كوبر المُفتري عليه

أتعجب كثيرا من الإنتقادات الحادة التي توجهها بعض الجماهير المصرية ووسائل الإعلام ضد الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب الوطني الذى يسير بشكل جيد مع الفراعنة منذ حضوره للقاهرة من عام ونصف لقيادة سفينة المنتخب .

 

الخواجة الأرجنتيني نجح فى وقت قياسى فى خلق جيل جديد للكرة المصرية بعد اعتزال الجيل الأسطوري الذى حقق الثلاثية الأفريقية وكان أخرهم وائل جمعة ومحمد أبو تريكة ومن قبلهم أحمد حسن ومحمد زيدان وعمرو زكي ومحمد زيدان ، ورغم الوقت الصعب الذى حضر فيه كوبر بسبب خروج البلاد من ثورتين وعدم انتظام مسابقة الدوري ، إلا أنه وسريعا نجح فى خلق جيل قوى ومحترم من اللاعبين واستطاع إعادة مصر للساحة الأفريقية بالتأهل لكأس الأمم الأفريقية الأخيرة بل والصعود للمباراة النهائية أمام الكاميرون والتى خسرها المنتخب بضربة حظ فى اللحظات الأخيرة من اللقاء .

 

المنتخب الوطنى واصل مع كوبر انتصاراته وتصدر مجموعته بتصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم المقبلة بروسيا 2018 على حساب المنتخب الغاني القوى ومنتخب أوغندا مفاجأة القارة والحائز على أفضل منتخب عام 2016 وبات الفراعنة على بعد خطوة واحدة للتأهل للمونديال بعد غياب 28 عاما .

 

ورغم كل هذه الإنجازات التى حققها كوبر مع الفراعنة ، إلا أن هناك حملة ممنهجة عليه من أجل إخراجه عن تركيزه وإجباره على الإنسحاب والرحيل عن المنتخب بسبب طريقة أدائه وميله لتضييق المساحات واللعب بتأمين دفاعي مع الإعتماد على الهجمة المرتدة ، وهو ما ينظر بكارثة حقيقية خاصة وأن المنتخب مقبل على لقاء مصيري أمام الكونغو فى الجولة الخامسة من تصفيات أفريقيا المؤهلة للمونديال والتى ستحدد بشكل كبير المتأهل من هذه المجموعة للمونديال . 

 

المطلوب فى الوقت الحالى الهدوء من الجميع وعدم تشتيت ذهن الخواجة الأرجنتيني الذى ألمح عقب لقاء أوغندا الأخير برغبته فى الرحيل ، إلا أنه طالب البعض بمحاسبته فى نهاية المشوار خاصة وأنه لا يوجد سوى مباراتين فقط لتحقيق آمال المصريين جميعا بالتأهل لكأس العالم .