«شفيق» صاحب الأحلام الضائعة.. لماذا لا يغير «العتبة»؟

الإثنين، 25 سبتمبر 2017 12:00 م
«شفيق» صاحب الأحلام الضائعة.. لماذا لا يغير «العتبة»؟
الفريق أحمد شفيق
مصطفى الجمل

- مصدر داخل حزب الفريق «الحركة الوطنية»، كشف عن صدمة شفيق من تخلى أحد مؤسسى الحزب عنه
 
ماذا لو أن نفرًا، جالس الفريق أحمد شفيق، رئيس وزراء مصر الأسبق، والهارب بدولة الإمارات، وكتب اسمه هكذا «أحمد شافيق»، الفريق المعروف عنه هدوؤه ورزانة سلوكه، حتماً سيثور، ويتهم الجليس بالأمية، وقد يدعوه إلى زيارة كتَاب قروى، يصحح فيه ما فاته من علوم الكتابة والقراءة. 
 
المشهد التخيلى للفريق وجليسه، مثل أمامى عندما شاهدت لافتات تروج لعودة الفريق لمصر، بها كم لا يغتفر من الأخطاء الإملائية، نعلم أن إعلانات الفريق الدعائية لم يكتبها بنفسه، ولكنها حتماً مرت عليه، وراجعها قبل نشرها بالشوارع وصفحات التواصل الاجتماعى، وإن لم يفعل فعذر أقبح من ذنب، لذا ليس هناك مبرر لغضبة الفريق من سخرية البعض منه بسبب تلك الأخطاء -حسبما نقل مقربون منه.
 
 خطأ الفريق، ومعاونيه كشف عدة أمور، وأعاد إلى الأذهان أموراً أخرى، ففى التو واللحظة، تذكر عدد من الشباب، سقطة الفريق فى أحد اللقاءات التليفزيونية قبل سفره للإمارات، عندما قال: «قتلت واتقتلت»، وعادت للساحة مرة أخرى أحاديث وتكهنات عن قرب عودة الفريق، مع تأكيدات من محاميه، أنه لا مانع من العودة، بعد سقوط كل القضايا التى كان متهماً فيها. 
 
أوضح ما كشفت عنه اللافتات المروجة لعودة الفريق للحياة السياسية، هو تخلى بعض معاونيه عنه خلال تلك المرحلة، بعد فقدانهم الأمل فى أى فرصة لتقبل الفريق بالشارع المصرى ثانية، فصفة «الهارب» باتت ملتصقة به كلقبه ونسبه.
 
مصدر داخل حزب الفريق «الحركة الوطنية»، كشف عن صدمة شفيق من تخلى أحد مؤسسى الحزب عنه خلال الفترة الماضية، ورفضه الاشتراك فى الترويج لحملته الدعائية، بعد انضمامه لأحد الائتلافات السياسية الفاعلة فى الحركة العامة. 
 صدمة الفريق لم يكن سببها فقدانه إحدى أذرعه المعاونة له فى القاهرة، بقدر ما هو تخوف من إفشاء الرفيق لما اطلع عليه من أسرار خلال الفترة التى قضاها معاوناً له. 
 
«لماذا نروج لعودة الفريق قبل وصوله؟» السؤال الذى ألقاه شاب داخل الحزب، لم يحرك المياه الراكدة، ولا الجثث الهامدة، ثبت كل فى مكانه، لا ينبسون ببنت شفة، بعضهم لا يعلم، والآخر مستفيد، فالرجل وهو موجود بالخارج، صنبور التمويل للحزب، والحملات الدعائية لا يقفل، ولو أن الشاب مد الخط على استقامته، وتساءل، لماذا لا يعاد ترتيب الحزب من الداخل، استعداداً للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، لأصيب رفاقه بجمود أكثر، فترتيب الحزب سيكشف عورات عدة، جزء منها مالى وإدارى، وحتماً سيصل إلى الفريق أن موارد الحزب وتمويله أتلفها «الهوى»، على يد رجال كثير منهم من غادر. 
 
«بالعمل لا بالقول» كان شعار «شفيق» الدائم، قبل سفره إلى الإمارات، إلا أن ذلك الشعار، لن تجده مترجماً فى مسيرته بعد خروجه من الحكومة عقب ثورة يناير، فعلى الفريق أن يسأل نفسه، ماذا قدم لنفسه منذ سفره من أربع سنوات، ما القيمة التى أضافها لسيرته الذاتية، فالشىء الوحيد الذى أسسه الفريق -فى العلن- وضع تحت العلن خطوطا حمراء كيفما شئت، هو حزب الحركة الوطنية، وعن فشله يتحدث العامة بلا حرج، بعد أن كان معاونو الفريق يوهمونه بأنهم قادرون على حصد الأغلبية البرلمانية.
 
 أحلام شفيق الضائعة، لا تحتاج إلى مكابرة، ولا إلى إصرار على إكمال السير بنفس النهج فى نفس الطريق، فالرجل غير المقبول شعبياً، يملك من الثروة والخبرة ما يمكنه من فتح مشروع تجارى بأى دولة ترتاح لها نفسه وأعصابه، الأمر سيشبع بداخله شغفه بالبقاء مديراً ورئيساً لشىء أى شىء، كما أنه سيضاعف ثروته، ووقتها قد يستطيع استعادة ما فقده من رصيد لدى العامة، عليه أن يفكر جدياً فى تغيير  «العتبة»، عله يجد ضالته، ويوفر ما ينفقه على حزبه الفاشل بالأرقام والبيانات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة