لماذا لا تقلق إسرائيل من داعش

الإثنين، 14 ديسمبر 2015 07:07 ص
لماذا لا تقلق إسرائيل من داعش

لیس الحدیث حول السبب فی عدم القلق الاسرائیلی من جماعات الغرب الإستعماری وأسبابه بالدرجة الأولی، ولا بالتعاون والتنسیق بینهما، بل أن الأمر یتعدی الی الموقف والرؤیة من هذه الجماعات والکیان الإسرائیلی، فالکیان الإسرائیلی بدأ عبارة عن جماعة من جماعات الغرب الإستعماری والتی أرسلها إلی منطقتنا العربیة والإسلامیة بهدف نشر الفوضی فیها والقضاء علی أی امکانیة متاحة لبناء المجتمع القوی والدولة، وحینما وجد الغرب الاستعماری أن شعوب المنطقة تمکنوا من تشکیل الأرضیة التی أضعفت مشروع الغرب الإستعماری التدمیری والمتمثل بالکیان الاسرائیلی، وجد الغرب أن الحل یکمن بإرداف هذا الکیان بجماعات أخری شبیهة له لیستفاد منها فی تحقیق الهدف والغایة نفسها. وفی معرض الإجابة عن السؤال المطروح حول السبب الذی لا یجعل الکیان الاسرائیلی قلقاً من هذه الجماعات یمکن عرض القواسم المشترکة بینهما علی النحو التالی:

لماذا الکیان الاسرائیلی لیس قلقاً من داعش؟
أولاً: الأعداء بینهما مشترکون والمشغل واحد، فعدو الغرب الإستعماری فی منطقتنا هو الجیوش المقتدرة وحرکة الشعوب الفاعلة والبنّاءة، وما جاء به تنظیما داعش والنصرة الإرهابیان وأشباههما من مشروع غربی قائم علی تدمیر جیوش بلدان المنطقة ومحاربة حرکات المقاومة وقتل المدنیین وارتکاب الجرائم وتشویه الرسائل السماویة لهو الهدف عینه والوظیفة نفسها التی کلف بها الکیان الإسرائیلی، وعلیه لا یری الکیان ضرورة ودافعاً للقلق من هذه الجماعات، فالهدف واحد.

ثانیاً: البنیة والترکیبة، فکلا الکیان الإسرائیلی التدمیری أو جماعات الفکر التخریبی قائم ومستند بترکیبته علی عناصر لا تعمل وفق ایدیولوجیة أو رؤیة سوی الإرتزاق والکسب والنفع، وهو ما یمکن تسمیته بالمرتزقة، فجماعات الفکر التخریبی تشکیلته من مرتزقة انضموا إلیها مقابل الحصول علی بعض الأموال بشکل منتظم وهو ما یشترک فیه الکیان الاسرائیلی التدمیری حیث ترکیبته من أجناس وشعوب وجدت فی وعود تأمین المسکن والحیاة بعیداً عن الفقر ملاذاً دون التطلع والنظر إلی مستلزمات هذه الوعود التی ترتب علیها تهجیر شعوب من أراضیها وسفک دماء.

ثالثاً: یری کلا الکیان والجماعات أن شعورهم بملاحقة الشعوب لهم والبراءة منهم بسبب وحشیتهم وارتکابهم لإنتهاکات واعتداءات سواء تلک التی ضد الفلسطینیین بأیدی الکیان التدمیری، أو ضد الشعوب العربیة وخاصة فی العراق وسوریا من قبل جماعات الفکر التخریبی، والرفض الشعبی العارم من قبل شعوب العالم أجمع علی هذه الجرائم المشترکة واضح وفعال وهو فی وتیرة متصاعدة، هذا الأمر یدفع بالکیان والجماعات للإلتفاف حول بعضهم. یضاف إلی ذلک أن الآمر واحد، فکلاً من الکیان الاسرائیلی أو الجماعات خاضع بشکل أو بآخر فی نهایة المطاف إلی الرؤیة والآلیة التی تفرضها حکومات الغرب الإستعماری، هذه الآلیة وباعتبارها تنظر إلی کلیهما علی أنهما ینخرطان لذات الهدف، فإن التنسیق وعدم وجود ضرورة للقلق من بعضهما البعض هو الواقع المفروض.

صحیح أن المنشأ للکیان والجماعات واحد، والهدف من انشائهما واحد، إلا أن الرؤیة الغربیة الإستعماریة تنظر إلی کلا الجماعات والکیان بفارق واحد، فهی لا تری صحة انشاء کیانین فی منطقتنا لتحقیق زعزعة وجو فاقد للإستقرار، وعلیه فإنها تنظر إلی الجماعات کوسیلة مساندة للکیان من جهة ومرحلیة من جهة ثانیة، وهی تری فی الجماعات کمقدمة أولی للإنتقال بعدها إلی آلیة مختلفة بعد أن تکون قد حققت الدمار والخراب فی المنطقة. ولذلک فإن هذه الجماعات بلا شک ستتحول فی یوم من الأیام من مشروع تحت سیطرة غربیة استعماریة بالکامل إلی واقع مقلق للغرب نفسه. فی الجانب الآخر فإن الجهات التی تدیر هذه الجماعات التخریبیة متعددة ومتنوعة، وتضارب المصالح بین هذه الجهات الداعمة اذا ما حصل لا شک لن یکون فی صالحها یوما، وسیتحول إلی واقع علیهم قد یصعب مواجهته.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة

كولومبوس كرو يقدم وسام أبو علي

كولومبوس كرو يقدم وسام أبو علي

الأربعاء، 20 أغسطس 2025 12:02 ص