عندما تحدث الرئيس عن "سوريا الشقيقة".. فى الأمم المتحدة

السبت، 23 سبتمبر 2017 01:30 م
عندما تحدث الرئيس عن "سوريا الشقيقة".. فى الأمم المتحدة
عادل السنهورى يكتب:

كنت استمع الى الكلمة الشاملة للرئيس السيسى أمام الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة لتوضيح موقف مصر من مجمل القضايا الدولية والاقليمية. الكلمة كانت تعبيرا وانعكاسا صادقا للموقف والدوروالرؤية المصرية منذ 30 يونيو 2013  للقضايا الدولية والأفريقية والعربية واعادة رسم لخارطة طريق الدبلوماسية المصرية  لاستعادة الدور المصرى الذى بدا خلال سنوات سابقة أنه ضل طريقه وتاه بعيدا عن مراميه وأهدافه  ودوائره الحيوية.

الرئيس السيسى فى كلمة مصر أمام الأمم المتحدة كان واضحا ومحددا فى تقديم رؤية مصر  الدولة الكبرى فى محيطها العربى والأفريقى لقضايا السلام والأمن والتنمية الشاملة والارهاب. وهى المواقف الثابتة التى لم تتغير والتى أثبتت صحة وسلامة الموقف المصرى وادراكه للمتغيرات من حوله.

مصر  العربية أكدت على لسان الرئيس أن القضية الفلسطينية مازالت هى قضية العرب الجوهرية وأن حلها حلا عادلا وشاملا  هو الطريق الوحيد للسلام فى المنطقة وأن مصر  جاءت الى الأمم المتحدة بعد جهود واضحة لتحقيق الوحدة بين الفصائل الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطينى، ومهما كانت مزايدات البعض من مناشدة الرئيس للجانب الاسرائيلى، فان مصر تعاملت مع حقائق الواقع وليس مع  شطحات الخيال والأمانى الزائفة. فهناك واقع ربما قد نرفضه فى الصراع العربى الاسرائيلى لكن هناك واقع علينا أن نتعامل معه فى ظل ظروف سياسية وأمنية يمر بها النظام الاقليمى العربى غاية فى السوء والتدهور.

تطرق الرئيس الى كافة قضايا المنطقة والعالم برؤية مصرية صميمة ، وأكد أننا في عالم متشابك ومعقد، ومليء بتحديات يصعب أن تواجهها أي دولة منفردة، مهما كانت قدراتها ومهما اشتد عزمها، ولذلك فإنه من الطبيعي أن تقترِن خطة مصر التنموية الطموحة، بسياسة خارجية نشطة، تستلهم المبادئ الأخلاقية الراسخة في تراثنا وثقافتنا، وتلتزم بالمبادئ القانونية للنظام العالمي الذي شاركت مصر في تأسيسه، وتقوم على رؤية لمواجهة أوجه القصور التي حالت دون تنفيذ مقاصد وغايات الأمم المتحدة،

 لكن ما استوقفنى بشكل شخصى فى الكلمة الرائعة هو الحديث عن سوريا العروبة وتشديده على أن المخرج الوحيد الممكن من الأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية، هو التمسك بإصرار بمشروع "الدولة الوطنية الحديثة"، التي تقوم على مبادئ المواطنة، والمساواة، وسيادة القانون، وحقوق الانسان، وتتجاوز بحسم محاولات الارتداد للولاءات المذهبية أو الطائفية أو العرقية أو القَبَلية .. إنّ طريقَ الإصلاح يمر بالضرورة عبر الدولة الوطنية، ولا يمكن أن يتم على أنقاضها.

هذا المبدأ هو باختصار جوهر سياسة مصر الخارجية، وهو الأساس الذي نبني عليه مواقفنا لمعالجة الأزمات الممتدة في المنطقة.

اهتز القلب بالنشوة والفرح  عندما قال الرئيس السيسى قائد مصر العربية وقائدة أمتها  بأنه خلاص في سوريا الشقيقة، إلا من خلال حل سياسي يتوافق عليه جميع السوريين، ويكون جوهره الحفاظ على وحدة الدولة السورية، وصيانة مؤسساتها، وتوسيع قاعدتها الاجتماعية والسياسية لتشمل كل أطياف المجتمع السوري، ومواجهة الإرهاب بحسم حتى القضاء عليه .. والطريق لتحقيق هذا الحل هو المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة، والتي تدعمها مصر، بنفس القوة التي ترفض بها أية محاولة لاستغلال المحنة التي تعيشها سوريا، لبناء مواطئ نفوذ سياسية إقليمية أو دولية، أو تنفيذ سياسات تخريبية لأطراف إقليمية، طالما عانت منطقتنا في السنوات الأخيرة من ممارساتها، وقد آن الأوان لمواجهة حاسمة ونهائية معها.

" سوريا الشقيقة".. هكذا قال الرئيس  وهكذا اهتز الوجدان والقلب فرحا وأدركت

أن دمشق الشهباء لم  لن تكون بعيدة ابدا عن قاهرة العروبة وأن أمن سوريا هو أيضا جزء لا يتجزا من امن مصر العربية..وأيقنت أن مصر ثورة 30 يونيو على خط مستقيم وممتد من ثورة 23 يوليو ومبادئها والتزامها العروبى تجاه أشقائها .

لم تغب سوريا عن مصر ولم تغفل مصر عن سوريا على مدار التاريخ القديم والحديث.. وكل حاكم واع وعاقل لمصر كان على الدوام يدرك أن أمن مصر من أمن ووحد وقوة سوريا

صدقونى مسافة السكة  "من الموسكى لسوق الحميدية انا شايفة السكة لوحديا"..كما غنت صباح بلسان مصر..وكما وصف الرئيس السيسى سوريا بالشقيقة فى الماضى والحاضر والمستقبل. مصر العروبة تعرف الآن أين تضع أقدامها بقوة وثقة.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق