«التابلت» vs «اللاسلكي».. من يفوز في حرب تطوير المحليات؟

الجمعة، 15 سبتمبر 2017 03:38 م
«التابلت» vs «اللاسلكي».. من يفوز في حرب تطوير المحليات؟
الدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية
ماجد تمراز

معركة طاحنة تشهدها المدارس المختلفة فى تطوير الإدارة المحلية فى مصر، فمن ناحية يحاول الدكتور هشام الشريف، وزير التنمية المحلية، نشر فكره الرقمى والتكنولوجى فى ربوع محافظات مصر، من خلال التعامل بوسائل الإتصال التكنولوجي المُستخدمة بجميع دول العالم عدا مصر، ومن ناحية أخرى بين الوسائل القديمة التى اعتادت الإدارات المحلية بالمدن والقرى والأحياء وحتى غرف العمليات بالمحافظات على استخدامها دون ملل أو عناء، ولعل هذه الطريقة أحدث أسباب تدهور الإدارة المحلية فى مصر.

 

 

فمنذ اللحظات الأولى للدكتور هشام الشريف، بمنصب وزير التنمية المحلية، جهر الـ«وزير الرقمى» بفكره الذى طغى عليه الطابع الحديث، ولعل أهم ملامحه استخدام الوسئال التكنولوجيا الحديث مثل «التابلت» و«الحاسب الآلى» والهواتف الذكية بمختلف أنواعها والتطبيقات الجديدة الخاصة بسرعة التواصل، فضلاً عن إنشاء غرف عمليات ذكية بكل مبنى تابع للمحليات، ضارباً بعرض الحائط العوائق الثقيلة التى ستُهلك عاتقه، واستمرار استخدام الوسائل القديمة فى التواصل كالفاكسات واللاسلكى والهواتف الأرضية وغيرهم.

 

أما عن إمكانية إحداث نقلة نوعية تكنولوجيا فى إدارة المحليات فى مصر، هناك مجموعة من الشواهد التى قد تعوق دون حدوث ذلك، حيث كشفت مصادر مُطلعة بوزارة التنمية المحلية، عن أن أكثر من 90% من المكاتب وغرف العمليات المركزية بالمحافظات والمدن والقرى والأحياء، تخلو تماما من الحاسب الآلى ووسائل الإتصال التكنولوجى، الأمر الذى يتطلب تكلفة هائلة قد تصل إلى 5 مليارات جنيه لتغطية معظم هذه المكاتب بهذه الأجهزة ومد أفراد المتابعة الميدانية التابعين لهذه المكاتب بأجهزة تواصل حديثة، فى حين أن ميزانية المحافظة متواضعة لا تتعدى الـ 20 % من قيمة هذا المبلغ، مما يجعل الأمر مستحيلاً.

 

وأضاف المصدر فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أن متوسط أعمار العاملين فى المحليات فى مصر _أحد أكبر القطاعات العاملة فى مصر_ تخطى الـ 45 عام، مما يجعل تعاملهم مع الوسائل التكنولوجيا المختلفة وأجهزة التواصل الحديثة شبه مستحيلاً، حتى مع التدريب المستمر، بعضهم سيجد هذه الوسئال غير لائقة لمرحلته العمرية، وإن استخدمها فى حياته الخاصة، سيثقل عليه استخدامها فى عمله بعدما اعتاد على استخدام الوسائل التقليدية فى التواصل كـ«اللاسلكى».

 

وأوضح المصدر، أن الدكتور هشام الهلباوى، مستشار وزير التنمية المحلية لتطوير الإدارة المحلية، نظم سلسلة من التدريب اليومى للعاملين بالمحليات، أو بشكل خاص القيادات والموظفين المتميزين، يشمل تدريبهم على هذه الوسائل الحديثة، بالإضافة إلى عرض تجارب الدول المتقدمة وبعض الدول النامية التى لها تجارب نموذجية فى الإدارة المحلية.

 

لكن كيف يتدرب هؤلاء الموظفون على استخدام وسائل الإتصال الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة، رغم أنهم لن يستخدمنها إلا فى أضيق الحدود؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق