السيسي على خطى عبد الناصر في فيتنام

الأربعاء، 06 سبتمبر 2017 05:52 م
السيسي على خطى عبد الناصر في فيتنام
السيسي في فيتنام
محمود علي

بعد نحو 50 عامًا من عهد الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر والتي شهدت فترته انفتاحًا واسعًا على كافة الحضارات، وخاصة المتعلقة بالمحيط الإقليمي في القارة الافريقية والآسوية، يبدو ان الرئيس عبد الفتاح السيسي يسير على خطى عبد الناصر من حيث الانفتاح على الجميع لدراسة تجاربهم والاستفادة منها وخاصة دول شرق اسيا وهو ما تجلى مؤخرًا في زيارته إلى فيتنام كأول رئيس مصري يزور هذا البلد.

وشهدت العلاقات المصرية الفيتنامية تحولًا مهمًا في عهد الرئيس عبد الناصر، لاسيما أن الأخير كان مهتمًا بتوطيد علاقته بالدول الناشئة التي كان لها تجربه في الخروج من الحروب والتحول إلى سوق اقتصادي واعد، ومن هنا قال تون دوك سانج رئيس فيتنام الديمقراطية عن عبد الناصر أنه قدم خدمات جليلة للشعوب الأفريقية والاسيوية في كفاحها ضد الاستعمار لتنال حريتها.

وعلى  الرغم من مرور نحو نصف قرن على هذا الحديث، إلا أن تصريحات الرئيس الفتنامي الحالي الراهنة عن زيارة الرئيس المصري لفيتنام تعبر عن تطابق في وجهات النظر بين السيسي وعبد الناصر في الرغبة في توسيع التعاون بين مصر والقارة الآسوية، فقال الرئيس الفيتنامى الحالي تران داى كوانغ، أن مصر ساهمت فى نشر السلام بين الشعوب والدول على مدار تاريخها، معربا عن تقديره لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لبلاده، قائلا "زيارة الرئيس السيسى علامة مهمة فى تاريخ علاقة البلدين".

وأضاف رئيس فيتنام فى كلمة خلال مأدبة عشاء شارك فيها الرئيس السيسى، أن مصر وفيتنام تربطهما علاقات طيبة فى كافة المجالات وتقوم على المحبة والفخر والاحترام، لافتا إلى أن علاقة البلدين شهدت تطورات كبيرة على مدار السنوات الماضية.

وتحمل تجربة فيتنام استفادة قصوى للدول الأخرى، خاصة مصر التي بحسب تقرير اصدرته الهيئة العامة للاستعلامات فأنها تتشابه كثيرًا  في ظروفها مع  ظروف مصر في عدد السكان والحروب والمشكلات الاجتماعية، والبيئة الاقليمية، مع معطيات أكثر صعوبة اجتازها الفيتناميون وعبروا ببلادهم منها إلى مسار النمو والحداثة والتقدم، حتى صنف شعبها ضمن أكثر شعوب العالم سعادة، وذلك طبقا لتقرير مؤشر السعادة في العالم الذى ضم نحو 155 دولة بمعايير كل من متوسط العمر المتوقع، ومستوى الرفاهية، والمساواة، والعوامل البيئية.

وطبقا لتقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات، حفر شعب فيتنام صورة أسطورية لبلاده في أذهان العالم مرتين خلال نصف قرن: الأولى في الحرب التي لا مثيل في دمارها عبر التاريخ الحديث للإنسانية، والثانية في الانبعاث من ركام هذه الحرب، إلى بناء دولة مستقرة ناهضة، تزرع وتصنع وتنتج وتصدر، وتستقبل ملايين السياح ومليارات الدولارات من الاستثمارات.

العلاقات المصرية الفيتنامية

وقال تقرير الهيئة العامة للاستعلامات أن فيتنام بلد صاحبة تاريخ طويل ، يشبه مسار استقلالها رحلة مصر نحو التحرر،  وهي ايضا بلد الزعيم التاريخي هوتشي منه، وتعتبر العلاقات المصرية الفيتنامية علاقات قديمة وتاريخية حيث تمثل مصر اول الدول التى بادرت بفتح سفارة لها فى هانوى إبان الحرب الفيتنامية عام 1963، وقد تطورت العلاقات الثنائية بين الجانبين بشكل ملحوظ على مدار تلك السنوات حيث تم التوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتجارية، فضلًا عن تبادل التأييد فى المحافل الدولية وعقد مشاورات سياسية منتظمة بين الجانبين على مستوى مساعدى وزيري الخارجية.

وتربط بين البلدين علاقات تاريخية وطيدة، حيث تطورت هذه العلاقات بشكل ملحوظ، فتم التوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون فى مختلف المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أوالثقافية أوالتجارية، فضلًا عن تبادل التأييد فى المحافل الدولية وعقد مشاورات سياسية منتظمة بين الجانبين على مستوى مساعدى وزيري الخارجية  وفي البيان التالي ابرز محطات العلاقات بين البلدين من الناحية الرسمية والسياسية

ووفقًا للهيئة قام رئيس الجمهورية الفيتنامى في يوليو 2009 ،بزيارة إلى مصر وألتقي بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وذلك على هامش قمة عدم الانحياز، وتُعد هذه الأولي من نوعها على مستوى تاريخ العلاقات بين البلدين، وفي يناير 2010 ، قام وزير الاستثمار المصري بزيارة إلى فيتنام فى والتى شهدت عقد منتدى رجال الأعمال المصرى الفيتنامى وتوقيع مذكرة التفاهم الجديدة للتعاون فى مجال الاستثمار.

وأضافت الهيئة أن وزير الدولة الفيتنامي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الحاكم في فيتنام قام في نوفمبر 2015  بزيارة لمصر، ألتقى خلالها بالمهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وتم خلال الزيارة مناقشة عددًا من الملفات الهامة بين البلدين ، في ابريل 2015 ، ا جمعا لقاءان رئيس مجلس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، بكل من الرئيس الفيتنامي، خلال مشاركتهما في قمة آسيا إفريقيا، التي عقدت في أندونيسيا في أبريل 2015، ونائبة رئيس الجمهورية الفيتنامي، نوين دوان، على هامش القمة الفرانكفونية الخامسة عشر، التي استضافتها العاصمة السنغالية "داكار" في نوفمبر من العام 2015، وهو ما يعكس حرص الدولتين على توطيد علاقات الصداقة والتعاون التاريخية القائمة بينهما.

وفي مايو 2015 ، عُقدت في القاهرة جولة المشاورات السياسية الثامنة المصرية الفيتنامية، تناولت المباحثات بين الجانبين العلاقات الثنائية بمختلف مجالاتها المسائل الإقليمية، إضافة إلى القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، واتفق الطرفان على أهمية ما شهدته الفترة الماضية من لقاءات رفيعة المستوى التي تمت مؤخرًا بين قيادات البلدين، بما في ذلك لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، بنظيره الفيتنامي، تشوم تان سان، في 10 مايو 2015، في موسكو، على هامش احتفالات روسيا بالذكري السبعين، على انتصارهم على القوات النازية، وانتهاء الحرب العالمية الثانية.

وفي مايو 2015 التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بموسكو، ، ترونج تان سانج الرئيس الفيتنامي على هامش المشاركة في الاحتفالات الروسية بالذكرى السبعين لأعياد النصر في الحرب العالمية الثانية. وتناولت المباحثات سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات، فضلا عن تناول عدد منالقضايا ذات الاهتمام المشترك.

في أغسطس 2017 قامت د. سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس بزيارة لفيتنام. التقى الوفد مع مسؤولى كبري الشركات الفيتنامية حيث حرصا على التعريف بفرص الاستثمار فى مصر.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة