واشنطن بوست: مسلمو الروهينجا يهربون من ميانمار
الأربعاء، 13 سبتمبر 2017 07:34 م
مسلمو الروهينجا
ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم الأربعاء، أنه فى الوقت الذى إنهالت فيه الادانات على ميانمار جراء العنف الذى دفع نحو 370 ألفا من أقلية الروهينجا المسلمة إلى الفرار إلى دول مجاورة تقول حكومة هذه الدولة، أن زعيمتها أونج سان سو كى لن تحضر هى الأخرى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك هذا الأسبوع.
وسلطت واشنطن الضوء على مأساة مسلمى الروهينجا فى ميانمار قائلة: أن هذه الأقلية عاشت عقودا من الاضطهاد والتمييز من قبل الغالبية البوذية فى ميانمار حيث منعوا من الحصول على الجنسية الميانمارية رغم جذورهم الممتدة لقرون فى الدولة.
وقالت الصحيفة أن سو كى لن تشارك فى اجتماعات الجمعية التى بدأت أمس الثلاثاء وتستمر حتى الخامس والعشرين من الشهر الجارى لمواجهة المشاكل الأمنية الداخلية فى بلادها وفق ما قال متحدث باسم مكتب الرئاسة.
وسو كى ليست رئيسة ميانمار ومنصبها الرسمى هو مستشارة الدولة ووزيرة خارجيتها، ولكنها بحكم الواقع زعيمة الدولة الواقعة فى جنوب شرق آسيا.
وقال مكتب الرئاسة فى ميانمار، أنه فى الوقت الذى يُعالج فيه الرئيس هتين كيوان، سيحضر نائبه الثانى اجتماعات الأمم المتحدة.
وقال مكتب الرئاسة أن السبب الرئيسى لعدم حضور سان سوكى هو "هجمات الراخين الإرهابية" حسب وصفه مضيفا " أن مستشارة الدولة تركز على تهدئة الوضع فى ولاية راخين.. والسبب الثانى أن هناك أناسا تحض على الشغب فى بعض المناطق. نحاول معالجة المشكلة الأمنية فى هذه المناطق .. والسبب الثالث هو أنه نما إلى علمنا أنه ستكون هناك هجمات إرهابية ونحن نحاول مواجهة هذه القضية ".
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن الأزمة نشبت فى الخامس والعشرين من أغسطس عندما هاجم الروهينجا مواقع للشرطة فى ولاية راخين فى ميانمار وذلك دفع الجيش الميانمارى إلى إطلاق "عمليات تطهير" ضد من وصفتهم بالمتمردين وهو ما أثار موجة عنف تسببت فى مقتل المئات وحرق آلاف من منازل الروهينجا.
وتلقى الحكومة الميانمارية بالمسؤلية على أقلية الروهينجا فى هذه الهجمات، لكن الصحفيين الذين زاروا المنطقة عثروا على أدلة تثير شكوك فى مزاعم الحكومة الميانمارية بأن الروهينجا هم من أضرموا النيران فى منازلهم.
وأضافت الصحيفة أن كثيرا من الروهينجا الذى تدفقوا إلى مخيمات اللاجئين فى بنجلاديش تحدثوا عن إطلاق الجيش الميانمارى النار عشوائيا عليهم وحرق منازلهم وتحذيرهم بالرحيل أو الموت. وقال آخرون إنهم تعرضوا لهجوم من حشود بوذية.
واستقبلت بنجلاديش المجاورة لميانمار تدفقا هائلا من الروهينجا الذين وصل كثير منهم فى حالة إنهاك تام وجوع شديد بعد السير لأيام فى الغابات أو عبر قوارب خشبية شديدة مكتظة بهم.
وقبل نشوب الأزمة يوم 25 أغسطس كانت بنجلاديش تستضيف بالفعل نحو 500 ألف من لاجئى الروهينجا الذين فروا من موجات عنف سابقة ضد المسلمين فى عام 2012. وتعهدت رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة بمساعدة الوافدين الجدد ولكنها طالبت ميانمار بالسماح بعودة مواطنيها إلى ديارهم.
ومع امتلاء المعسكرين الموجودين بالفعل بما يفوق قدرتهما الاستعيابية تقول حكومة بنجلاديش أنها ستوفر (810 هكتارات) لمعسكر جديد على الحدود.
ويتم تسكين الوفدين الجدد فى المدارس أو فى مخيمات مؤقتة على طول الطرق وفى حقول مفتوحة فى ظل نقص للموارد بما فى ذلك الغذاء والماء النظيف والمساعدات الطبية.
واتهمت مجموعتان حقوقيتان مجلس الأمن الدولى بتجاهل الأزمة. وقال لويس شاربونو من هيومن رايتس ووتش وبجواره ممثلين من منظمة العفو الدولية فى مقر الأمم المتحدة " هذه أزمة أمنية دولية .. ليس هناك عذرا لمجلس الأمن الدولى بأن يتجاهل المسألة ".
وحثت منظمة التعاون الاسلامى أكبر هيئة إسلامية فى العالم ميانمار على السماح لمراقبى الأمم المتحدة بالدخول حتى يتسنى لهم التحقيق فيما وصفته بالوحشية الممنهجة ضد الروهينجا. وصادق مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة على تشكيل لجنة للتحقيق فى وقت سابق من العام الجارى لكن ميانمار رفضت فى شهر يونيو السماح لها بالدخول. وقوبلت زيارة مبعوث فى شهر يوليو باحتجاجات.