انفصال إقليم كردستان العراق يثير أزمة في الصحف العربية والعالمية

الأربعاء، 20 سبتمبر 2017 08:22 م
انفصال إقليم كردستان العراق يثير أزمة في الصحف العربية والعالمية
كردستان
كتب يحيى ياسين

جدل واسع فى الصحف العربية والعالمية حول قضية الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان العراق، والذى يحتل مساحة واسعة من تغطية عدد من الصحف العربية بنسختيها الورقية والالكترونية، حيث ذكرت صحيفة الزمان العراقية أن «زبدة الكلام هي أن للأصدقاء الأكراد الحق بدولة مستقلة حالهم من حال باقي شعوب الأرض، والمشكلة ليست في الاستفتاء أو الاستقلال، بل هي في حدود تلك الدولة المطلوب من العراق فقط دفع جزء من أرضه لخريطتها المزعومة».

خريطة كردستان

الحل والرأي هنا يجب أن يتولاه مجلس عراقي مصطفى من نخبة غير مرتزقة عالمة بتأريخ بلاد سومر وآشور وبابل وما حولها، وعارفة باللغات القديمة وتتوفر على كنز من كتب ومخطوطات وآثار وخرائط قديمة ستعين السياسيين من الجانبين على دق أوتاد الحدود قبل فتح بوابة جحيم لن تغلق أبداً.

وقالت صحيفة عكاظ السعودية إنه «من المؤسف أن يصبح بلد عربي كالعراق على حافة التقسيم، وأن يصبح مهددا بانفصال إقليمه الشمالي عنه والذي لا يعتبر جزءا من ترابه الوطني فحسب وإنما الجزء الذي يمثل الثقل الاقتصادي للعراق من حيث احتوائه على حقول النفط كذلك».

علم كردستان

ويعتبر السبب الذي يغري إقليم كردستان بالتصويت على الاستقلال عن العراق ليس ما يعانيه المركز المتمثل في بغداد من الضعف، كما لا يعود السبب إلى ما يستشعره الأكراد من استحقاقهم كقومية لوطن مستقل يمتلكون من خلاله حقهم في تقرير مصيرهم، وإنما يعود ذلك إلى السياسة التي انهجتها بغداد حين تحولت من دولة مدنية تجمع كافة أطياف المجتمع العراقي من عرب وأكراد وتركمان، وكذلك سنة وشيعة في إطار شامل من المواطنة التي تحفظ لكل طيف حقوقه وتمكنه من أداء واجباته، ليصبح دولة منحازة لطائفة محددة تقرر مصير العراق ومستقبله بناء على ما يحقق مصالحها، بل بلدا تتحكم في قراراته ومقاديره دولة مجاورة هي إيران.

شعار كردستان

ونشرت الخليج الإماراتية أن«الظروف قد تكون مواتية للأكراد لإعلان انفصالهم عن العراق، بسبب ضعف المركز، وعدم قدرة الجيش العراقي، على ردع أي محاولة انفصالية، وأيضاً بسبب تواطؤ بعض القوى السياسية المتنفذة مع مشروع التقسيم، لكن مجمل الظروف المحيطة، لا تخدم هذا الهدف، بل إن دول الجوار بدأت في الإفصاح عن نيتها التصدي لذلك، وبرزت إشارات باستعداد بعضها لاستخدام القوة العسكرية للحيلولة دون تمكن مسعود البرزاني من تحقيق هدفه».

وقالت صحيفة الغد الأردنية إن «رغم ما يحيق بالخطوة الكردية المرتقبة من تحديات، ليس أقلها غسل الولايات المتحدة يدها من هذا المشروع الذي بذرت بذرته الأولى قبل نحو ربع قرن، ناهيك عن تهديدات الأتراك واستفزازات إيران، فإنه يمكن القول إن الشعب الكردي في البلاد التي يعيش فيها منذ مئات السنين، بات على بعد خطوة واحدة، من الإمساك بلحظته التاريخية الفارقة، وهي لحظة لن تفلت من بين يديه بعد الآن».

كردستان 1

وفي المستقبل اللبنانية قالت الصحيفة إن «استقلال (كردستان) العراق، يفتح الأبواب أمام أكراد تركيا وإيران وسوريا للمطالبة والعمل السياسي والمسلّح لنيل ما ناله أخوتهم أكراد العراق من الاستقلال، وكل ذلك على طريق قيام كردستان الكبرى».

الأكراد في الأساس شعب وقومية، ظلموا بسبب تمزيقهم من ثلاث دول كبيرة في المنطقة. وهم يملكون الشروط القومية الواجبة ليكونوا أمةً واحدة تعيش في دولة على قدَم المساواة مع دول المنطقة.

وفى سياق متصل دعت السعودية، اليوم الأربعاء، رئاسة إقليم كردستان إلى التراجع عن إجراء الاستفتاء الخاص باستقلال الإقليم المزمع إجراؤه يوم 25 سبتمبر الجاري، داعية كافة الأطراف إلى الدخول في حوار لتحقيق مصالح كافة مكونات الشعب العراقي.

خريطة تاريخية لكردستان

قال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، في بيان نشر في موقع الوزارة على «تويتر»، إن «المملكة تتطلع إلى حكمة وحنكة الرئيس مسعود برزاني لعدم إجراء الاستفتاء الخاص باستقلال إقليم كردستان».

وأضاف المصدر أن إجراء الاستفتاء «قد يؤدي إلى اندلاع «أزمات جديدة قد ينتج عنها تداعيات سلبية، سياسية، وأمنية، وإنسانية، تشتت الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة بما في ذلك مكافحة التنظيمات الإرهابية والأنشطة المرتبطة بها».

كما دعا المصدر الأطراف المعنية إلى عدم التسرع في اتخاذ أي مواقف أحادية الجانب من شأنها أن «تزيد من تعقيد الوضع الإقليمي»، والعمل وفق ما تقتضي مصلحة الطرفين ويحقق تطلعات الشعب العراقي بالعودة إلى الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين وأحكام الدستور العراقي.

ثامر

كان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، قد دعا يوم أمس الثلاثاء، رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني لقبول الوساطات الدولية بشأن الاستفتاء على استقلال الإقليم. وقال السبهان، في تغريده على صفحته على موقع التدوينات القصيرة (تويتر)، «أتطلع لحكمة وشجاعة الرئيس مسعود بارزاني بقبول الوساطات الدولية لحل الأزمة الحالية ضمن مقترحات الأمم المتحدة وتجنيب العراق لأزمات هو بغنى عنها».

فيما جدد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، اليوم، في خطاب للأمة من السليمانية خلال حملته الدعائية للتصويت بـ «نعم» في الاستفتاء، إصراره على المضي قدما في إجراء الاستفتاء.

مسعود بارزانى

وخلال هذا الأسبوع، اقترح ممثلو الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والأمم المتحدة، في اجتماع مع رئيس كردستان العراق مسعود بارزاني، تأجيل الاستفتاء.

كما أبلغ المبعوث الأممي إلى العراق« يان كوبيش » رئيس الإقليم مسعود بارزاني أن الأمم المتحدة مستعدة للتوسط في المفاوضات، ومناقشة كل المشكلات والقضايا العالقة بين الإقليم وبغداد، بهدف التوصل إلى اتفاق خلال عامين أو ثلاثة على المبادئ الأساسية وعلى ترتيبات للعلاقات المستقبلية بين بغداد والمنطقة الكردية، مقابل تأجيل سلطات الإقليم للاستفتاء حتى نهاية المفاوضات.

كوبيش

وقال بارزاني، إن الاستفتاء سيجرى في الوقت المحدد، إذا لم يُقدم له بدائل، ذاكراً أنه تلقى في 14 سبتمبر مثل هذا البديل من عدد من الدول الغربية، غير أن المفوضية العليا للاستفتاء حول الاستقلال، رفضت العرض في وقت لاحق.

ومن المقرر أن يُجري إقليم كردستان استفتاء شعبيا عاما على استقلاله في 25 سبتمبر الجاري، وسط جدل سياسي ودولي كبير. هذا وانتقد العديد من الدول في المنطقة الاستفتاء المزمع إجراؤه، بما في ذلك العراق وإيران وتركيا. كما عارضته جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة