ذاكرة الوطن.. وذاكرة الصراع

الأحد، 24 سبتمبر 2017 09:45 م
ذاكرة الوطن.. وذاكرة الصراع
عبدالحليم محمود يكتب:

يبدو لي أنه لا مكان للصدفة في هذا العالم بل هي أقدار لمن يتنبه إلى مقاديره وما تعنيه، وللأوطان مقادير والتاريخ هو المختبر الحقيقي الكاشف عنها، ومصر عن ذلك ليست ببعيد، فهي فيما مضى عاصمة القوي الناعمة ومصدر الإلهام الحضاري والفكري في المنطقه العربية.

ولا شك أن الجامع المشترك بين دروس الماضي ومحنة الحاضر وآمال المستقبل هي الذاكرة الوطنية المعبرة عن الإرادة الحقيقية للأمة المصرية الكاشفة في ذات الوقت عن دوائر الصراع الدولي والإقليمي وهي بمثابة الحصن والمناعة التاريخية ضد أخطار وتحديات المستقبل وباعث إيجابي لتحقيق نهضة شاملة في وقت اتسعت فيه المسافات بين مصر التاريخ ومصر الحاضر، بما يمثل تراجعا عن الدور الطبيعي لها في المنطقه والعالم.

وهو ما أعطى الفرصة لدول الصراع بالتنامي ومحاولة السيطرة المادية والفكرية بغرض تزييف وعي وذاكرة وطن لأجيال منفتحة على العالم بأدوات ووسائل العصر، وإذا كان من الضروري لمصر أن تحيا في هذا العالم (لا أن تنتحر) وسط التحديات الحالية المتراكمة والتحديات المستقبلية المجهولة فمن الطبيعي أن نبحث عن أمل.

 وإذا كان الأمل يتمثل في استدعاء الذاكرة الوطنيه فلما لا بما تمثله من تجارب واعية شهدت صراعات الماضي وحاضرة ممتدة يجب أن تتعامل مع حسابات المستقبل وفق أهداف وغايات محددة وثابتة في إطار فلسفه وثقافه الدولة وهو ما يمثل خطوة هامة وملحة على الطريق لمواجهة عقليه الصرع  العسكري والسياسي والاقتصادي والفكري في سعيها المستمر لإجهاض أي فكرة قومية في طريق المعرفة والتطور تلك العقلية التي نجحت في عزل مصر عن الامتداد الطبيعي لها سواء في آسيا بإيجاد صراع دائم ومستمر مع عدو  محتل له طموحات غير مشروعة هنا وهناك فضلا عن صناعة التحديات في أفريقيا بتجفيف منابع النيل، بل الأهم تلك الاستراتيجية التي جعلت من قضايا حقوق الإنسان دائرة من دوائر الصراع بإيهام الشعوب العربية بأن عقلية الحقوق والنصوص هي مطلب العالم المتحضر في عصر التظيم الدولي و عصر العولمه في حين يحتكرون لأنفسهم أسباب القوة والتقدم انطلاقا من عقليه السيطرة.

هنا تأتي قيمة الذاكرة الوطنية لتدارك أخطاء الماضي واستلهام الدرس والعبرة ومن الوقائع التي تدل على عدم استيعاب وفهم منطق الصراع ما أشارت الوثائق إليه من تمسك المفاوض المصري حين المطالبة باستقلال مصر بالنصوص القانونية فقط مغلبا فكرة وعقلية الحقوق (نتيجه تأثير المدرسه الفرنسية وهو لا يدرك طبيعه الصراع الدولي) علي فكرة وعقلية الصراع التي تحكم العالم وهي المدرسة الأمريكية وبالتالي، فإن البحث عن حلول يقتضي فهم عقلية الصراع الدولي من حولنا ما يريده وما نريده واستدعاء التجارب  الوطنية لتكون حاضرة حال العبور للمستقبل ولا يغيب عن الأذهان أن قيام دولة مصرية حديثة بوعي وإدراك ومعرفة هي حقيقة حاضرة في حسابات الآخر غائبة عن حسابات أبناء الوطن.

بل أن مصر في حسابات الآخر بمثابة عملاق نائم فاقد لذاكرته لم يقدر له حتي اللحظة أن يستيقظ أو يفيق،  إلا أن يأخذ بأسباب التقدم والرقي الفكري والحضاري رافضا التبعية الاقتصادية وما تستتبعه من تبعية سياسية، وحتي ينتقل من مرحلة خطط ضيقه الأفق إلى تخطيط استراتيجي يدرك من خلاله أين يبدأ وإلى أين ينتهي انطلاقا من وعي جماعي شامل يعرف قيمه اللحظة حتي لا يبق خارج اللحظة وخارج  الزمن، وفي إطار انسجام وتوافق وطني قائم  على علاقات متوازنة بين الحكومة والأفراد و الأحزاب والمؤسسات هذا هو منطق التمسك بالذاكرة الوطنية والتاريخية الصلبة من وجهة نظري وليس الارتكان إلى ذكريات وحواديت الماضي التائهة الفارغه من كل قيمة.

 

تعليقات (1)
تهاونه فؤهنه
بواسطة: ناصر سحار
بتاريخ: الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017 04:34 م

افادك الله فقد ضلينا الطريق لا بآرادتنا ولكن من انشغالنا بدنيانا ونسينا ما خلقنا من اجله وبدء العدو معنا بنشر الفتنه والخلافات ففرقنا واخد كلا على حداه وتنزلنا عن هويتنا العربيه وهى لغتنا الفسحه وكان هذا بمثابة 75% من نصرة العدو علينا فكانت صناديد قريش تسمع آيه من القرآن تلين قلوبهم إلا إن الكبر سرعان ما يمكه الشيطان من قلوبهم اما فى زماننا ان قرآت القرآن كله على اناس فلا يعوا لما يسمعون وخلاصة الامر تهاونا فؤهنه

اضف تعليق