفا فى المنام يقول له: إن الله يأمرك أن تذبح ابنك إسماعيل، فاستيقظ إبراهيم من نومه، وقال يا رب: إن كنت تأمرنى بذبح إسماعيل فسوف أطيعك، ثم عاد للنوم.
 
سمع نفس النداء مرة أخرى وقام بصلاة ركعتين لله يسأل الله فيهما أن يدله على الحق ثم عاد للنوم وللمرة الثالثة يسمع نفس النداء.
بعدها استيقظ إبراهيم، وعلم أنها رؤية، وأن الله يأمره بذبح ابنه إسماعيل، قرر إبراهيم فى قرارة نفسه أن يلبى نداء ربه.
ذهب إبراهيم لابنه إسماعيل، وقال له إنى رأيت رؤيا يأمرنى فيها الله بذبحك، فرد عليه إسماعيل « قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِى إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ».
 
بدأ إبراهيم  إجراءات الذبح، وهم بوضع السكين على رقبة ابنه استعدادا لذبحه تنفيذًا لأمر الله، جاءه صوت الحق عز وجل «وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا».
 
نظر إبراهيم  للصوت فإذا بملك ينزل من السماء، يحمل كبشا كبيرا، ويأمره ليذبح ذلك الكبش، فداء لإسماعيل.
فرح إبراهيم وحمد الله وشكره، وأمسك بالكبش وقام بذبحه ومن هنا أصبح ذلك اليوم عيدا للمسلمين، ويذبح المسلمون؛ اقتداء بما فعله إبراهيم.
وبعد فترة  من الزمان أمر الله سبحانه وتعالى إبراهيم ببناء الكعبة بمساعدة ابنه إسماعيل، واستجاب إبراهيم وابنه لذلك، وبدآ فى الاستعداد لبناء بيت المسلمين، أخذ إبراهيم وابنه يؤسسان حجر الكعبة، وكان إبراهيم يبنى وإسماعيل يقوم بمساعدته بتوصيل الحجر له.
 
 وعندما شعر إبراهيم بالتعب والإرهاق؛ أمر إسماعيل بإحضار حجر ليضعه تحته، أخذ إسماعيل يبحث حتى وجد حجرا أسودا فأخذه لأبيه فوضعه إبراهيم تحته، وأكمل بناء الكعبة حتى أصبحت بيت الله الحرام، وما زال ذاك الحجر الأسود موضوعا فى مكانه حتى يومنا هذا، وقد وثق القرآن الكريم فى آياته، كيف كان إبراهيم يبنى الكعبة.
 
وبعد أن انتهى إبراهيم وابنه من بناء البيت الحرام ووضع القواعد؛ أذن فى الناس ليحجوا إلى بيت الله الحرام فأقبلت أفواج الناس من كل مكان، وعلمهم إبراهيم مناسك الحج كما علمه الله وأمره، وأصبح الحج لبيت الله الحرام فريضة على كل مسلم ومسلمة قادرين.
 
 جاء ذكر سيدنا إبراهيم فى الأحاديث التى وردت عن نبينا محمد، عليه الصلاة والسلام  فى مواضع عدة منها ما روى عن  أبو إمامة  أن رجلا سأل رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم فقال: «كم بين نوح وِإبراهيم؟ فقال: عشرة قرون فى أرضه التى ولد فيها، وهى أرض الكلدانيّين» وهى أرض بابل.
 
وأيضا قال عنه الرسول الكريم أنه عليه السلام أول من يكسى يوم القيامة جاء فى حديث ابن عباس قال: قام فينا النبى صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: «إنكم محشورون حفاة عراة غرا كما بدأنا أول خلق نعيده الآية وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم»
وعن صحف إبراهيم  ورد عن رسول الله أنه وَصَف صُحُفَ إبراهيم -عليه السلام- بأنها كانت كُلُّها أمثالا.
وفاة إبراهيم عليه السلام فيها اختلاف أيضا، ولكن المرجح أنه  عاش مع زوجته سارة، فى «حبرون» وهى مدينة الخليل حاليا ، ويقال إنه دفن فى المغارة المعروفة باسم مغارة المكفلية، وهى التى بنى فوقها المسجد الإبراهيمى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق