دعاة الدم.. «أبو محمد الجولاني» مندوب إبليس لإشعال سوريا

الأحد، 10 سبتمبر 2017 01:30 م
دعاة الدم.. «أبو محمد الجولاني» مندوب إبليس لإشعال سوريا
أبو محمد الجولاني
محمد الشرقاوي

في 28‏ يوليو 2016، كان الظهور الأول لوجه خليفة أبي مصعب الزرقاوي في سوريا، بدا للوهلة الأولى يتحدث بصوت رخيم كث اللحية يعصب رأسه بعصبة بيضاء، تنحدر أطرافها على كتفه، معلنًا انفصال جبهة النصرة السورية عن التنظيم الإرهابي الأم القاعدة.

«نصرة لكتابة الله وذجرًا للروافض»، كان شعار تنظيم القاعدة في بادئ الأمر بسوريا، فبماركة أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي، تم تأسيس جبهة النصرة على يد أبو محمد الجولاني.  

ليس الاسم الحقيقي، فاللقب نسبة إلى أراضى الجولان السورية، فأسامة العبسي الواحدي، البالغ من العمر 36 عامًا، يعد أصغر «آمراء الإرهاب» في تاريخ الحركات ذات الأيدلوجية الدينية المتطرفة، بعد حمزة بن لادن وريث مؤسس القاعدة أسامة بن لادن.

ولد «الفاتح» -كما يلقبه أنصاره- في بلدة الشحيل بمدينة دير الزور عام 1981، من عائلة أصلها من محافظة إدلب، تم توليته قائدًا جبهة النصرة لأهل الشام، امتداد دولة العراق الإسلامية فرع القاعدة في بلاد الشام، التي كان يتزعمها أبو بكر البغدادي، دخل سوريا بعد أشهر من اندلاع الثورة السورية.

عاش الجولاني لفترة من عمره في العراق، كانت قبل الغزو الأمريكي لبغداد، لكنه غادرها إبان الغزو في 2003، لكن سرعان ما عاد كأحد المقاومين ضد الاحتلال، وانضم إلى فرع تنظيم القاعدة الذي أسسه الأردني أبو مصعب الزرقاوي، وأعلن تبعيته لأسامة بن لادن، فترقى بسرعة في صفوف التنظيم حتى أصبح من الدائرة المقربة من الزرقاوي، وبعد اغتيال الأخير في غارة أمريكية 2006، خرج الجولاني من العراق إلى لبنان، وأشرف على تدريب جند الشام المرتبط بتنظيم القاعدة، وفق مواقع سورية.

اشتاق الجولاني لتراث مؤسس القاعدة في العراق الزرقاوي، فعاد للعراق مجددًا، تم اعتقاله وإيداعه سجن «بوكا»، ببعدها أطلق سراحه في 2008، والتحق بإرث القاعدة والذي   فاستأنف نشاطه العسكري مع ما كان يسمى الدولة الإسلامية في العراق، بقيادة أبو عمر البغدادي، وسرعان ما أصبح رئيسًا لعملياتها في محافظة الموصل، في حقبة أبو بكر البغدادي.

ونظرًا لاتساع رقعة التنظيم الإرهابي في شمال العراق وبطول الحدود السورية، كان التنسيق مع الجولاني على تأسيس فرع للقاعدة في سوريا، في ظل توتر الأوضاع بعد احتجاجات 11 فبراير 2011.

في 24 يناير 2012، أعلن الجولاني تشكيل «جبهة النصرة لأهل الشام»، واتخذ من منطقة الشحيل – مسقط رأسه- منطلقًا لعمل الجبهة، كما دعا في بيانه السوريين إلى الجهاد وحمل السلاح لإسقاط النظام، وصار من يومها يدعى في أدبيات الجبهة المسؤول العام لجبهة النصرة، لتبدأ مع الجبهة حقبة دماء هي الأكثر بشاعة في تاريخ بلاد الشام.

كانت تعليمات أيمن الظواهري للجولاني بإسقاط النظام السوري وأعوانه، وهو ما أفصح عنه في 2013 يقول على قناة الجزيرة القطرية: «تؤكد أن مهمتنا هي إسقاط النظام السوري وحلفائه مثل حزب الله، ثم التفاهم مع الشركاء لإقامة حكم إسلامي راشد. ولن نستخدم الشام قاعدة لاستهداف أميركا وأوروبا لكي لا نشوش على المعركة الموجودة. أما إيران فسنكتفي بقطع أيديها في المنطقة وإذا لم يكفِ هذا فسننقل المعركة لداخلها».

مرت الجبهة بعدة تطورات، فانفصلت عن القاعدة وبارك الظواهري ذلك، في محاولة للهروب من الضربات الأمريكية، حيث تضع الإدارة الأمريكية الجولاني وجبهته على رأس القوائم السوداء للإرهاب.

تحولت إلى جبهة فتح الشام ثم اندمجت في هيئة تحرير الشام، وتلقت ضربات موجعة من الجيش السوري، والذي نجح في فك حصار مدينة حلب وطرد تلك التنظيمات في أشرس معركة خلال العام الماضي، ضمن منصة قاعدية تجمع أغلب الميليشيات الإرهابية التي تتآكل يوما تلو الآخر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق