المواصلات والمرافق العامة في عقل الإرهاب.. إنهاك الاقتصاد ورعب المدنيين

الأربعاء، 27 سبتمبر 2017 09:00 م
المواصلات والمرافق العامة في عقل الإرهاب.. إنهاك الاقتصاد ورعب المدنيين
حادث لندن
محمد الشرقاوي

على مدار الأشهر الماضية، شهدت عدد من الدول الأوروبية عدة عمليات إرهابية استهدفت مرافق ومواصلات عامة، تبنتها تنظيمات متطرفة على رأسها داعش والقاعدة، أخرها استهدفت محطة مترو الأنفاق «بارسونز جرين» بمنطقة فولهام بجنوب غربي العاصمة البريطانية لندن، في 15 سبتمبر 2011، أسفرت عن إصابة 22 في حريق محدود، تبناها داعش.

من قبل عملية لندن، عمليات عدة في قلب العواصم الأوروبية، منها العاصمة البلجيكية بروكسل في يونيو الماضي، كذلك انفجار بقطار الأنفاق بمدينة سان بطرسبرج الروسية في أبريل 2017، كذلك قنبلة في محطة «بلوشاد فوستانيا» وهي مدن روسية.

للمرافق والمواصلات العامة في عقل التنظيمات الإرهابية، مساحة كبيرة، وهي ضمن استراتيجيات عسكرية تتبعها التنظيمات الإرهابية على رأسها «الشوكة والنكاية»، كشفت عنها تلك التنظيمات عبر منابرها الإعلامية.

أبو محمد العدناني، المتحدث السابق لتنظيم داعش، سبق وهدد في تسجيل له، إلى استهداف كافة المرافق الخدمية حتى حدائق الأطفال، والطوابير في المناطق العامة، والباعة في الأسواق، والمتقاعدين، حسب ما نقلته مجلة «روميه» أحد وسائل التنظيم الدعائية.

وجاء في التهديد الذي حملته الصحيفة: عليكم باستهداف أماكن تقشعر لها الأبدان، حتى دماء الصليبي الذي يبيع الورد، حسب المجلة، والتي دعت إلى قتل الضحايا السهل الوصول إليهم، ركاب المواصلات العامة، الشباب الذين يلعبون في المنتزهات، وكبار السن الذين يقفون في الطوابير.

كذلك كان لتنظيم القاعدة، تحريض على تنفيذ هذا النوع من العمليات؛ حيث خصص تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» في اليمن عدد أغسطس 2017 من مجلته «إنسباير» باللغة الإنجليزية لتحريض عناصره على شن هجمات على قطارات وخطوط السكك الحديدية في أوروبا.

مراكز بحثية أرجعت تركيزَ التنظيمات الإرهابية على استهداف شبكات النقل العامة في المدن الكبرى، إلى كثافة الحشود التي تستخدمها، وصعوبات التأمين، وإمكانيات التخفي، بالإضافة إلى التأثيرات النفسية والاجتماعية الضخمة المترتبة على الهجمات.

مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، قال إن الهجمات الإرهابية على المواصلات العامة والمرافق، لها عدة دوافع،

أهمها  «كثافة الحشود»، لما  تتسم به وسائل المواصلات العامة بالإزدحام وضخامة حجم الحشود التي تستخدمها يوميًّا، وهو ما يؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح البشرية بأقل الخسائر.

من بين الدوافع، لا ستهداف تلك الأماكن « صعوبة التأمين» و«سهولة التخفي» فعلى الرغم من انتشار قوات الشرطة في الأماكن والمواصلات العامة بالعواصم الأوروبية إلا أن هناك ثغرات من السهل استغلالها لعناصر تلك الجماعات.

من بين الدوافع أيضًا «اختراق المدن»، حيث يتسم تصميم خطوط النقل العامة بالامتداد عبر المدن في صورة شبكات عنكبوتية تخترق المدن من الأطراف إلى القلب، وهو ما يجعل مستويات التأمين تتفاوت من منطقة إلى أخرى وفقًا لمدى وجود مؤسسات أو مرافق حيوية، كما يسمح هذا التصميم بنقل التهديد الإرهابي من المناطق الأقل كثافة وازدحامًا إلى قلب العواصم.

وأوضحت الدراسة التي أعدتها الباحثة منى مصطفى، أن من بين الدوافع «إرهاب المتعاطفين»، حيث لا يتطلب تنفيذ عمليات إرهابية داخل وسائل المواصلات مهارات متقدمة أو تدريبًا خاصًّا للعناصر الإرهابية المنفذة، مما يجعلها ضمن التكتيكات الأكثر ملاءمةً للتنظيمات الإرهابية التي تسعى إلى دفع المتعاطفين معها منخفضي المهارات العسكرية لتنفيذ عمليات إرهابية عشوائية (العبوات الناسفة بدائية الصنع، والطعن، وإطلاق الرصاص، وتفجير القضبان مما يتسبب في خروج القطارات عن مساراتها).

من أهم دوافع التنظيمات الإرهابية،  التأثير النفسي على الأوروبيين لما تتسبب فيه تلك العمليات في نشر الرعب والفزع بين المدنيين، والشعور بانعدام الأمن، كذلك الخسائر الاقتصادية: وإنهاك اقتصاد الدول.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق