سيناريوهات انفصال «كردستان» عن العراق

الإثنين، 25 سبتمبر 2017 03:07 م
سيناريوهات انفصال «كردستان» عن العراق
مسعود برزاني
محمد أبو ليلة

تُجرى اليوم الاثنين عملية الاستفتاء على إنفصال إقليم كردستان عن العراق، ومن المنتظر أن يُجيب خمسة ملايين عراقي غالبيتهم من الأكراد على سؤال "هل تريد أن يصبح إقليم كردستان والمناطق الكردستانية خارج الإقليم دولة مستقلة؟".. هذه هي طريقة الاستفتاء عن الانفصال.
 
وتصر إدارة الإقليم برئيسها مسعود برزاني على الإنفصال، حيث نادت به أكثر من مرة، بسبب ما أسموه سوء المعاملة التي تعرض لها أكراد العراق جعلتهم يرون أن الوقت مناسب تماماً  كي يقيموا دولة خاصة بهم، حيث تتهم حكومة إقليم كردستان، التي تتخذ من مدينة أربيل عاصمة لها، الحكومة العراقية في بغداد بأنها تقصي بشكل منهجي الأكراد من تقاسم عادل للسلطة والموارد.
 
لكن «برزاني» ورفاقه غفلوا أنه سيكون هناك صراعات وأزمات في انتظارهم إذا كانت نتيجة الإستفتاء هي «نعم»، حيث أنه من ضمن المناطق التي ستدخل حيز الدولة الكردية الجديدة، هي مناطق كردستانية ليست تابعة للإقليم ذاته، ولكنها أراضي مُتنازع عليها تسكنها مجموعات إثنية متعددة وتخضع لسيطرة قوات البيشمركة الكردية، مثل مدينة كركوك العراقية الغنية بالنفط والبلدات التي يسيطر عليها الأكراد في شمالي العراق بمحافظات ديالى، وصلاح الدين، ونينوى.
 

 
غضب عراقي
الحكومة العراقية من جانبها أعلنت غضبها من حدوث هذا الاستفتاء على أراضيها، حيث وصف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاستفتاء بأنه خطوة غير شرعية وغير دستورية، كما رفض البرلمان العراقي في بغداد الاستفتاء وصوت ضده، وطلب من رئيس الحكومة اتخاذ كل الإجراءات الضرورية للحفاظ على وحدة العراق في مواجهة خطوة الأكراد الانفصالية.
 
في السياق ذاته عاقب البرلمان العراقي محافظ كركوك، الكردي بالعزل من منصبه، في 14 سبتمبر الجاري، بسبب تأييده لـ إستفتاء «الإنفصال» والموافقة عليه، ورفض الإيزيديون، الذين لا يخضعون لحكم الأكراد في منطقة «سنجار» المتنازع عليها بمحافظة نينوى العراقية، أن يشاركوا في هذا الاستفتاء، كما أن المحكمة العليا في العراق اتخذت أمراً قضائياً يقضي بإيقاف إجراءات الاستفتاء، وأكدت أنه قرار «غير دستوري».
 
ومن المتوقع حدوث صدامات مسلحة في المناطق المتنازع عليها، خاصةً في كركوك الغنية بالنفط، حيث نشر الجيش العراقي قواته لشن هجوم على معاقل تنظيم الدولة في الحويجة، قبل يومين من الاستفتاء.
 
تركيا تُعلن الحرب
وتجري تركيا حالياً مناورات عسكرية بالقرب من إقليم كردستان، حيث تعهد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، باتخاذ خطوات أمنية ودبلوماسية وسياسية واقتصادية رداً على الاستفتاء على الانفصال عن العراق، أكد رئيس الوزراء التركي أن هذه الخطوات سيتم اتخاذها بالتعاون الوثيق مع العراق، وإيران وعدد من البلدان المجاورة الأخرى.
 
وقال رئيس الوزراء التركي نصاً «من الطبيعي أن تحدث عمليات عسكرية إذا انفصلت كردستان عن العراق، تتعلق المسألة بتوقيت تطبيق الخيارات الأمنية، والاقتصادية، والسياسية التطورات التي سوف تحدث هي التي ستحدد هذا».
 
وسوف تواجه دولة كردستان الجديدة أزمة حقيقية مع تركيا لأن تركيا ترفض الإنفصال، وإذا استمر العداء بين إقليم كردستان وتركيا ستجد الحكومة الكردستانية مشكلة في تصدير مئات الألاف من براميل النفط، التي تنتجها يومياً إلى الأسواق الدولية وتمر عبر الأراضي التركية.
 

إيران تُغلق مجالها الجوي
 
وأغلقت إيران مجالها الجوي مع إقليم كردستان، أمس الأحد كرد سريع على قرار الإستفتاء الذي يُجريه نظام الحكم الكردستاني، وأعلن المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران أن قرار إيقاف جميع رحلات الطيران من وإلى كردستان العراق وإغلاق الأجواء جاء بطلب من الحكومة المركزية في بغداد، وبالتزامن مع إغلاق المجال الجوي، بدأت إيران إجراء مناورات عسكرية بالقرب من إقليم كردستان العراق.
وعلى الصعيد الدولي حذرت الولايات المتحدة من استمرار الإستفتاء لأنه سيؤثر على استقرار الدولة العراقية ويعيق الجهود الدولية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
 
كما أعرب وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، الذي زار على رأس وفد بريطاني أربيل والتقى رئيس إقليم كردستان مسعود بارازاني، عن رغبة بلاده بأن تؤجّل حكومة إقليم كردستان عملية الاستفتاء، كي يتاح المجال لجولة من المفاوضات مع بغداد، كما أن وزارة الخارجية المصرية  عبرت عن استيائها في بيان لها الخميس الماضي من استمرار عملية الاستفتاءا عن الانفصال وتداعياته المتحتملة.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق