التأريخ في الإسلام.. بين الفاروق والقذافي

الخميس، 21 سبتمبر 2017 06:00 م
التأريخ في الإسلام.. بين الفاروق والقذافي
دار الإفتاء المصرية
محمد الشرقاوي

يحتفل المسلمون، غدًا الجمعة، بأول أيام العام الهجري الجديد، لعام 1439، الذى أنشأه أمير المؤمنين، عمر بن الخطاب، طبقًا للميقات القمري.

وأعلنت دار الإفتاء المصرية، أمس الأربعاء، أن غدًا الجمعة، أول أيام شهر الله المحرم.

التأريخ الإسلامي مر بعدة مراحل واجتهادات، اعتمدتها بعض الدول العربية والإسلامية، أهمها التأريخ من الهجرة، وهو المعتمد في أغلب الدول الإسلامية.

يتكون التقويم الهجري الذي أسسه عمر بن الخطاب، من 12 شهرًا قمريًا أي أن السنة الهجرية تساوي 354 يومًا تقريبًا، والشهر فى التقويم الهجرى إما أن يكون 29 أو 30 يوما (لأن دورة القمر الظاهرية تساوى 29.530588 يوم).

تقول عدد من المراجع التاريخية الإسلامية، إنه في خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه، تحديدًا فى السنة السابعة عشرة للهجرة، ورد خطاب إلى أبى موسى الأشعرى، مؤرخًّا فى شعبان، فأرسل إلى الخليفة عمر بن للخطاب رضى الله، يقول: يا أمير المؤمنين، تأتينا الكتب، وقد أرِّخ بها فى شعبان، ولا ندرى أي شعبان هذا، هل هو فى السنة الماضية؟ أم فى السنة الحالية؟.

فجمع عمر رضى الله عنه الصحابة رضوان الله عليهم ليضعوا حلًا لهذا اللبس، وبدأت اقتراحات الصحابة تتوالى، فمنهم من قال نأخذ بتاريخ مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وآخر قال: نأخذ بتاريخ وفاته، إلا أنهم أجمعوا فيما بعد على أن أهم حدث بتاريخ الدولة الإسلامية هو تاريخ الهجرة النبوية المشرفة كونها بداية إقامة دولة الإسلام.

فاستشار عمر بن الخطاب رضى الله عنه سيدنا عثمان بن عفان، والإمام على بن بى طالب، رضى الله عنهما فى هذا الاقراح فأقروه، فأصبح هذا الحدث المهم بداية التأريخ للأمة العربية الإسلامية جمعاء، وكان هذا فى سنة 622 ميلاديا أى بداية شهر "محرم" حيث تبدأ فى السنة الثانية والعشرين وستة مائة ميلادية، وبدأ التأريخ بهجرة الرسول صلى الله عليه واله وسلم منذ ذلك التاريخ.

مرحلة أخرى في التأريخ الإسلامي، وهو تأريخ عمر الخيام (الهجري الشمسي)، أو التقويم الفارسي، هو تقويم مرتبط بدورة الشمس، مكون من 365 يوما في السنة البسيطة و366 يوم في سنته الكبيسة، تستخدمه الشعوب الهندوجرمانية (الإقليم الإيراني الأفغاني الكردي) مثله مثل التقويم الهجري، ويسمى أيضًا بالتقويم الجلالي نسبةً لجلال الدولة ملك شاه سلطان السلاجقة.

لحساب السنة الهجرية الشمسية يكفي طرح العدد 621 من السنة الميلادية، فعلى سبيل المثال سنة 2008 ميلادي توافق 1387هجري شمسي اعتبارا من بداية الربيع، في تلك المناطق تسمي شعوبها بداية السنة الشمسية الهجرية بالنوروز ما يعني اليوم الجديد.

واضع هذا التقويم هو العالم المسلم عمر الخيام بمعاونة سبعة من علماء الفلك، ويعتبر أدق التقاويم المعمول بها على وجه الأرض حاليًا حيث تبلغ نسبة الخطأ فيه يوم واحد فقط لكل 3.8 مليون سنة، في مقابل نسبة الخطأ للتقويم الميلادي البالغة يوم واحد لكل 3300 سنة، وهو مستخدم من قبل جمهورية إيران الإسلامية، وأفغانستان، وهو التقويم الثاني في كردستان، وجزء من تقويم أم القرى لتحديد فصول شمسي للسنة وأوقات الشرعية "الصلوات" أیضًا.

تقسم الأشهر، على 12 شهرا، الأشهر الستة الأولى منه تكون 31 يومًا، والخمسة أشهر التي تليها تكون 30 يومًا، أما الشهر الأخير أي الشهر الثاني عشر فيكون 29 يومًا في السنة البسيطة و30 يومًا في السنة الكبيسة، تبدأ السنة الشمسية في الاعتدال الربيعي يوم 21 مارس حسب التقويم الغریغوری الميلادي، ما يسمى "يوم النيروز".

من بين التأريخ أيضًا "التأريخ من وفاة الرسول - تأريخ القذافي"، وهو تقويم وضعه العقيد معمر القذافي، الحاكم السابق لليبيا، وبدأت السنة الهجرية في عهد القذافي من يوم الإثنين 12 ربيع الأول، "نفس تاريخ وفاة الرسول الذي وافق 8 يونيو، 632 ميلادية"، حيث غيّر "القذافي" التاريخ الإسلامى وجعله يبتدئ بوفاة الرسول عليه الصلاة والسلام بدلا من هجرته، مبررا ذلك بقوله: "لكل إنسان حدثين رئيسيين هما ميلاده ووفاته، وفيما عدا ذلك من تواريخ فكلها لا ترتقى لهذين الحدثين.. ولأن المسيحيين قد أرّخوا تقويمهم بميلاد المسيح فينبغى علينا أن نخالفهم فنؤرخ بوفاة الرسول وليس بتاريخ هجرته"، وبالتالي لم يوافق أي من الدول العربية والإسلامية في أعيادها والمواقيت الشرعية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق