اليوم العالمي للسلام.. "السلام عليكم" ثقافة شعب مسلم ومسيحي

الخميس، 21 سبتمبر 2017 12:00 م
اليوم العالمي للسلام.. "السلام عليكم" ثقافة شعب مسلم ومسيحي
مسلم ومسيحي
محمد الشرقاوي

ما بين تحية الإسلام ودعاوى السيد المسيح، عاش المصريون مئات عقود من الزمن في سلام، تدق أجراس كنائسهم برسائل الود، وتعلو مساجدهم من قيم السلام.

في أكبر تجمع للتعايش السلمي بين الأديان "مصر"، ارتسمت كل معاني الحب على تلك الأرض، فما من حادثة ألمت بشبعها إلا وتكاتف كل أبنائها، وهو ما تجلى في حوادث إرهابية ضربت أماكن للعبادة في مصر على مدار الأشهر الماضية.

في اليوم العالمي للسلام، الذي أقرته الأمم المتحدة في 21 سبتمبر من كل عام، يتجلى النموذج المصري كخير شاهد على التعايش السلمي بين الأديان، وهو ما سبق وأكدته صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية"، في تقرير سابق لها، قالت إن مصر تقدم مثالًا على حسن النوايا بين أصحاب الأديان المختلفة، وأن أي حوادث إرهابية تستهدف إشعال صراع بين مسلمى ومسيحى مصر، تبوء بالفشل،  لكن ما حدث أن هذه الهجمات قربت أصحاب الديانتين. وقالت إن الدول الأخرى التى تسعى إلى إيجاد سبل دفاع جيدة فى مواجهة داعش عليها أن تتعلم كيف يواجه المصريين رسالة الإرهابيين.

وأشارت الصحيفة إلى تجربة المصريين في إرساء قيم التعايش في كيان يجمع العائلة المصرية "بيت العائلة"، وهو البرنامج الذى يضم فريق من رجال الدين المسيحي والمسلم للقاء الشباب والذهاب إلى القرى ذات التوترات الطائفية والتركيز على تقديم رسائل السلام المشتركة فى الأديان.

في اليوم العالمى للسلام نجد أن الشرق الأوسط في حاجة إلى نماذج مماثلة للإنسجام الديني بين أفراد المجتمع المصري، لأنها تشكل سلاحًا ناعمًا وقويا ضد الكراهية والعنف التي تبثها التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، اختتمت الصحيفة تقريرها بذلك.

يعيش بيت العائلة المصري وفق مبادئ أرستها الكتب المقدسة، جميعها يؤكد "السلم الاجتماعي"، في القرآن الكريم المنزل على نبي الله محمد، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ".

تقابله آية من الكتب المقدس، في سفر "كولوسي ٣: ١٥"، تقول: "وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي إِلَيْهِ دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ".. كذلك حديث عن نبي الإسلام يقول: "والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلَا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم".

في أكثر من موقع قرآني، وردت ألفاظ "أسلم، سلامًا، أسلمت، مسلمة، مسلمون، سلمتم"، كذلك جاء الاقتباس في السنة النبوية: فجلعت تحية شاملة تقول: "السلام عليكم"، وأوجبت ضرورة ردها، وإلقاءها على كافة البشرية دون النظر إلى الأديان.

آيات من الكتب المقدس قالت ذلك أيضًا على لسان السيد المسيح، فورد في سفر "أشعياء ٥٧: ١٩": "خَالِقًا ثَمَرَ الشَّفَتَيْنِ. سَلاَمٌ سَلاَمٌ لِلْبَعِيدِ وَلِلْقَرِيبِ، قَالَ الرَّبُّ، وَسَأَشْفِيهِ"، كذلك في "المزامير ٨٥: ٨": "إِنِّي أَسْمَعُ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ اللهُ الرَّبُّ، لأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِالسَّلاَمِ لِشَعْبِهِ وَلأَتْقِيَائِهِ، فَلاَ يَرْجِعُنَّ إِلَى الْحَمَاقَةِ"، كذلك في الآية "٣٧: ٣٧" من ذات السفر: "لاَحِظِ الْكَامِلَ وَانْظُرِ الْمُسْتَقِيمَ، فَإِنَّ الْعَقِبَ لإِنْسَانِ السَّلاَمَةِ".

وفي سفر "فيليبي ٤: ٧": "وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ"، كذلك "أشعياء ٣٢: ١٧: "وَيَكُونُ صُنْعُ الْعَدْلِ سَلاَمًا، وَعَمَلُ الْعَدْلِ سُكُونًا وَطُمَأْنِينَةً إِلَى الأَبَدِ"، وفي "لوقا ٧: ٥٠" : "فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ:«إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ، اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ».

وأيضًا في "تسالونيكي ٣: ١٦": "وَرَبُّ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُعْطِيكُمُ السَّلاَمَ دَائِمًا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ. الرَّبُّ مَعَ جَمِيعِكُمْ"، وقال "يوحنا ١٤: ٢٧": "سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق