«الكتاب الأسود لتنظيم الحمدين».. دراسة تكشف خبايا الإمارة بتعاون إخواني لزعزعة المنطقة

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017 12:07 ص
«الكتاب الأسود لتنظيم الحمدين».. دراسة تكشف خبايا الإمارة بتعاون إخواني لزعزعة المنطقة
تنظيم الحمدين
كتب أحمد عرفة

الدراسة تكشف: أعوان الإخوان والقرضاوى سيطروا على الجزيرة لبدء تنفيذ مخطط الدوحة

تنظيم الحمدين سعى لبناء لوبي يدافع عن قطر في الغرب عبر شراء العقارات والسلاح

خبير لـ"صوت الأمة": الدراسة كشفت النقاب عن أسرار تتعلق بالدور الخفي للإخوان والدوحة في المنطقة

 

دراسة مطولة، كشفت جميع خبايا وألاعيب "تنظيم الحمدين" فى المنطقة العربية" منذ عقود بالتعاون مع الإخوان، وحتى الآن، ودور الجزيرة القطرية فى تنفيذ هذا المخطط، حيث كشفت الدراسة التى حملت عنوان "قطر: الكتاب الأسود"، والتى أصدرها لجنة البحوث في المركز العربي الأوروبي لمكافحة التطرف في باريس، كيف تكاتف كل من الدوحة والإخوان، واستغلت موجة الربيع العربي لإحداث حالة من التفتيت والفوضضى فى المنطقة العربية.

 

الحلقة الأولى من الدراسة، التى نشرتها لجنة البحوث، ونقلتها صحف عربية، كشفت كيف دعم الإعلام القطري يوسف القرضاوي وقناة الجزيرة، في بث الفكر المتطرف في شتى أنحاء العالم، حيث بدأت الدراسة ببداية الانقلاب الذى شهدته الأبيض في الأسرة الحاكمة، وما تلاه من ظهور قناة الجزيرة، وتعاون الحمدين مع إسرائيل، وتغلغل تعاليم الإخوان بقيادة القرضاوي وجماعته في القطاع التعليمي والأمني والإداري في قطر.

 

وفقا للدراسة، فإنها قالت إن ترتيب البيت الداخلي في قطر لم يحتاج إلى وقت كبير، حيث  وباشر حمد بن خليفة الدخول إلى حقبة جديدة أول سماتها العلاقة الصراعية مع المملكة العربية السعودية التي اعتبرت انقلاب الأب على الابن سابقة خطيرة في المجتمع الخليجي، باعتبارها انقلاباً في الأسرة الحاكمة.

 

وأكدت الدراسة أن قناة الجزيرة، أول مشروع قطري يتجاوز الحدود، حيث  واقتنص أمير قطر فرصة القرار البريطاني بإغلاق قناة البي بي سي العربية وقتها، بحمل الفريق المدرب والمعد إلى الدوحة، الأمر الذي سمح لقطر بدخول ثورة الاتصالات عبر فضائية إخبارية محترفة بوقت مبكر، ووضع الحمدان (ابن خليفة وابن جاسم) سياسة انفتاح إعلامية تقدم كل الضمانات للطرفين الإسرائيلي والأمريكي وتفتح الباب لآراء عربية احتجاجية ومعارضة، لم يكن لها أي متنفس إعلامي في العالم العربي ، بينما كانت قناة الجزيرة أول قناة عربية تستقبل معلقين وصحفيين وسياسيين إسرائيليين، وأصبحت قناة الجزيرة خلال الخمسة أعوام الأولى على ولادتها قناة تملك جمهورا واسعا في غياب تجارب مشابهة، ومحدودية تأثير الفضائيات اللبنانية ذات الطابع المحلي على الجمهور الناطق بالعربية.

الجزيرة في "العصر الخنفري" كما سماها صحفي قطري، كانت في الواقع بإشراف قرضاوي وإخواني منظم، ووصفت الصحفية "لينا زهر الدين" في كتابها "الجزيرة"... ليست نهاية المشوار، بيسان للنشر، بيروت، 2011، ص 75 وما بعدها، فإن عملية وضع اليد عليها من إقصاء سكرتاريا المدير السابق ثم طردها، تفتيت خلية النحل التي تشكلها غرفة الأخبار، حملة تعيينات شملت المتشددين مع تعزيز التيار الإخواني الموجود أصلاً ولو بشكل مستتر في القناة، إلى إبعاد أو تهميش كل من لا يمكن وضعه في القالب الجديد.

مع الصعود القوي لقناة الجزيرة ثم أخونتها، وإعلان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – الذى يترأسه القرضاوى - في الدوحة وتحت سيطرتها، والارتفاع الهائل في عوائد استثمار النفط والغاز في قطر، ووصول حزب العدالة والتنمية ورجب طيب أردوغان للسلطة في تركيا، اعتقد الأمير حمد بن خليفة الشعور بأنه قد امتلك الثالوث المقدس الذي يجعل منه لاعبا إقليميا مركزيا: السلطان، المال، الدين، لم يكن حمد بن خليفة وحليفه الأساسي حمد بن جاسم متدينين، ولكن بالنسبة لهما، فالصحوة تعيش عقدها الثالث وهي تستقطب بتياريها السلفي الجهادي والإخواني التقليدي قطاعات هامة من المجتمع، وهي بأمس الحاجة لمال الإمارة والغطاء السياسي، وكون الحركة حلت نفسها في قطر منذ 1999 لأن قطر، حسب الإخوان، تتوفر فيها شروط "الحاكمية" ويقام فيها "شرع الله" وهي أرض الملاذ وأهم مصادر بيت المال "الخزنة" .

 

الدراسة قالت: النزعة المذهبية التي حملها الإخوان لقناة الجزيرة وإبعاد صحفيات وصحفيين شاركوا في صناعة صورتها والتوظيف السريع للقناة من قبل الإخوان ، مع صعود محطات تلفزيونية أخرى كالعربية، أبوظبي، دبي، أدى كل هذا إلى هبوط سريع في شعبية شبكة الجزيرة، وبعد أن حاول الأمير تقديم نفسه مع حمد بن جاسم كطرف وساطة في الأزمات ومقرب بين أطراف الصرع في أكثر من قضية كلبنان ودارفور، واستقدامه عضو الكنيست الإسرائيلي السابق عزمي بشارة ووضع ميزانية هائلة تحت تصرفه لرفع صورة الأمير الإخواني عن نفسه، عبر إعطاء دور هام لعربي من فلسطين، مسيحي الديانة، قومي النزعة شعبوي التوجه، فإن الدور القطري كان يتعثر، وصار يعتمد أكثر فأكثر على شراء السياسيين وتوظيف الحركات المسلحة وبناء لوبي يدافع عن قطر في الغرب، وشراء العقارات والسلاح من الغرب .

وتابعت الدراسة: جاءت حركات الاحتجاج في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا لتعيد الحياة لحلم الدور الذي تلبس الحمدين، وهنا جرى استنفار كل ما جرى تجميعه في عقد ونصف العقد من الزمن لتحقيق حلم الدور القيادي للإمارة الصغيرة، لم يقبل حكام قطر حقيقة أن الفأر لا يملأ صندوقاً يتسع لأكثر من فيل. فبدأت قطر تتصرف كدولة إقليمية كبرى، تعمل مع الناتو لإسقاط حكم معمر القذافي، وتدعم بكل الوسائل الإخوان في مصر لمخالفة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، تضع تحت تصرف "حركة النهضة" التونسية أموالاً طائلة تسمح بنقل أعضائها من المنفى والسجن إلى الحكومة والبرلمان، وترتب مع تركيا سيناريو التغيير في سوريا بضمان أخونة المجلس الوطني السوري، وفي حال فشله كواجهة سياسية، عسكرة الحركة الشعبية وتطييفها وشرعنة "الجهاد العالمي" إليها، فلم تسمح "بارانويا العظمة" لحكام قطر بالنظر إلى أبعد من أنفهم، فبدأت السقطات السياسية تتالى وتتراكم، الحليف الأمريكي لم يعد يثق بالقرارات الأميرية، والإقليم يعاني من التهور والعنجهية عند الحمدين، وفي لحظة ما، لم يكن أمام ابن خليفة وابن جاسم إلا الانسحاب من واجهة المشهد، باسم الانتقال السلس والهادئ للسلطة إلى ولي العهد تميم.

وقالت الدراسة: السلطات القطرية لعبت بكل أورقها، في فترة زمنية قصيرة. دعمت الجماعات الليبية المسلحة وقدماء أفغانستان في ليبيا، وضعت سياسة الترويكا تحت الرقابة عبر تسمية "رفيق عبد السالم" الموظف في شبكة الجزيرة وزيرا للخارجية التونسية، أحرقت التاريخ النضالي للحقوقي منصف المرزوقي بوضعه في مكان "الطرطور" كما يقول العامة في تونس.

وقالت الدراسة: "ضغطت السلطات القطرية على من لجأ إليها من السوريين لتكوين غطاء لإعلان القرضاوي الجهاد في سوريا أيضاً. ورفض اعتبار القاعدة وجبهة النصرة تنظيماً إرهابياً والحفاظ على مكانة هامة للإخوان المسلمين في أي هيكل معارض، كذلك ضغطت على الشخصيات الإسلامية غير المصرية بالمشاركة، تؤثر على قراره اتخاذ موقف واضح ضد الرئيس السيسي. وفي أكثر من شهادة جمعناها، يبدأ محدثنا غير المصري بجملة "كان قرارنا عدم التدخل في شؤون أي بلد ما دام بلدنا يعاني حرباً مدمرة. لكننا خيرنا بين اتخاد موقف وبين وقف أي مساعدة أو دعم لنا".

 

وتابعت الدراسة :"في أول خطاب له بعد الأزمة، قال أمير قطر تميم بن حمد: "اعتقد بعض الأشقاء أنهم يعيشون وحدهم في هذا العالم وأن المال يمكنه شراء كل شيء"، وعند سماع هذه الجملة، تأكدت قناعتنا بأن غرور العظمة وغياب البصيرة صنوان، فمن الذي اعتقد أنه يعيش وحده وفوق الجميع؟ ومن الذي بنى سياساته وقرارته على أن المال يسمح بشراء كل شيء؟ وهل يمكن إنكار ما ارتكبه "الحمدان" من جرائم سياسية ومالية إصلاح ما أوصلت إليه هذه السياسات؟

 

وتابعت الدراسة :"نشأ دعم الدوحة لجماعة الإخوان أيضاً من توجه قطر البراغماتي في اختيار ذوي النفوذ، حيث تحالفت مع الأطراف الفاعلة التي اعتقدت أنها ستنتصر سياسياً أو عسكرياً في مختلف البلدان، رغبة قطر في أن تكون طرفاً معنياً وصاحب مصلحة في الحكومات الجديدة في البلدان التي تمر في مرحلة تحول، دفعتها إلى أن تدعم الجماعة التي كانت تتصور أنها تملك أفضل فرصة للوصول إلى السلطة مالياً وسياسياً وبالتالي لحماية مصالح قطر. عقب اندلاع الربيع العربي مباشرة، بدا أن جماعة الإخوان الإرهابية هي الكيان السياسي الأكثر احتمالاً لتحقيق النجاح في أول انتخابات ديمقراطية في البلدان التي تشهد تحولاً، لأنها كانت الجماعة الأكثر تنظيما بين الحركات السياسية الكثيرة التي ظهرت في تلك الدول".

 

وحول هذه الدراسة، قال أحمد عطا، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن تحرك المركز العربي الأوروبي لمكافحة التطرّف في باريس بنشر الكتاب الأسود والذي يجسد فيه أخونة الدوحة بكافة مؤسساتها ونافذتها الإعلامية الأشهر وهي قناة الجزيرة هذة بمثابة ويكليكس عربي يرفع النقاب عن أسرار كثيرة تتعلق بالدور الخفي الذي لعبه احد قيادات التنظيم الدولي عزام سلطان التميمي وهو فلسطيني وحاصل علي الجنسية البريطانية و هذا الرجل هو الأقرب من الشيخ حمد بن تميم  الذي مكن التنظيم الدولي للإخوان من السيطرة علي الدوحة.

وأوضح فى تصريح لـ"صوت الأمة"، أن هناك حرب معلوماتية ستكون الأعنف خلال النصف الثاني من العام الجاري وحتي النصف الأول من ٢٠١٨، وأطراف هذه الحرب منصات إعلامية ومراكز بحث و صحف دولية تساند قطر والتنظيم الدولي، فقطر مع بداية الأزمة سارعت واشترت جريدة الجارديان البريطانية بل وتشتري مساحة من جريدة الاندبندن. البريطانية، فهناك حرب المنصات  الإعلامية ستكون أطراف عربية في إطار استهداف أنظمة وحكام  وهي الحرب الأعنف علي الإطلاق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة