بالفيديو والصور.. قري الدم والنار فى مصر

الإثنين، 14 ديسمبر 2015 06:48 م
بالفيديو والصور.. قري الدم والنار فى مصر
ماهر مندى ـ هشام صلاح

خريطة السلاح في صعيد مصر تضاريسها معروفة للجميع، لا تخلو قرية أو نجع من تواجد السلاح فيها، كما يعد الصديق الوفي الذي لا يفارق صاحبه، ومهارة حمله هي أول ما يتعلمه الأطفال ليكون بمثابة «شرف» له.

وفي عالم تسوده لغة العنف ورائحة الدم، يسيطر عليه الأقوى، يُصبح السلاح أيًا كان نوعه هو العنصر الحاسم في المعركة، وفي الفترة الأخيرة أصبح الإفراط في إستخدام القوة ظاهرة تنمو بشكل هستيري بديلًا للرصاصة الواحدة، التي كانت تُعلن أن هناك ثأرًا قد أُخذ، أو أن خصومة ثأرية جديدة قد دشنت.

على ظهور الجمال تتنقل شاحنات السلاح في المناطق الأقل تأمينًا، لتُدفن في الصحراء داخل مغارات يستخدمها «ملوك السلاح» كمخازن للشحنات القادمة إليهم، ويتم نقلها تدريجيًا ؛ إما بالتهريب عن طريق النيل، فيكون بواسطة الصنادل، ويتم تفكيك السلاح وتخبئه في قيعان الصنادل، ويقومون بتوصيله إلى القرى المطلة على نهر النيل نظير مبلغ يصل إلى 600 جنيه للبندقية الآلية، أما الطلقات والذخائر فتحسب بالصندوق، وتُسلم للمشترين في عرض النهر بمراكب صغيرة.

وتقسم الأسلحة المهربة إلي نوعان منها الحديث والقديم وجميعهم من مخلفات حرب 1956،حيث قام آنذاك جمال عبد الناصر بتوزيع أسلحة الجيش على المواطنين، خوفًا من سقوط القاهرة بعد أن تأزّم موقفه العسكري في سيناء، وأصبح قاب قوسين من إعادة احتلال مصر.

«صوت الأمة»، إخترقت معاقل السلاح وتجارتها لتكسر الحاجز المنيع وتكشف كواليس عمليات البيع والتوزيع.

« القاهرة والجيزة »

تعتبر القاهرة والجيزة من أكثر المحافظات التي زاد الاقبال فيهما على اقتناء السلاح بصورة غير شرعية، نظرًا لكونهما المركز التجاري الأكبر على مستوي الجمهورية، ووجود أسواق الجملة التي يسيطر عليها تجار الصعيد، والذين غالًبا ما يسافرون إلى بلدانهم ما بين يوم والآخر، مما حتم عليهم اقتناء السلاح بصورة غير شرعية، بعد أن أصابهم الملل من اجراءات ترخيص السلاح بمديريات الأمن.

وتمتلك عائلات الجيزة ترسانة أسلحة خاصة من أسلحة «عوزى» الإسرائيلية، والجرنوف، والكلاشينكوف الممنوعة، وبخاصة في الصف والبدرشين بالجيزة، وتظهرعندما يلّوح أي الصراع بين العائلات البدوية المتصارعة، والتي تتسم بالعنف الشديد بصحراء الجيزة.

قنا... «السلاح عماد الحرية»

تُعد محافظة قنا أكثر الأماكن التي ينتشر بها السلاح في مصر، وتتركز في قرى الحجيرات، والسمطا، وفاو قبلى، وفاو غرب، وأبو مناع، وقرى أبو حزام، وحمرة دوم، ونجع سعيد، وفاو قبلى وفاو غرب وفاو بحري، والياسنية والسمطا التى تتكون من 14 نجعًا، وأبو مناع بمركز دشنا؛ والشيخ على والشعانية وعزبة البوصة والحامدية وأولاد نجم التى تتكون من 14 نجعا وشرق بهجورة التابعة لمركز نجع حمادى والحجيرات بقنا والسلامات والكرنك التابعتين لمركز أبوتشت، وتقترب تلك المحافظة بحدود السودان الجنوبية والبحر الأحمر.

«السلاح عماد الحرية ».. هكذا هو العرف السائد في طبيعة قنا، فدومًا يقوم أبناء العائلات في المناسبات بعمل سبقا فى إطلاق النيران، واستعراض نوعه والتسابق بكثرة عدد الطلقات.

أما عن أسعار السلاح، فوصل سعر البندقية الآلي الروسي والألماني واليوغسلافي من 20 ألف جنيه إلي 27 ألف وذلك علي حسب متوسط الحالة وللمستعمل و15 ألف جنيه للآلي ذي الحالة المنهكة والتي لاتتحمل الكثيركما أن هناك انواع بنادق اليه خفيفة حديثة انتشرت وهي ما تسمي بالكوري 10 والكوري 11 خفيف بدون ديبشك خشبي ولها مفصل حديدي ويصل سعر الجديد منها 22 ألف جنيه بينما المستعمل منها يصل لـ 16 ألف جنيه.

وتتخصص قرية السمطا فى تجارة الأسلحة الصينية والتي احتلت المرتبة الأولى من حيث الإستخدام داخل مصر.

أسيوط أمبراطورية للسلاح

وتعد مراكز وقري أسيوط الأكثر شهرة في تجارة الأسلحة، حيث تحتل محافظة أسيوط المركز الأول في تجارة الأسلحة في مصر والسوق الأولى لاستهلاك الأسلحة والبيع والشراء لارتباطها بشبكة طرق في ثلاث أماكن هي الأساسية في دخول السلاح جمهورية مصر العربية وهذه الطرق السرية عبارة عن "مدقات" جبلية وصحراوية لثلاث مناطق الأول الصحراء الغربية والذي نشط بقوة بعد الثورة الليبية والذي لم يكن يستعمله الا عرب ليبيا قاطنين هذه المنطقة من الظهير الصحراوي الغربي لجمهورية مصر العربية منذ زمن بعيد، والثاني يربط مركز الإرهاب العالمي للثأر والعزوة وهو مركز البداري والذي يرتبط بطريق مباشر بين سلاسل جبال البحر الأحمر مع السودان وهو السوق القديمة والأكثر قدمًا بين طرق تهريب الأسلحة.

كما يعد الوكر الأخطر فى أسيوط يتمثل فى الدرب والمسلك الغربي هو عبارة عن خطوط ممتدة «مدقات» داخل الصحراء الغربية يمتد إلى داخل ليبيا يستعمله عرب ليبيا بالتنسيق مع تجار السلاح الذين لايستطيعون العبور من هذه الطرق الا بإذن عرب ليبيا "ولقبوا بهذا الاسم لوفودهم من ليبيا منذ ايام الاحتلال الإيطالي لليبيا واستوطنو صحراء مصر الغربية، واتخذوا من هذه الطرق خط دائم للتوصل بين اهلهم في ليبيا فاستعملت بعد ذلك في تهريب «السلاح» حيث بدأت قبائل ليبيا في بيع السلاح للمصريين الموجودين هناك والذين حاولوا بدورهم ادخاله مصر للتجار للاستفادة من أسعاره بعد حالة الكساد والتدهور المادي.

« المنيا.. أحمى نفسك بنفسك »

لعل مشكلة انتشار السلاح من أخطر المشكلات التى تواجه المجتمع المصرى بصفه عامة والمجتمع المحلى فى محافظة المنيا بصفة خاصة وازداد الأمر سوءا بعد قيام ثورة 25 يناير ورفع شعار «أحمى نفسك بنفسك»، حيث تسابق المواطنين فى شراء الأسلحة المرخصة أو غير المرخصة مما أدى إلى فوضى انتشار الأسلحة بشكل لم تشهده البلاد من قبل وأصبحت الأسلحة تنتقل بين المراكز والمحافظات بطريقة سهلة من خلال تجار الأسلحة الذين وجدوا الباب مفتوح أمامهم فى ظل الغياب الأمنى ليفعلوا ما يريدون.
وهناك أكثر من طريق لتهريب السلاح الى المنيا منها الطرق والمدقات الجبلية المنتشرة بطول 1050 كيلومترا، هى طول الحدود المصرية الليبية التى تبدأ من البحر المتوسط حتى حدود السودان جنوبا، وتشهد غيابا ملحوظا لقوات حرس الحدود الليبية، خاصة مع الصراع الذى قد يحدث داخل ليبيا، بالإضافة إلى وعورة بعض المناطق، وهو ما يسهل عمليات اختراق الحدود وتهريب السلاح للأراضى المصرية، ويعتمد فيه المهربون على سيارات «لاند كروزر»، تنقل السلاح من الصحراء الليبية وتعبر بها الحدود المصرية، وصولا إلى وسط الصحراء عن طريق المدقات.

استطاعت «صوت الأمة» أن تكشف عن مناطق بيع الاسلحة النارية ففى مدينة سمالوط، فنجد أكبر مناطق لتجارة الاسلحة بقري شوشة وقرية 5 والصليبة حيث أشتهروا بتجارة جميع انواع الاسلاح التى هربت من ليبيا خلال أحدث الفوضى.

«تجارة تحت حماية»

وقال انه يتاجر فى جميع انواع الاسلحة بحماية من بعض المسئولين ومع استمرار الافصاح عنهم قال " ناس من المباحث " السلاح اللى بيتمسك فى الحملات بناخدة منهم وبنتصرف فية وعند الئوال عن مكان تسلم السلاح أكد انه تسلم فى قرية " عطف حيد " بالظهير الصحراوى بمركز مغاغة مرتع لتسليم الاسلحة النرية والزخائر الحية

«ممرات السلاح الإسرائيلى»

وينتشر السلاح الثقيل «الجرينوف والمتعدد» من وسط إلى جنوب سلاسل جبال البحر الأحمر، وكانت تستخدمه تجار السلاح فهو اقدم طرق لجلب السلاح منذ زمن بعيد وهو طريق عبارة عن مدقات جبيلة ممتدة إلى السودان مرورًا بحلايب وشلاتين وحتى أسيوط ولا يعلمها الا رجال الليل كما يسمون بلغة اهل التجارة ويعلمون كيف يقومون بالابتعاد وتخطي النقاط الحدودية ويبتعدون عن حرس الحدود والمناطق العسكرية في مرورهم عبر هذه النقاط ويقومون باتخاذ هذا الطريق للسودان بسيارة الدفع الرباعي من الربع نقل ويقومون بجلب الأسلحة الثقيلة.

طريق السلاح الاسرئيلي وهو طريق قرى المعابدة وبني محمديات وعرب الكلابات وعرب العطيات وهي كلها قرى تحت سفح الجبل الشرقي اوفوقه مثل المعابدة ولها طريق ممتد وهو عبارة عن ممرات جبلية ممتدة إلى سيناء يقمون باستخدام سيارات "النيفا" والجيب عبر هذه الممرات وصولًا بمناطق مصبره فيها الأسلحة بطرق خاصة على ضفاف خليج السويس حيث يتم الاتفاق بين اعراب المشرق وابناء عمومتهم المشارقة ويقوموا بحملها إلى نفس الطرق الجبيلة التي يحفظونها أكثر من اسمائهم.

«السويس عنق الزجاجة»

وتعتبر قناة السويس هي عنق الزجاجة في تهريب السلاح القادم من منطقه "كسلا" في شرق السودان والتي تبعد عن الحدود المصرية لمسافة 700 كيلو متر لتدخل بعدها الصفقة الي محافظه اسوان او البحر الاحمر وبالتحديد في منطقة حلايب وشلاتين ومنها الي الصحراء الشرقية ثم قناة السويس وسيناء في رحلة قد تستغرق 15يوم عالي الاقل تقوم خلالها القبائل التي تقيم علي طول خط التهريب بتولي تأمين الشحنات من نقطة الي اخري مقابل الحصول علي نصيبها سلاحًا او نقدًا ويعتبر تمركز عصابات تهريب البشر علي الشريط الحدودي بين مصر واسرائيل وتمركزهم بجبال عتاقه وارتباطهم بعصابات تهريب المخدرات والسلاح احد اهم اسباب انتشار السلاح في المنطقة الواقعة بالقرب من الشريط الحدودي.


«أسواق السلاح فى سيناء»

وأكتسبت تجارة السلاح فى سيناء رواجهًا بحكم العادات والتقاليد فى ضرورة اقتناء السلاح الذى يعد ضرورة لدى البدو.

الأطفال فى سيناء يقومون بحمل السلاح فى سن مبكر، ومن أشكال التدريب الأولية إطلاق أعيرة نارية بجوار أذن الطفل حتى يتعود على صوته ولا يفزع منه، ويكون الأب سعيدًا عندما يشاهد ابنه يضرب "نار" ويحمل السلاح ويشعر أن ولده أصبح رجلًا يعتمد عليه.

وقد يلجأ بعض الآباء إلى أخذ أطفالهم والذهاب بهم إلى الجبال ليقوم بتعليمه على حمل السلاح وكيفية استخدامه،وهى عادة ينتهجها معظم الآباء لتعليم أبنائهم معرفة استخدام السلاح بكل أنواعه وهم فى مقتبل العمر ليكون على أهبة الاستعداد عندما تبدأ المشاجرات بين العائلات والقبائل المجاورة.

الأسلحة فى سيناء «حدث ولا حرج» من حيث كميات السلاح أو الأسعار التى وصلت إلى مستويات عالية حتى أن السلاح أصبح يباع بالتقسيط وأصبح الكلاشينكوف السودانى" و"الجرانوف الروسى" و"أبوطيرة الألمانى" أشهر أسلحة الموت فى سيناء.

أما "الرشاشات الإسرائيلية" أكثر أنواع السلاح إنتشارًا فى سيناء وهى صناعة أمريكية وهو نوعان الأول يكون جرار شد الأجزاء لبدء إطلاق الرصاص به بالجهة اليمنى وسعره 10 آلاف جنيه، والذى يكون جراره على اليسار يباع بمبلغ 8 آلاف جنيه..

بعد ذلك تأتى الأسلحة الآلية العراقية وهى نوعان ثقيل وخفيف أيضا ويطلق عليهما "كلاشينكوف الشيشانى" لأنه مسروق من الشيشان فالثقيل منه بمبلغ 7 آلاف جنيه والخفيف ثمنه 6 آلاف و500 جنيه والخفيف والثقيل من هذه النوعية مؤخرتها حديدية، لكن وزنها يختلف.

لكن أغلى وأهم الأسلحة التى تستخدم وتأتى بشكل قليل هى "الرشاشات الجرانوف" سواء "أبوساقية أو أبوحلة أو العادى أبوشريط" فالثلاثة أسماء لسلاح واحد ولكن شكله فى وضع الطلقات مختلف.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق