«الجونة السينمائى» هل سينافس «كان»؟

الثلاثاء، 12 سبتمبر 2017 04:04 م
«الجونة السينمائى» هل سينافس «كان»؟
أحمد إسماعيل يكتب:

أثناء إقامة المؤتمر الصحفى الأول لمهرجان الجونة السينمائى وبحضور فريق عمل المهرجان والقائمين عليه، وجدت عندهم الأمل فى المحاوله لمنافسة مهرجان كان السينمائى والعمل على إخراج حدث سينمائى سياحى ثقافى مختلف، للعمل على نجاح ما فشلت فيه العديد من المهرجانات المصرية السينمائية الأخرى.
 
فحال المهرجانات السينمائية المصرية ليس ببعيد عن حال السينما نفسها، ،الذى تدهور كثيرا فى الفترة الأخيرة، ومهرجان «كان» لم يعد حدثا فنيا فحسب، بل أصبح علامة من علامات صناعة السينما فى العالم كله.
 
وتلعب السينما دورا هاما فى اقتصاديات الدول والمجتمعات التى تهتم بهذه الصناعة المتميزة كأحد مصادر التمويل أو أحد مصادر الدخل القومى مثلها مثل أى صناعة قومية أخرى تشكل نسبة هامة فى إجمالى الناتج القومى لتلك البلدان مثل: الولايات المتحدة الامريكية والهند وغيرها من البلدان الأخرى التى أولت هذه الصناعة اهتمامًا كبيرًا.
 
ولهذا فإن الدورة اﻷولى من مهرجان الجونة السينمائى الذى سيقام فى مدينة الغردقة بمنتجع الجونة على شاطئ البحر الأحمر، فى الفترة من 22 وحتى 29 سبتمبر 2017 الحالى، ستشهد ميلاد مهرجان سينمائى جديد، نأمل أن يعمل على إثراء صناعة السينما فى مصر وتقديم فرص جدية لها لتعود وتنتعش بقوة كما كانت، فقد تراجعت صناعة السينما فى مصر منذ ثورة 25 يناير 2011، حيث لا يزيد عدد الأفلام المنتجة فى 2013 عن 15 فيلما، بعد أن كان متوسط الإنتاج السنوى أكثر من 40 فيلما خلال العشرين عاما الماضية.
 
المهرجانات السينمائية ليست هدفًا لصناع السينما، والمُمثلين، والقائمين على الصناعة فى كُل أنحاء العالم فقط، وإنّما هى مُهمّة لكُل مَن يُريد أن يطّلع على فن السينما ويتابع ما حدث فيها من تطورات على مختلف المجالات، إذ تتيح هذه المهرجانات رؤية سينما مختلفة عن تلك التى تُعرض فى أدور العرض المحلية، أو ما يُطلق عليها الأفلام التجاريّة، ويقام حول العالم 4000 مهرجانا للسينما على الأقل، ويوجد فى أمريكا وحدها650 مهرجانا سينمائيا: ويصل عدد المهرجانات فى العالم العربى إلى اكثر من 18 مهرجانا بينها مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وهو أول مهرجان دولى فى العالم العربى وفى الدول العربية مهرجانات عديدة سينمائية فى قرطاج ومراكش ودمشق وبغداد ودبى وأبوظبى والدوحة وفلسطين.
 
واللجنة الاستشارية الدولية لمهرجان الجونة مبشرة بالخير، حيث تضم 10 قامات سينمائية عربية ودولية بارزة، حيث تضم الفنانة يسرا، والمخرج محمد ملص، الذى يعتبر أحد كبار المخرجين السينمائيين السوريين والعرب وانضمت إلى اللجنة أيضًا الفنانة التونسية هند صبرى، إضافة إلى الكاتب والمخرج الأفغانى الفرنسى عتيق رحيمى، والكاتبة والمخرجة الفلسطينية هيام عباس والمنتج والموزع التونسى طارق بن عمار، والمخرج يسرى نصرالله، والمخرج الموريتانى عبدالرحمن سيساكو، والألمانية مارجريتا فون تروتا، والفنان الأمريكى فوريست ويتكر، وتعاون مؤسسة كبيرة ودولية مثل ما أعلنته السفارة الأمريكية أن برنامج الدبلوماسية السينمائية الأمريكية الأول والذى يحمل اسم «عرض الأفلام الأمريكية»، سيشارك مهرجان «الجونة السينمائى» فى استضافة ورش عمل ودورات إرشادية، وذلك من خلال مشاركة اثنين من أبرز صُناع السينما الأمريكيين، حيث يشارك كاتب السيناريو  والمخرج ريتشارد تان والمنتج  وكاتب السيناريو جيف ستوكويل فى المهرجان وفى ورش عمل لمجموعة مختارة من صُناع الأفلام وكتّاب السيناريو والمخرجين من مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
 
ويعد برنامج «عرض الفيلم الأمريكى» هو  برنامج الدبلوماسية السينمائية الأبرز الذى تديره وزارة الخارجية الأمريكية بالتعاون مع معهد الفنون السينمائية بجامعة جنوب كاليفورنيا.
 
ويتجاوز مقدار الجوائز النقدية فى المهرجان 200 ألف دولار، كما اعلنت إدارة المهرجان عن التسويق عالمياً من خلال الشراكة مع مجلة فارايتى الأمريكية وأيضاً من خلال رعاية يورو نيوز للمهرجان الذى يستعد لاستقبال ما يقرب من 700 ضيف.
 
واختيار أفلام مهمة تشارك فى قائمة الأفلام الروائية مثل فيلم «الجانب الآخر من الأملـ« للمخرج آكى كوروسماكى وهو ربما أفضل فيلم فى هذا العام والحائز على الدب الفضى فى مهرجان برلين.و«ابن صوفيا «الحائز على الجائزة الكبرى فى مهرجان ترايبيكا، والأم المخيفة» الحائز على الجائزة الكبرى فى سراييفو، وفيلم «الجريمة الثالثة» للمخرج اليابانى الكبير هيروكازو كوريدا.
 
فهل سينجح هذا المهرجان فيما فشلت فيه المهرجانات السينمائية الأخرى ويدعم مصر سياحيا واقتصاديا؟ هذا ما نأمله ولعله أن يكون خطوة موفقة فى سبيل أن تنهض مصر من جميع النواحى الاقتصادية والثقافية والسياحية، فهى جديرة بكل تقدم وتطور، لأنها كانت السباقة دوما على طريق الحضارة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق