حسن فايق.. 82 عاما من السعادة انتهت بالشلل

الخميس، 14 سبتمبر 2017 10:23 م
حسن فايق.. 82 عاما من السعادة انتهت بالشلل
حسن فايق

«حسن فايق».. هو مدرسة فنية مُتميزة وواحدٌ من أقطاب الكوميديا في السينما المصرية، ومن أصحاب الضحكات المميزة، وأحد رموز الأداء التلقائي في الكوميديا المصرية، الذي استطاع أن يصنع لنفسه قاعدة جماهيرية عريضة بالرغم من عدم حُصوله على دور البطولة على الإطلاق في جميع الأعمال التى شارك فيها!
 
 
ولد «فايق» السابع من يناير من عام 1898م بمدينة شربين بمُحافظة الدقهلية ثُم انتقل إلى القاهرة واستقر هو وعائلته بحي شُبرا وبدأ مسيرته الفنية مُبكرًا حين كان عمره 16 عامًا مع إحدى فرق الهواة، وفي عام 1914م بدأ عمله الاحترافي مع فرقة «روز اليوسف»، في مسرحية «فران البندقية»، ثم انضم بعدها إلى فرقه عزيز عيد، واستمر معها حتى عام 1917م، حيث قرر أن يؤسس فرقة مسرحية خاصة به.
 
 
واشترك للعمل فيها العملاق المسرحي يوسف بك وهبي! وقام فايق بتأليف عرض مسرحي عرضه في افتتاحها، وكان بعنوان: «ملكة الجمال»، وفي عام 1919م بدأ في إلقاء المُونولوجات. وكان يقوم بتأليفها.
 
 
وكانت ذات طابع نقدي اجتماعي، كما قام أيضاً بتأليف وتلحين مونولوجات لغيره من الفنانين، أما عن مسيرته السينمائية فقد بدأها في عام 1932م، وكانت أول مُشاركة له في فيلم «أولاد الذوات»، ومن بعده فيلم «عنتر أفندي»، ثُم تعددت بعد ذلك أعماله السينمائية. وكان من أشهرها «عريس الهنا ولعبة الست وأبو حلموس والعيش والملح وأحلام الشباب وعروسة للإيجار والنفخة الكدابة وخضرة والسندباد القبلي وسُكر هانم وماليش غيرك».
 
 
إضافة إلى «شارع الحُب وقمر 14 وقلبي دليلي وأحبك أنت وليلة العيد ومعبودة الجماهير ونشالة هانم وحسن ومُرقص وكوهين وعنبر والآنسة بوسة وإسماعيل يس في جنينة الحيوان وسُكر هانم وخطيب ماما والزوجة 13 وليلة الدخلة». ومن أشهر مسرحياته «حُكم قراقوش والدنيا لما تضحك والستات مابيعرفوش يكدبوا وإلا خمسة».
 
 
كان «فايق» دائما يُطلق ضحكته المُميزة في مختلف الأفلام التي قدمها مع توأمه الفني الذي لازمة في الكثير من أعمالة وهو الفنان الكبير إسماعيل يس وعُرفت ضحكته بأنها جنان لأنها كانت مُميزة واستثنائية ولم تتكرر في السينما المصرية حتى يومنا هذا.
 
 
ولكننا لم نتخيل أبداً أن تلك النهاية المأساوية ستكون يوما ما من نصيب الفنان الذي صنع البسمة والضحكة على وجوه الكثيرين ففي إحدى محلات بيع الأحذية بوسط البلد كان «فايق» جالساً في انتظار البائع كي يأتيه بحذاء ليقيسه وكان صاحب المحل سعيداً بوجود الفنان الكبير بمحله وبأنه اختاره دوناً عن باقي المحال ليدخُله.
 
وطلب له فنجان من القهوة وظل يُسامره ويتذكر معه أدواره التي قام بها، وكيف أنها بالرغم مرور فترة طويلة عليها لزالت تُضحكه هو وأبناؤه وفجأة وبدون سابق إنذار يقع فنجان القهوة من يد فائق ويسقط على ثيابه بعدها يسقط من على الكرسي دون حراك!
 
 
وبالصُدفة البحتة تقدم أحد الأطباء كان مُتوجدًا بالشارع أمام المحل وهرع داخله بعد صياح واستغاثة صاحب المحل ليكشف عليه، ثُم يؤكد! بأن الفنان حسن فايق، قد أصيب بالشلل النصفي!
 
 
وللأسف الشديد تجاهل العديد من المسؤولين آنذاك التدخل في علاجه برغم تعدد طلبات وتوسلات! زُملائه لهُم حتى قرر الفنان القدير محمود المليجي، أن يذهب للرئيس السادات بنفسه ليُقابله ويشرح له مأساة «فايق»، وبمُجرد انتهاء المُقابلة أمر السادات بصرف معاشاً استثنائياً لـ «فايق» عاش به في سنواته الأخيرة حتى توفى في (14 / 9 / 1980م) بعد أن ترك بصمة قوية في تاريخ الكوميديا وضحكة مُميزة في السينما المصرية لم تُفارقه حتى وفاته!
 
 
حيث ظهرت صورة نادرة له تم التقاطها له قبل رحيله بأيام في منزله وهو يضحك برغم الشلل والألم والمُعاناة! رحم الله حسن فايق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة