العلاقات مع روسيا.. آخر ما تبقى من حلم "عبد الناصر"

الخميس، 28 سبتمبر 2017 12:13 م
العلاقات مع روسيا.. آخر ما تبقى من حلم "عبد الناصر"
جمال عبد الناصر
محمد أبو ليلة

فور اندلاع ثورة يوليو من عام 1952، كانت قوى دولية كبرى تنهار، وأخرى في طريقها إلى الصعود، وقتها أدرك الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أن هناك اهتمام أمريكي زائد بمصر في محاولة لفرض سلطتها على النظام المصري الجديد الشاب وقتها.
 
لكنه في قرارة نفسه كان لديه رؤية وحلم تتمثل في أن مصر ما بعد النظام الملكي يجب أن تنفتح أكثر على العالم وألا تعتمد على القوى الراديكالية القديمة والتي أخذت في الانهيار بعد الحرب العالمية الثانية كبريطانيا وفرنسا.
 
كان الخيار الأول لعبد الناصر لشراء الأسلحة هو الولايات المتحدة، ولكن خطبه المتكررة المعادية لإسرائيل ورعايته للفدائيين الذين قاموا بغارات على إسرائيل جعلت من الصعب على إدارة أيزنهاور وقتها الحصول على موافقة من الكونجرس  الأمريكي على بيع الأسلحة إلى مصر،  وكان الرأي العام الأمريكي معادي لفكرة بيع الأسلحة لمصر التي قد تستخدم ضد إسرائيل، وعلاوة على ذلك خشي أيزنهاور بدء سباق تسلح في الشرق الأوسط.
 
وأراد عبد الناصر أن يناور الرأي العام الأمريكي، وقال في أكثر أنه يفكر في شراء أسلحة من الاتحاد السوفيتي كوسيلة للضغط علي الأمريكيين في بيع الأسلحة التي رغب فيها،  وكان أمل عبد الناصر أن إدارة أيزنهاور في مواجهة احتمال شراء مصر للأسلحة السوفيتية، وهكذا تصبح تحت النفوذ السوفيتي، سوف تضطر لبيع مصر الأسلحة التي أرادها.

الأسلحة الروسية
وفي سبتمبر عام 1955 أُعلن عن شراء مصر لكمية ضخمة من الأسلحة السوفيتية عبر تشيكوسلوفاكيا،وكانت هذه الخطوة هي بداية العلاقات القوية بين مصر وروسيا والتي بلغت ذروتها في فترة الخمسينات والستينيات حين ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالي في أسوان ومصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألومونيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية أسوان  الإسكندرية. 
 
بالإضافة لـ إنجاز 97 مشروع صناعي بمساهمة الاتحاد السوفيتي. وزودت القوات المسلحة المصرية منذ الخمسينات بأسلحة سوفيتية. وتلقت العلم أجيال من أولئك الذين يشكلون حالياً النخبة السياسية والعلمية.
 
لكن هذه العلاقات شهد توتر شديد أدى إلى إنقطاعها في عهد الرئيس الراحل أنور السادات،  وتبعه مبارك في فترة حكمه التي ظلت 30 عاماً.
 

روسيا والسيسي
وبعد ثورة يناير أخذ التعاون بين البلدين أكثر جدية، حيث أصبحت هناك  مناورات عسكرية مشتركة  بين الجانب المصري والروسي كما شهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين تطورا مستمرا خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ إجمالي التبادل التجاري بين مصر وروسيا أكثر من ٤ مليارات دولار عام 2016.
 
فبعد توليه رئاسة الجمهورية في عام 2014 زار الرئيس عبد الفتاح السيسي موسكو أثناء جولته بالخارج لبحث توطيد العلاقات مع الغرب، وكانت أولى جولاته هي روسيا، وهناك تم التوقيع على اتفاقية تسليح لمصر تقدر بـ 3.5 مليارات، من بينها أسلحة الدفاع الجوي المضاد للصواريخ والطائرات، بالإضافة لـ  نظام الدفاع الجوي الروسي أس 300 إنتي 2500 وهو قادر على مواجهة الصواريخ الباليستية الصغيرة والمتوسطة المدى حتى 2500 كم وتم تصميمه خصيصاً لهزيمة الطائرات الحديثة والطائرات المستقبلية التكتيكية والإستراتيجية والصواريخ الباليستية متوسطة المدي والصواريخ العملياتية التكتيكية وصورايخ كروز. 
 
وحالياً تعتبر مصر موردا رئيسيا للخضروات والفاكهة والمنتجات الغذائية المصنعة إلى روسيا فيما تشكل الأخيرة أحد الموردين الرئيسيين للأخشاب والقمح ضمن منتجات أخرى إلى مصر.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق