اللواء عبدالحميد خيرت وكيل مباحث أمن الدولة الأسبق لـ«صوت الأمة»: انشقاقات الإخوان كذبة لتضليل الدولة.. وصرف النظر عن مخططاتها الإجرامية

الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017 10:00 ص
اللواء عبدالحميد خيرت وكيل مباحث أمن الدولة الأسبق لـ«صوت الأمة»: انشقاقات الإخوان كذبة لتضليل الدولة.. وصرف النظر عن مخططاتها الإجرامية
اللواء عبدالحميد خيرت
مصطفى الجمل تصوير - محمد فوزى

الجماعة تنفذ كل عشر سنوات عملية نوعية كبيرة تكلل بها تحركاتها الإرهابية.. والجماعات الجهادية أخطر التنظيمات الإرهابية تنسيقاً مع الإخوان وأداتهم بعد ثورة 30 يونيو

المراجعات الفكرية فى التسعينيات نجحت بشدة ولم يرتد عنها سوى عدد قليل

رسالة البلتاجى فى منصة رابعة موجهة لكل التنظيمات الجهادية التى دخلت سيناء فى عهد مرسى لتكوين الجيش المصرى الحر
جماعة الإخوان جماعة تكفيرية وليست دعوية كما تروج لنفسها

 

 

قال اللواء عبدالحميد خيرت، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، ورئيس المركز المصرى للبحوث والدراسات الأمنية، إن جماعة الإخوان الإرهابية تناور بورقة الانشقاق وتصدع صفوفها، لصرف نظر الدولة واهتمامها عما تخططه من عمليات نوعية، مشيراً إلى أن الخلاف الذى وقع بين جبهتى محمود عزت ومحمد كمال، خلاف على الإجراءات وليس على المبادئ.  وأكد «خيرت» خلال حواره مع «صوت الأمة» أن جهاز مباحث أمن الدولة، لعب دوراً كبيراً فى فترة التسعينيات لتحجيم نشاط الجماعة، والتغلب على خططهم الشيطانية، سواء بتنفيذ مراجعات فكرية اعتمدت على استراتيجية شاملة، أو بإحكام تحركاتهم بضربات قوية محدودة.. وإلى نص الحوار: 

عبد الحميد خيرت (3)
 
من خلال عملك لما يزيد على الـ25 عاماً مع تيارات الإسلام السياسى.. ما هى أخطر التنظيمات والجماعات التى انبثقت من رحم جماعة الإخوان؟
- خلال عملنا بالجهاز رصدنا شيئا مهما جداً، ألا وهو أنه على رأس كل 10 سنوات، تقوم الجماعات الإرهابية بعملية نوعية كبيرة تتوج عملها العام خلال الـ10 سنوات، كاغتيال السادات تتويجاً لمرحلة عملهم فى السبعينيات، وفى الثمانينيات تتالت محاولات اغتيال نبوى إسماعيل وزير الداخلية الأسبق، والكاتب والأديب نجيب محفوظ والكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، وبعد واقعة شركة سلسبيل فى 92، بدأت المواجهة الفعلية للإخوان لأول مرة، بعد القبض على عدد كبير من أعضاء التنظيم، وكان أخطرهم وقتها جمعة أمين، كما تم إحباط ما عرف بـ«خطة التمكين»، وفى هذا التوقيت ظهرت عدة تنظيمات، كتنظيم الفنية العسكرية، وجهاد 1، وجهاد 77 وجهاد 97 وجهاد 81، وبعد استشهاد السادات، ورث مبارك حمل هذه التنظيمات، وكانت قد توغلت فى كل القرى والنجوع، ولم يسبق للدولة مواجهتها. 
 
بدأت المواجهة الحقيقية للإخوان فى القضيتين 5 جنايات عسكرية، و11 جنايات عسكرية عام 95، واستطاعت الدولة فى عهد مبارك توجيه ضربات محدودة قوية، حجمت من خلالها عملياتهم النوعية، وكانت أكثر الجماعات الإرهابية تنسيقاً مع الإخوان وأخطرها على الإطلاق، الجماعات الجهادية، وكانت هى أداتهم بعد ثورة 30 يونيو، لترويع المواطنين، وخير دليل على ذلك ما قاله محمد البلتاجى من على منصة رابعة، حين هدد باشتعال الأوضاع فى سيناء إن لم يعد مرسى للحكم، واعتقد البعض بالخطأ أن الرسالة موجهة لأنصار بيت المقدس، وفى حقيقة الأمر الرسالة كانت موجهة إلى كل التنظيمات الجهادية، التى دخلت سيناء فى عهد مرسى، لتكوين الجيش المصرى الحر، على غرار الجيش السورى الحر. 

هل كان هناك حصر بعدد هذه التنظيمات فى ذلك التوقيت؟
- كان العدد كبيرا، وكان السبب فى هذا عودة العناصر الإرهابية التى كانت موجودة فى أفغانستان، ودخولهم سيناء، والتنسيق مع الإخوان. 
 
كيف نسقت الجماعة الإرهابية مع العائدين من أفغانستان والعائدين من سوريا؟
- النجاحات التى يحققها الجيش العراقى، وتحجيمه لنشاط داعش فى الموصل والرقة، يدفع عناصر تلك التيارات، إلى البحث عن بديل، وخير بديل بالطبع سيكون سيناء، لطبيعتها الجبلية، وتشابه مسرح العمليات هنا بمسرح العمليات حيث كانت تلك العناصر الإرهابية. 
 
كيف كنتم تتعاملون مع عناصر التنسيق بين الأمن والمكاتب الإدارية للجماعة؟
- تعاملت مع مدحت الحداد، الذى كان مسئول التنسيق فى غرب الدلتا، وفى يوم سألتنى بنتى: «هل سيدخل المسيحيون الجنة»، فلم أرد عليها، وعندما قابلت الحداد ذات مرة، وجهت له هذا السؤال، فتردد فترة، قبل أن يباغتنى: «أكلمك كاللواء عبدالحميد خيرت المسئول فى أمن الدولة أم اللواء المسلم عبدالحميد خيرت»، فقلت: «وهل يتعارضان، وعلى كل حدثنى كمسلم يريد الفهم»، فقال: «أخبرها الحقيقة، لأنهم سيدخلون النار»، فاستغربت وعندما قابلت أمين جمعة، الذى كان مسئول مكتب الإرشاد لقطاع غرب الدلتا، وعرضت عليه ما دار بيننا، فاستشاط غضباً، وكان للجماعة رد فعل عنيف جداً مع مدحت الحداد، وبعدها تم تعيين اثنين كمندوبى اتصال، ليكونا رقيبين على بعض، حتى لا يتكرر مثل ذلك الموقف، ومن هنا عرفنا أن جماعة الإخوان جماعة تكفيرية، وليست دعوية كما تروج لنفسها. 
 
عاصرت فترة المراجعات الفكرية لشباب وقيادات الجماعة فى التسعينيات.. هل تصلح الاستراتيجية التى استخدمت وقتها للتطبيق حاليا؟
- مراجعات التسعينيات، اعتمدت على استراتيجية قرأت عقل العدو ولغته، وأدبياته، فالشباب كان يجمع معلوماته من مجموعة من الكتب كحكم الطائفى فى عدم تطبيق شرع الله، والعمدة فى تعداد العدة، الفريضة الغائبة، وفى المقام الأول، العناصر الإرهابية لا تفهم إلا لغة القوة، والدولة وقتها كانت قوية بلا شك، فنجحت المراجعات، وليس صحيحاً ما تردد عن أن مراجعات عناصر الجماعات الإسلامية وقتها وهمية للإفلات من العقاب، أما عن تطبيق مثل تلك المبادرات اليوم، فلا بد فى الأول البحث فى أدبيات الخلل تلك الفترة، والرد عليها من صحيح الدين عبر الأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية. 
 
وهنا لا يمكننا إغفال دور الدولة، فى إصدارها أوامر صارمة لكل المحافظين بضرورة توفير فرص عمل لكل العناصر الخارجة من السجون، لقطع الطريق أمام عودتهم لطريق الضلال مرة أخرى. 
 
كيف تغير أسلوب الجماعات الجهادية فى التخفى وتنفيذ عملياتهم النوعية من التسعينيات حتى هذه الأيام؟
- أنا ضد نظرية أن التضييق على الجماعات فى سينا، سينتج عنه انفجار فى الدلتا، بيانات وزارة الداخلية تؤكد أن جماعة الإخوان وما يتبعها من جماعات جهادية، تحاول العودة جاهدة إلى كافة محافظات مصر، بدليل أنه تم ضبط خلية بأكملها من محافظة قنا، ولكن هناك تطورا فى التكنولوجيا، والأدوات التى تستخدمها الجماعة، ولكنها تسير بنفس التفكير، ولجأت مؤخراً إلى حيل تصدير الانشقاقات بداخلها، وهذا أمر خطير جداً، تستهدف منه الجماعة الإرهابية لفت الأنظار إليها، لتتفرغ لعملياتها النوعية، التى تخطط لها، أؤكد لكم أن هناك توافقا بين جبهتى محمد كمال ومحمود عزت، لأن جبهة محمود عزت تملك التمويل والاتصال بكافة أجهزة المخابرات فى العالم، وكان الخلاف على الإجرائات فقط، فمحمود عزت كان موافقا على العمليات النوعية التى خطط لها فريق كمال، ولكنه طلب ألا يعلنا أن تلك العمليات نفذتها جماعة الإخوان المسلمين، ولا أن يكون أفراد اللجان النوعية ضمن التنظيم المنفذ لتلك العمليات، وبالمناسبة رفض محمد كمال  ذلك رفضاً قاطعاً. 
 
ما الفرق بين العمليات الانتحارية وعمليات القتل والتخريب عن بعد من حيث الدلالة الأمنية؟
- العمليات الانتحارية تطور نوعى فى استراتيجية الإرهاب، ونسبة نجاحها كبيره جداً، فعندما يصل الإرهابى إلى ارتداء حزام ناسف، فهذا يعنى أن الدائره الإرهابية اكتملت وتعدت مرحلة الفكرة إلى مرحلة التنفيذ، وعادة ما يكون عدد الضحايا كبيرا، وتأثيرها السياسى والاقتصادى والأمنى قويا، ونسبة نجاحها عالية.
 
كيف ترى موقف أمريكا وبريطانيا من جماعة الإخوان خلال تلك الفترة؟
- لن تعلن تلك الدول إدانتها لتلك الجماعة، لأن ذلك يدينهم هم أنفسهم، ويعرضون أنفسهم للمحاكمة أمام شعوبهم، لأنهم منحوهم مساحات واسعة، حتى باتوا جزءاً من نسيج تلك الشعوب. 

كيف تابعت الجدل الذى أثير حول مسلسل الجماعة (2)؟
- أعجبنى فى المسلسل التركيز على شرح فكرة الاختراق الإخوانى لكافة مفاصل الدولة لدرجة أن أحدهم ضابط يدعى إسماعيل الفيومى مقرب من جمال عبدالناصر، ودربه على عشماوى لتصفية عبدالناصر. 
 
ما الاستراتيجية التى يعتمد عليها التنظيم السرى لمد فترة التوتر بسيناء؟
- اعتمد التنظيم على خطة نقل الصراع من أفغانستان وسوريا والعراق، إلى سيناء، المشابهة لتضاريس الدول سابقة الذكر، ثم تدعيم العناصر الإرهابية فى سيناء لوجستياً وتسليحاً وتمويلاً، لذا يمكننا القول إن ما يحدث فى سيناء هو حرب بمفهوم الحرب على الإرهاب، تدعمه وتموله دول وأجهزة مخابرات كانت تعمل على إعطاء الإرهابيين الوطن البديل لهم فى سيناء، فالمعركة قوية وعنيفة ولكن نهايتها معروفة. 
يصدر لك قريباً.. كتاب الحصاد الأسود الذى يتناول ما فعله الإخوان بمصر.. حدثنا عنه؟
- البعض فهم أن الكتاب هجوم على ثورة 25 يناير، وأنا لم أكن أود أن أقول هذا، أنا تناولت ثورات الربيع العربى، ومشروع تقسيم منطقة الخليج العربى، لأضع القارئ أمام وضع الحكم بنفسه، دون أن أملى عليه، دورى فى الكتاب تقديم الوثائق والأدلة التى تؤكد أن مشروع الشرق الأوسط الكبير تآمر على المنطقة، وهذا ليس كلامى ولكن كلام ساسة وقيادات أمريكية كبيرة. 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق