بالفيديو..أحمد بدوي..«مشير» إنقاذ مصر

الإثنين، 14 ديسمبر 2015 04:50 م
بالفيديو..أحمد بدوي..«مشير» إنقاذ مصر

واحد من عشاق العسكرية المصرية، أفنى حياته فدا هذا الوطن، لا يعرف الكثيرون عنه الكثير، خاض جميع الحروب العربية _ الصهيونية وهو يمثل التجسيد الحى للأصالة المصرية النابعة من أرضها ونبتها البشرى العظيم فى كل المعارك التى خاضها منذ الأزل، أول من دعا إلي اقتصاد الجيش المصري، وقال: «تعتمد القوات المسلحة علي إنتاج إحتياجاتها حتي لا تكون عبء علي المنتج المحلي».. إنه المشير أحمد بدوي، والذي ظل طوال فترة قيادته القصيرة للجيش يعمل ليل نهار من أجل بالإكتفاء الذاتي للجيش حتى يستمد قوته من ذاته، ليؤسس حجر أساس دخول الجيش لإنقاذ اقتصاد مصر في الأوقات الحرجة. 

فهو من وضع وضع خطة مصانع الجيش المدنية، وهو من ساهم في سد فجوة نقص الغذاء التي تلت حرب 73، وهو من وضع الامن الغذائي المصري على رأس أولويات القوات المسلحة، وهو من أعاد استراتيجية عمل الهيئة الهندسية لتواكب التطور الحاصل في الانشاءات المدنية، وهو من جعل سلاح المهندسين يضع لمساته في بناء الجسور والكباري في الشوارع والمحاور المصرية.
ففي حواره مع التلفزيون المصري في ذكرى حرب اكتوبر وقت ان كان وزيرا للدفاع وقائدا عام للقوات المسلحة ذكر بالتفصيل المرحلة الاولى من خطة انقاذ اقتصاد مصر المنهك بعد الحرب، والتي بدأت بسد احتياجات القوات المسلحة بعيدا عن السوق، حتى لا تنافس هذه المؤسسة العظيمة قوت الشعب، ليكون لبنة جديدة للمساهمة في توفير هذا القوت الضروري والاساسي لهذا الشعب العظيم الذي وقف خلف قواته المسلحة يؤازره ويسانده في مهمة تحرير الارض والعرض.
وقال بدوي في هذا الحوار ان الجيش سيظل يرد الجميل للشعب طالما في القوات المسلحة جندي ينبض بالحياة، وأن مصانع القوات المسلحة الجديدة للأمن الغذائي ستكون في خدمة الشعب، لأنها من أموال الشعب.
صحيح ان المشير العظيم أحمد بدوي قد مات ولم يكمل خطته كلها، لكنها مهد الطريق، وشرع في البناء، وجاء من بعده من أكمل المسيرة التي لولا مؤسسها، ما كانت القوات المسلحة الان تنقذ مصر واقتصادها من أزمات لا حصر لها، غرقت فيها بلاد اخرى، لم يكن لديها قائد عام للجيش بمثل كفاءة هذا الراحل العظيم.

اليوم هو الذكرى الثانية والاربعين لتولي العميد أحمد بدوي قيادة الجيش الثالث.

ولد المشير العظيم أحمد بدوى فى الاسكندرية عام 1929، تخرج من الكلية الحربية عام 1948، وقضى سنوات طوال متصلة مقاتلا بالتشكيلات القتالية، فاكتسب خبرة غير عادية فى النواحى القتالية والإدارية، وفن القيادة، واشترك فى الجولة العربية الصهيونية الأولى عام 1948، حيث قاتل فى معارك المجدل ورفح وغزة والعصلوج وكان وقتها برتبة الملازم ثان، سطر بكفاءته أول مراحل بطولاته وتضحياته.

وفى عام 1955 نُقل أحمد بدوى إلى الكلية الحربية حيث عمل مدرسًا، ثم مساعدًا لكبير معلمى الكلية الحربية حتى عام 1958، كان فيها مثالا للقائد الذي يربي أبطالا لهم هدف واحد، هو أن تكون مصر حرة مستقلة، وأن ترابها أغلى من كنوز الأرض، وبذلك اكتسب خبرة كبيرة فى الناحية الأكاديمية وأضاف الكثير إلى العلوم العسكرية التى كانت تدرس فى ذلك الوقت فى الكلية الحربية وحرر البرامج التعليمية فيها من السطحية وحولها إلى برامج متعمقة وأكثر تخصصية لقد كان أحمد بدوى يؤمن بالعلم والعسكرية بعيدا عن التعسف العثمانى.

وفى عام 1958، سافر إلى الاتحاد السوفيتى فى بعثة دراسية بأكاديمية فرونز العسكرية العليا لمدة 3 سنوات وتخرج فيها كقائد أسلحة مشتركة وضابط أركان حرب، لينتقل من قائد ميداني لا يشق له غبار، إلى قائد عمليات، ومخطط تكتيكي، جمع في عقله مختلف العلوم العسكرية العالمية.

وشارك «أحمد بدوى» فى حرب اليمن عام 1965، وحارب فى معركتى جبل السر وصنعاء، ثم اشترك فى معركة الخامس من يونيو عام 1967 وأدى واجبه بشرف وجدارة فى معركتى الكونتلا عام 67 ولكن نتائج المعركة النفسية فى النهاية حجبت تلك العمليات التى أثبت فيها المقاتل المصرى قدرته على التفوق أمام العدو الإسرائيلى فى الالتحام والمواجهة، تلك المعارك لو أذيعت وقتها وعلم بها المنكسرون بفعل النكسة، لأدركوا أن في قواتهم المسلحة رجالا تهتز الأرض قبل أن يضعوا عليها أقدامهم، وهم ذاهبون الى الموت فداء لهذا الوطن.

لم تكن حياة الرجل كلها معارك على جبهة القتال، بل كان له معارك ضارية بعيدا عن الجبهة، فبعد حرب يونيو 1967 صدر قرار ظالم بإحالته للتقاعد، في عز عطاؤه ومجده، لكنه لم ييأس، ولم يتوقف عن القتال في الحياة، فالتحق خلال تلك الفترة بكلية تجارة عين شمس وحصل علي البكالوريوس شعبة إدارة الأعمال وفي عام 1971 رد الرئيس السادات اعتباره، وأعاده مرفوع الرأس للقوات المسلحة والتحق بأكاديمية ناصر العسكرية العليا في عام 1972 وحصل علي درجة الزمالة ثم تولي منصب قيادة الفرقة السابعة مشاة بالجيش الثالث الميداني.

وفى أكتوبر 1973 كان أول قادة الفرق الذين عبروا القناة مع جنودهم، في ذلك الوقت أدرك كل من حوله من جنود أن هذا القائد سيأخذهم إلى النصر لا محالة، بعد مواقفه البطولية خلال الحرب وتواجده باستمرار على رأس قواته فى شرق القناة ورغم الحصار الذى فرضه العدو عليهم إلا أنه لم يستكن بل كبد العدو خسائر كبيرة فى المعدات والأفراد وحرر مساحات جديدة من الأراضى المصرية المحتلة فى سيناء، كان على رأسها عيون موسى، تلك البقعة الغالية التي تشهد ببسالة هذا الرجل حتى الأن، لذلك أصدر القائد الأعلى للقوات المسلحة قراره بترقية العميد أركان حرب أحمد بدوى إلى رتبة اللواء وإسناد قيادة الجيش الثالث الميدانى إليه خلال فترة الحصار تقديرا لقيادته الرفيعة وعبقريته الحربية الراقية وبذلك توج القائد الأعلى ملحمة السويس وجيشها الثالث العملاق وقائده الشاب المغوار.

 واستطاع اللواء بدوي مع فرقته عبور القناة إلي سيناء وصد هجوم إسرائيلي استهدف مدينة السويس وعندما قامت القوات الإسرائيلية بعملية الثغرة علي المحور الأوسط اندفع بقواته إلي عمق سيناء لخلخلة جيش العدو واكتسب أرضا جديدة من بينها مواقع العدو في منطقة "عيون موسي " جنوب سيناء وصمد مع رجاله شرق القناة في مواجهة السويس.

وفي 13 ديسمبر 1973، عين قائدا للجيش الثالث الميداني، ومنحه الرئيس السادات نجمة الشرف العسكرية ثم عين رئيسا لهيئة التدريب ثم رئيسا للأركان وفي 14 مايو 1980 عين وزيرا للدفاع وفي 2مارس 1981 استشهد مع 13 من كبار القادة عندما سقطت بهم طائرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق