أنقرة وطهران حاولتا إحراق القاهرة فاشتعلت حدودهما

كراهية وتهديد بالتقسيم.. تركيا وإيران تجنيان حصائد أيديهما في الشرق الأوسط

الأربعاء، 27 سبتمبر 2017 07:00 م
كراهية وتهديد بالتقسيم.. تركيا وإيران تجنيان حصائد أيديهما في الشرق الأوسط
اردوغان وروحانى
محمود علي

بعد مرور نحو سبع سنوات على ثورات الربيع العربي التي شهدتها دول الشرق الأوسط، والتي اسقطت أنظمة وأعادت الأمل للشباب، وما تلاها من فوضى عارمة صعد من خلالها جماعة الإخوان على أكتاف هذه الثورات، واستثمار دول إقليمية كبرى كإيران وتركيا لهذه الفوضى لتحقيق مكاسبهم، تُطرح أسئلة عدة ماذا جنا هؤلاء المستثمرين من الفوضى في الشرق الأوسط ؟ .. هل تحققت مقاصدهم؟ .. أم باتوا الآن أمام خطر أكبر يعجزوا عن مواجهته.

واستثمرت تركيا وإيران في صعود جماعات الإسلام السياسي في دول الشرق الأوسط، حيث تبنى نظام الرئيس التركي رجب طبب أردوغان ونظام المرشد الأعلي الإيراني على خامنئي، مشروع جماعة الإخوان في دول مثل مصر وتونس وليبيا واليمن، وذلك لكسب مصالح عدة من وراء دعمهم ، إلا أن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن إذ سقطت هذه الجماعة في كل الدول وأصبحت مكروهه شعبيًا.


كراهية الشعوب

أول ما جنته تركيا وإيران من سقوط المشروع الإخواني في المنطقة، هو استمرار الكراهية الشعبية لتلك الجماعة لتصل إلى من يدعمها وقام بالوقوف بجانبها، فكانتا أنقرة وطهران اللتان لم يتوقعا سقوط الإخوان بهذه السرعة في دول الشرق الأوسط، أول المتضررين من انكشاف سياسات مشروع الإسلام السياسي لا سيما وأن قيادات الدولتان راهنوا على استمرار دعم مشروع الجماعة وكأنهم لم يصدقوا صدمة سقوطهم وسقوط أحلامهم بالتوسع أكثر في الشرق الأوسط، إلا أن هذا الأمر نتج عنه كراهية شعبية كبيرة من جانب دول عربية تضررت من الفوضى مثل مصر وسوريا وليبيا واليمن، لتركيا وإيران وخاصة قيادتهما ففي الفترة الأخيرة نشأت أجيال عربية تنظر بريبة لكل ما له علاقة بإيران وتركيا، الأمر الذي انعكس في تناول هذه الأجيال لأزمات تلك الدول، في إشارة إلى أن الفوضى ارتدت إلى داعميها الأساسيين.

الرئيس التركي والإيراني

 

ولا يمكن اقتطاع ما يحدث في العراق وسوريا بالأخص في هذه المرحلة، من سياق صراع إقليمي في هذه الدول كان طرفاه إيران وتركيا، الجارتان اللتان استثمرتا الكثير من أجل أن تكون الفوضى هي قاعدة التفاهمات بين القوى الداخلية لتلك الدول التي ابتعدت كل البعد عن المرجعية الوطنية والعربية.


خطر التقسيم

وبعيدًا عن الكراهية فإن ما جنته تركيا وإيران من أضرار نتيجة تدخلها في الشرق الأوسط كانت كثيرة، فمن المؤكد أن ما يحدث في الوقت الراهن في شمال العراق من مشروع كردي للانفصال عن الدولة، ومن قياس حجم ردود الأفعال في مواجهة هذا المشروع فإن تركيا وإيران هي الأكثر تضررًا وهما اللتان ابتدان استعدادهما لإجهاض حلم قيام الدولة الكردية من خلال التعاون العسكري، الأمر الذي يكشف حجم تهديد قيام الدولة الكردية على حدودهما.

صورة لزعيم اكراد تركيا

 

وعارضت تركيا وإيران بشدة استفتاء كردستان خوفًا من أن يزيد من الشعور بالانفصال بين الأقليتين الكرديتين لديهما، وأغلقت إيران حدودها مع إقليم كردستان العراق، أما تركيا فشددت إجراءات العبور والتدقيق في حركة القادمين من شمال العراق.

صورة لأكراد إيران
صورة لأكراد إيران
صورة لأكراد إيران

 

ومنذ الحديث عن الاستفتاء وتستقبل إيران وتركيا الآثار السلبية المتمثلة في مطالبات أكرادهم بالانضمام إلى الكيان الكردي الذي يرغب الأكراد في تشكيلة، وهو من شأنه أن يهدد المصالح التركية الإيرانية في الشرق الأوسط، حيث أكد المراقبون أن نجاح إحدى تجارب الانفصال الكردي في إحدى الدول، فإن ذلك سوف يشجع الأكراد الآخرين "سوريا، وتركيا، وإيران، وأرمينيا" على الانفصال أيضًا.

 

اقرأ ايضًا: النفط وقود الانفصال.. كردستان العراق مثالًا

حدود ملتهبة

الأمر الأخر هو الحدود الملتهبة والوضع الأمني الصعب الذي تشهده دول الجوار لتركيا وإيران، فما تشهده سوريا والعراق من وضع أمني وعدم استقرار للأوضاع، ينعكس على تركيا التي كادت أن تشهد في مرحلة سابقة ما تشهده سوريا من خلال عبور أزمات الأخيرة الحدود لدول الجوار، فتركيا أردوغان التي دعمت الجماعات المسلحة في سوريا لإسقاط النظام السوري سقطت هي الأخرى في فوضى عارمة في أكثر من فترة بعد نشوب مظاهرات ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظامه السياسي بسبب موقفهم من المعارضة والسياسات الخارجية.

خريطة تركيا

 

فيما تعتبر حدود إيران المتمثلة في العراق وتركيا من جهة العرب وأفغانستان وباكستان من جهة الشرق ملتهبة هي الأخرى،  ومن الممكن أن تصدر الكثير من الأزمات، فبعد أن دعمت طهران عراق هشة بعد سقوط نظام صدام حسين عن طريق الغزو الأمريكي، لتعزيز نفوذها السياسي والعسكري في العراق، يبدو أن هذا الأمر ارتد ليؤثر علي إيران سلبيًا خاصة من الجانب الأمني حيث انتشرت الأسلحة وعمليات التهريب على الحدود الإيرانية.  

خريطة ايران

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق